تخطى إلى المحتوى

  تطور الحركة النسائية والجمعيات النسائية في القدس فترة الانتداب البريطاني

  تطور الحركة النسائية والجمعيات النسائية في القدس فترة الانتداب البريطاني

 فتح المجال للتعليم سمح بظهور مجتمع بدأ بالسير نحو الحداثة، سواء كان ذلك بالحياة المدنية او حياة الفلاحة. فبين نخبة مجتمعية وتلك التي تنتمي الى الفلاحة، بدأ ظهور طبقة وسطى بالمجتمع. وكان هذا جليا بظهور مهن جديدة، كما بدأت الجمعيات الخيرية بالظهور بقيادات نسائية ، وعليه كانت الحركة النسائية قد بدأت بالتشكل.

قد تكون الحركة النسائية في فلسطين مرتبطة بالظهور الاول للجمعيات النسائية حول العالم. الا انه من غير الممكن التأكيد على ذلك . ولكن في نفس الوقت ، فان الحديث عن النسوية وهو ما يعني باعادة تعريف حقوق المرأة ، بما يشمل اللباس والادوار في ما وراء العائلة و كما تناقش ابو اللغد، كانت مواضيع حيوية للرجال والنساء المهتمين بالاصلاح الاجتماعي.[i] تتساءل ابو لغد عما جرى . وتحاول فيما بعد ان تبحث في “اللحظة التاريخية عندما بدأ الرجال والنساء الحديث عن اعادة صناعة النساء”.[ii] ان اتصال الحركات النسائية لا يمكن مراجعتها بدون الربط مع النسوية ، والنسوية في فلسطين مصاحبة لتاريخ معقد ،كما في الدول العربية ، وغيرها من الدول كالهند التي بدأت الحركات النسائية فيها مع الحراك القومي ومشت باتجاه الاهتمام بفترات ما بعد الاستقلال ،حيث كان التركيز على االفقر.[iii] من الممكن ان نلاحظ ان الحركة النسائية الفلسطينية اخذت هذا الاتجاه. من المهم الانتباه كذلك ،عند الحديث عن الحركة النسائية الفلسطينية الى عدم اهمال حقيقة انه “اينما تواجدت المستعمرات الاوروبية والبعثات المسيحية ، واينما كان هناك حركات قومية تحاول .تشكيل الامم الجديدة ، كان هناك علامات للمثاليات والاحتماليات الجندرية”[iv]

في فلسطين، كان الحراك النسائي قد تقاطع ربما مع ظهور الجمعيات النسائية الاولى. ولكن لا يمكن تحديد هذا وتأكيده. فكانت هناك جمعيات قد اتفق عليها مثل جمعية سيدات الاورثودوكسيات في يافا والتي اسست سنة١٩١٠[v]. ساهمت اديل عازر بإنشاء الجمعية بهدف مساعدة الايتام والمحتاجين. من البنات وتعليمهن. ترأست اديل الجمعية وكانت مديره مدرسة الأرثودوكسية للبنات. من ضمن من عمل بالمدرسة كان : نجلا موسى، سريا بطيخا، واولغا اندراوس العيسى التي كانت تشرف على دروس الخياطة.

تذكر عايدة النجار ان الجمعيات غير الربحية التي بدأت نشاطاتها بأوائل القرن العشرين، حيث اسست نبيهة منسي “الجمعية الأرثودوكسية لإغاثة الفقراء” في عكا، وقدمت خدمات انسانية.

قدمت جمعيه سيدات الاورثودوكسيات (١٩١٠)في يافا المساعدة للفتيات اليتيمات وأرسلتهن للتعليم في الجامعة الأمريكية في بيروت. من المؤسسين كان هناك رجال ونساء فاعلون في المجتمع تم ذكرهم: روجينا يعقوب غندور، ماري جورج دباس، عفيفة ابراهيم قدسي، جوليا صليبا سليم، فكتوريا روفائيل ظريفة، زهية سمعان العيسى، فدوى الياس برتكش، ملفينا موسى حكيم، فدوى قديس وسعدا سليم تماري التي كانت رئيسة الجمعية.

 

في القدس كان هناك جمعيه تهذيب الفتاه الأرثوذكسية التي انشأت سنه ١٩١٨، تحت رئاسة كاثرين شكري ديب لغاية سنه ١٩٤٧. شجعت هذه الجمعية على تعليم البنات وارسلتهم لمدارس ثانويه مثل شميدت والكلية الانجليزية. كاثرين ساهمت كذلك في تأسيس اتحاد المرأة وشاركت في مجلس المرأة المنعقد في القاهرة ب١٩٣٨ و١٩٤٤.

كاثرين سكسك كانت كذلك من ضمن الناشطات في جمعيه بنات الأرثودوكس، وعملت في جمعيه اغاثة الفقراء والمرضى قبل ان تكرس نفسها للخدمة الاطفال ذوي الاعاقات الجسدية، حيث انأت جمعيه للمعاقين ببيت جالا، واسست كذلك ملجأ، بيت امومة سمتها “مريم العذراء “. توسع عملها بطريقة ملفتة وترأست العديد من الجمعيات في هذا المجال حتى سميت جميعا تحت مظلة:”الجمعية العربية الأرثودوكسية للمرضى والمعاقين.”

كثرت هذه الجمعيات بالقدس وفي أرجاء الدولة في العشرينات من القرن الماضي، كان من ضمن الجمعيات:” جمعيه سانتا تيريز”، والتي كان لها فروع بالناصرة حيفا ويافا. ترأست الجمعية راهبه من الناصرة واصبحت فيما بعد رئيسة الراهبات الكاثوليك في القدس وتوفيت سنه ١٩٢٩.

سلمى حمصي سلامة اسست جمعيه حاملات الطيب سنه ١٩٢٦. احتوت الجمعية على عيادة وساعدت الفقراء واللاجئين بالنكبة. بديعة خوري سلامه اسست كذلك جمعيه النهضة النسائية سنه ١٩٢٣ والتي كان هدفها محاربة الأمية. سنه ١٩٢٩، اسست نعمتي العلمي جمعيه النساء العرب” بعد مظاهرات البراق. شاركت الكثير من النساء بالجمعية وكانت بداية لتشكيل اتحادات النساء بعد ال ١٩٣٨. انتشرت مشاركات النساء في ارجاء المدن الفلسطينية المختلفة وبدأت فروعا في مناطق مختلفة مثل رام الله ويافا، نابلس، عكا، حيفا، وغزه. من ضمن النساء الناشطات كانت: عندليب العمد من نابلس، اديل عازر، وجيهة توفيق دجاني من يافا، زليخة شهابي، كاثرين سكسك، ميليا سكاكيني من القدس. ليديا أعرج من بيت لحم. حافظ فرع القدس على الاسم واستمر العمل مع اتحاد المرأة. على الرغم من توقفه عن العمل ابان النكبة، ولكن اعيد تشكيله سنه ١٩٦٥ وترأسته زهية نشاشيبي.[vi]

لم تكن تجربة الجمعيات الخيرية بالقدس مختلفة. بدأ التركيز على تمكين المرأة من خلال تعليم الامهات الصغيرات على مبادى الامومة، والتدريب على الكفاية الذاتية وتحسين البيوت. ديانا سعيد كانت احدى المدربات التي تخرجت من كليه البنات في بيروت بالأربعينات.[vii]

في سنة ١٩١٩، تأسست جمعيه السيدات العربيات. وتبعها تأسيس الاتحاد النسائي سنه ١٩٢١.[viii]

من الأرجح أن تأسيس الاتحاد النسائي لم يكن مصادفة، حيث كان إنشاء الإتحاد النسائي العربي في مصر من قبل هدى شعراوي سنة ١٩١٩. المشاعر الإقليمية تجاه الاحتلال البريطاني كانت نفسها، وكانت النساء تواجه نفس الصعوبات والتحديات. الا أنه من الأرجح أن تكون جرأة النساء في مصر وإقدامهن، حثت على توسيع رقعة الشجاعة والتحدي لدى النساء الفلسطينيات.

 

عندما أسس الإتحاد النسائي العربي في القدس سنه ١٩٢٩، لم تكن الجمعية مثل أختها السابقة التي أقيمت لأهداف خيرية وتعليمية فقط. كانت أهدافها سياسية تتضمن الصراع القائم. احتوى جدول أعمال هذه الهيئات على التركيز على الأهداف الوطنية أكثر من التركيز على الطبقات الاجتماعية. ومع هذا، فإن القائمات على هذه الجمعيات كن متعلمات وانتمين بالغالب إلى الطبقة الاجتماعية العليا من العائلات التي كان أفرادها في قيادة الحركة الوطنية. احتوت هذه الجمعيات بالإضافة، إلى نساء من الطبقة العاملة. كان التركيز موجها نحو الاعتراض على السياسات الانتدابية البريطانية ودخول الصهيونية والمستوطنات. بالطبع، إن النساء في تلك الجمعيات جاءت من طبقة مدنية. تصف تمارا ماير في كتابها: النساء والاحتلال الاسرائيلي: سياسة التغيير. “بسبب أن النساء القرويات كن أكثر تأثرا بالاستعمار البريطاني وسياساته الاستيطانية والهجرات اليهودية أكثر من النساء من الطبقة المتوسطة بالمدن، حيث أن قدرتهن على الوصول إلى أراضيهن وبالتالي الزراعة كانت مهددة، فإن مشاركتهن بالصراع الوطني كانت مختلفة.”[ix]

 

تضيف ماير: ” بينما شاركت المرأة في المدينة من خلال ما يزيد عن المئتين جمعية خيرية، شاركت المرأة الريفية بالمظاهرات الحية والدموية.” [x] الوضع على الارض جلب النساء الريفيات بطبيعة الحال إلى “مواجهات عسكرية، جسدية، من قبل البريطانيين واليهود، وسهلت تدخل المرأة في المدينة بالصراع، بينما تزامن عمل النشاطات الخيرية التي ساهمت من خلالها المرأة في المدينة على التركيز على الاهتمام بالأيتام من ضحايا المتظاهرين الفلاحين، العميان، المعاقين، وعلى تعليم النساء في المناطق الريفية بالغالب. “وعليه، ظلت النساء الفلسطينيات متحدات بالرغم من اختلاف اهدافهن المباشرة. [xi] في هذا الصدد، حصل تناغم في توزيع المساهمات على المستوى السياسي والاجتماعي فيما بين اجزاء المجتمع المدني والريفي. بسبب الوضع السياسي، بقي تحدي النساء الأساسي هو الصراع الوطني.  أدى هذا بطريقة ما، إلى إذابة المواضيع الاجتماعية، خصوصا تلك التي تشكل الترتيب الذكوري للمجتمع. لم تشكل كذلك النساء في أعمالهن تلك ما يؤرق من السيادة الذكورية بالمجتمع، حيث ارتبط جدول أعمال هذه الجمعيات بالصراع الوطني. إلا أن هذه النشاطات، أبرزت المرأة، وتم وصول صوتها وملاحظتها: ” أخرجت المرأة الفلسطينية من عزلة البيت، العائلة، والمجتمع وكذلك العزلة الاقليمية. وجعلتها جزءا من الصراع الوطني الأكبر.”[xii]

 

تضع ماير نقطة مهمة عندما تناقش الأجندة الوطنية الفلسطينية في صراع النساء. إن غياب رؤيا واضحة للدولة، عند انتهاء الإنتداب البريطاني والحراك الصهيوني، أدى إلى نفس المستقبل غير الواضح للحركة النسائية. تقول ما ير: “بقي مستقبل النساء موضوعا بالقالب التقليدي على الرغم من تدخل النساء في الصراع الوطني الذي جعلهن أكثر بروزا بالدائرة العامة. بالواقع، كانت مشاركاتهن تبدو وكأنها أكثر اشكال النشاط العام طبيعية، حيث استمرت مشاركاتهن فيما بعد ١٩٦٧ في الضفة الغربية وغزة.”[xiii]

 

كما لا يتوجب التقليل من اهمية دور المرأة في ظهور حركتها في ذلك الوقت، يجب الا يتم زيادة التركيز على تلك الاهمية وتأثيرها.

إن مشاركة المرأة في احتجاجات ال١٩٢٩، قادتها بلا شك إلى الخط الأول بالأنباء على المستوين العربي والفلسطيني، وكذلك الدولي. كان حدث مؤتمر نساء فلسطين العربيات الأول في ٢٦، تشرين الأول ،١٩٢٩، يعتبر بمثابة المرة الأولى التي تدخل المرأة فيه الساحة السياسية. عبرت النساء المشاركات بصوت عالي عن مطالبهن بدور سياسي محدد بلباقة ونضوج. استقبل الإعلام أهمية واستثنائية هذه النشاطات بإعجاب كبير. كان صوت النساء الفلسطينيات هو الصوت الأول المتدافع إلى العالم العربي نداء لإنهاء الاضطهاد، مما شكل مدخلا للمرأة في الساحة العامة. يجب أن لا ننسى بطبيعة الحال، إن الحراك بدء في اتحاد المرأة المصرية، الا أن ما قامت به المرأة الفلسطينية كان أكثر إقليميا. من المؤكد أن الحراك كان موجها للمجتمع الفلسطيني، إلا أنه وبنفس الوقت كانت تلك القضايا تخص كذلك المرأة في المنطقة كإقليم، مما قرع أجراس الظلم الواقع على المرأة والشعوب المضطهدة. كان صدى المؤتمر، من جهة اخرى، محدودا بالتأثر السابق لبروز الحركة النسائية في فلسطين.

إن الحديث عن النسوية والحركة النسائية بالعالم العربي لا يمكن أن يمر بلا ذكر هدى الشعراوي (١٨٩٧ـ١٩٤٧)، مربية مصرية وناشطة حقوقية. ولدت هدى الشعراوي في القاهرة سنة ١٨٩٧، لعائلة ثرية بالحكومة. ساعدت هدى سنه ١٩١٩ بتنظيم أكبر مظاهرة معادية البريطانية، بعد حراك نسائي شهد بعض الظهور في السنوات اللاحقة للحرب العالمية الاولى. في رفض لتنفيذ الاحكام البريطانية، وقفت النساء تحت اشعه الشمس لمده ثلاث ساعات. قررت الشعراوي عدم لبس الحجاب المغطى للوجه (النقاب) بعد وفاة زوجها سنه ١٩٢٢ في مشهد عام علني. بعد عودتها من رحلة لمؤتمر نسائي في أوروبا سنة ١٩٢٣، حيث خرجت من القطار وخلعت نقابها. اصيبت النساء القادمات لترحيب بها بالصدمة بادئ الامر، الا انهن صفقن لها بحرارة. بعضهن خلعن نقابهن كذلك. هذا كان اول عصيان علني للقيود التقليدية. في نفس السنة، ساهمت شعراوي في اقامة اتحاد النساء. تم انتخابها كرئيس للاتحاد وبقيت في المنصب ل٢٤ عاما. كان هدفها يتمحور حول تشبيك التواصل بين النسوية في مصر والعالم. نجحت بالتنسيق مع النسوية العالمية وارتبطت برابطة النساء. قام الاتحاد العديد من الحملات للدعوة إلى الاصلاح في حياه النساء. تضمنت المواضيع رفع سن الزواج للبنات ل١٦. وزيادة فرص العليم للبنات، وتحسين الوضع الصحي. بدأت اول مدرسة ثانويه للبنات بمصر سنه ١٩٢٧ نتيجة لهذا الضغط. قادت شعراوي كذلك البعثات النسائية للمؤتمرات الدولية ونظمت لقاءات نسوية عربية. بسنة ١٩٤٤، انشأت الفيدرالية العربية النسائية.

التزمت شعراوي بالقومية العربية والقضية الفلسطينية. اوقفت علاقتها مع الرابطة العالمية لرفضها دعم القضية الفلسطينية. [xiv]

“جهز هذا المرحلة لإطلاق جهد عربي من اجل خلق جمعية نسوية قومية. هذا التأسيس سبق ظهور جامعة الدول العربية، التي اسست لتمثل الوحدة العربية. قادت شعراوي فيما بعد الوفد المصري لرحلات لسوريا، لبنان، فلسطين والاردن من اجل انشاء فدرالية اتحادات المرأة العربية. بأواخر ال ١٩٤٤، تم عقد المؤتمر النسوي العربي بالقاهرة، ومع حلول ١٩٤٥ تم تأسيس الفدرالية النسوية العربية. متبنيه جدول اعمال طموح يهدف إلى تعزيز القومية العربية، خصوصا حقوق الفلسطينيين العرب، وتبنيت الفدرالية العربية افكار الفدرالية النسوية الأوروبية برفض النظام الذكوري ودعت لإصلاح في قانون الاحوال الشخصية الاسلامي “[xv].

أقيم المؤتمر الأول في بيت طرب عبد الهادي، زوجة أحد القياديين البارزين (عوني عبد الهادي) الذي أصبح فيما بعد مهما في حزب الاستقلال. احتوى المؤتمر على ١٤ امرأة من سيدات القدس المنتميات للطبقة الراقية في القدس، والتي شكلت فيه طرب المدير التنفيذي للجنة. حصل انقسام بالمجلس بسبب العداء بين العائلات مما أدى إلى تعطيل بجدول الأعمال الداخلي. تؤكد ماتيل مغنم، كما ورد بكتاب الين على هذا الانقسام الذي نفته طرب عبد الهادي.

السيدتان قدمتا معلومات مختلفة تماما عن فترة التحضير الخاصة بالمؤتمر.[xvi]

تبقى قيمة المؤتمر بالنسبة للحركة النسائية كنظير أساسي للمستقبل. اظهر المؤتمر كذلك النساء أمام السلطات البريطانية، التي حاولت بالبداية التواجد من خلال زوجاتهم (السلطات البريطانية). استحقاق تاريخي لاحق لاجتماع الممثلات من النساء في بيت المندوب السامي ضمن وفد حضر ليقدم قرارة المؤتمر للحكومة البريطانية، والتي تضمنت احتجاجات على وعد بلفور، العقاب الجماعي، اساءة معاملة الاسرى العرب، والتبرعات للاجئين اليهود بلا تكريس تبرعات للاجئين العرب. في ذلك الاجتماع، ارادت النساء تقديم مطالبهن للحكومة البريطانية بشكل مباشر، وكان لهن مطالبات محددة بشأن إطلاق سراح الاسرى. عندما انتهى الاجتماع، رفضت النساء تناول القهوة، كإشارة للاحتجاج تعبيرا عن مرارة الحكم البريطاني. ورجعت النساء للمؤتمر الذي كان لا يزال قيد الانعقاد. [xvii]

من المجدي ذكر تقرير المندوب السامي الذي استخدمته فليشمان في بحثها، لأنه وبطرق كثيرة يفسر المشاكل الحقيقية، والنوايا كذلك، الخاصة بالبريطانيين من حيث تفكيرهم وخططهم التكتيكية من أجل المحافظة على الوضع القائم.  الحقيقة المهمة والصارخة كانت بنية البريطانيين بتهديد النساء، اتحاد جهودهن، واسكاتهن من خلال استخدام التقاليد الذكورية التي كان البريطانيون أنفسهم ينتقدون على الدوام. تضمن تقرير المندوب السامي على ما يلي: ” لقد تمت محاولات لإقناع القيادة المسلمة ليمنعوا النساء من التظاهر. بالبداية رفضوا التدخل: ولكن عندما تم الشرح لهم بأنه سيتم منع المظاهرات بالقوة إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك، وانهم لم يجدوا احدا للومه الا أنفسهم إذا ما دخلت النساء في صدام مع الشرطة، تم تغيير الاجراءات. فتم الترتيب على اساس قيادة المؤتمر الاساسي من الاجتماع إلى المسجد الاقصى، حيث يكون اعضاء الوفد بانتظارهم. تم تنفيذ الاجراء على حسب الاتفاق.” [xviii]

نتج عن الاجتماع كذلك الكثير من التغطية الإعلامية. فنشرت جريدة صوت الشعب في عددها الصادر ب ٣٠ تشرين الاول ١٩٢٩ أسماء السيدات المشاركات وأثنت على شجاعتهن وإصرارهن.[xix]

تضمن الوفد ٢٧ إمرأة. من الجدير ذكره ، كذلك أنه وخلال الاجتماع حصل مظاهرات واحتجاجات أدت إلى مقتل ٦٧ شخص، كان من ضمنهم نساء، يذكر منهن: صبحة حافظ نسيبة، بينيار مليجيان، ربيحة محمد عصيب (من القدس) وسعاد العلي، أمينة الحاج ياسين (من قباطية). وتعرضت نساء أخريات لجروح بالغة.[xx]

تؤكد فليشمان إلى الاشارة لنقطة مهمة، قد تكون مميزة للحركة النسائية الفلسطينية في تلك الفترة، والتي لا تزال تؤثر حتى هذا اليوم. على حسب فليشمان ،كان هناك تداخلا في أسماء النساء في الجمعيات المختلفة والمؤسسات، أدى إلى الخروج بمعلومات غير دقيقة. هذا التداخل يؤشر إلى الإنقسام الذي حصل بين العائلات الأرستقراطية الرئيسة في القدس في نزاعهم حول السيادة. “في سنة ١٩٣٨ او ١٩٣٩، حصل هناك انفصال بين النساء على نهج خط النزاع بين عائلتي الحسيني والنشاشيبي، على الرغم من الاعتراض على العكس.” [xxi] تؤكد أكثر على ترجيحاتها بواقع انه لم يكن من الممكن تأكيد العكس من النساء أنفسهن، حيث لم تكن أي منهن على قيد الحياة عند إجراء البحث. وتضيف: ” يستطيع المرء أن يستنتج، أن النساء لم تكن “فوق” السياسة، وكما سوف نرى، معظم نشاطاتهن كانت متأثرة بالسياسة، حتى عند اشتغالهن بالأعمال الخيرية. بعد الانفصال، صار هناك مجموعتان: إتحاد النساء العربي وجمعية السيدات العرب.” [xxii]

تشير كذلك إلى: ” أن وفرة الأسماء في المصادر المختلفة، تشتت محاولات إعادة بناء تاريخ الحركة النسائية في تلك الفترة، تحديدا، عندما يحاول المرء تتبع أصول وتأثيرات الإنفصال في كلتا المنظمتين.” [xxiii]على سبيل المثال، تشير  إلى ان الكثير من المراجع المكتوبة تؤشر إلى جمعيات يبدو انها كانت هي نفس الجمعية او المجموعة المقصودة . مثل: ” لجنة المرأة العربية”، “لجنة السيدات العرب”، جمعية سيدات العرب” و”جمعية السيدات العربيات”، كلها تبدو تشير إلى مجموعة واحدة. لقد كان هناك اشارة كذلك بالإعلام لذكر “اللجنة التنفيذية للسيدات العرب” و ” اللجنة التنفيذية للسيدات”. ان “اللجنة النسائية العربية بالقدس”، على حسب افادة ماتيل مغنم، استبدلت “لجنة سيدات العرب”[xxiv].

إن مصطلح الإتحاد النسائي لم يتم استخدامه إلا بعد سنة ١٩٣٨ على حسب تأكيد. ” [xxv]

يستطيع المرء ان يستنتج، بالحقيقة، انه كان هناك جمعية رئيسية بالقدس ” عملت تحت كل هذه الاسماء المختلفة.” [xxvi] كانت اللجنة التحضيرية للنساء هي النواة الأولى لهذه الحركة، وتحولت فيما بعد إلى جمعية واسعة استمرت السيطرة عليها من قبل عضوات بارزات باللجنة التنفيذية.[xxvii]

تركز اهتمام الجمعية النسائية العربية على كتابة المناشدات والاحتجاجات للحكومة الانتدابية. تضمنت الطعون (المناشدات) من ” بلاغات مطولة تتعامل مع الوضع القائم والامور الملحة.”. ارسلت النساء المناشدات بشأن التعليم، العنصرية ضد الموظفين العرب في الخدمة المدنية، الضرائب، الاغاثة للفلاحين.

“انشئت الجمعية النسائية العربية سنة ١٩٢٩، كالجمعية الاولى التي جمعت النساء معا، على خلفية تظاهرات البراق في نفس العام. خرجت الجمعية النسائية العربية من مؤتمر النساء الفلسطينيات الاول المنعقد في ٢٩ تشرين الاول ١٩٢٩، ضمن مجموعة من الاهداف الطموحة التي خرجت ضمن نظام المؤتمر”. [xxviii]

نشطت الجمعية بطعوناتها الاحتجاجية بالثلاثينيات خصوصا عندما تمت موجات مكثفة من الاعتقالات والتوقيف. انتجت ثورة ال١٩٣٦ الكثير من الطعونات والاحتجاجات المكتوبة المكثفة. عملت النساء على الارض، بالإغاثة، ودعم المعتقلين وعائلاتهم. جمعت التبرعات وجندت المساعدات للغذاء والملابس للأسرى، الجرحى وعائلاتهم. كانت زيادة النشاط بالحراك النسائي مرتبط بما يحدث على الارض في فلسطين. سوء الوضع ادى إلى تسيس النشاطات النسائية، والذي أصبح فيما بعد عسكريا. حاولت الحكومة البريطانية بإغلاق الحراك النسائي باحتجاجاتهن من خلال وضع نفس “القيم التقليدية” كضغوطات على الرجال. آستخدموا نفس الحيل التي استخدموها في الاحتجاجات السابقة في محاولة منع النساء من الخروج للاحتجاج بالشوارع عن طريق الضغط والتهديد. هذه المرة، وعلى حسب مراسلة سرية من المندوب السامي إلى وزير الخارجية بتاريخ ٢٣ تشرين الاول ١٩٣٣، جاء فيها: ” هناك ظاهرة جديدة ولا يمكن تهدئتها بمظاهرات القدس، حيث خرجت نساء من العائلات الجيدة وغيرها.”  تذمر الشرطة من ازعاج النساء وصياحهن، وضربهن على ابواب مكاتب الحكومة، والتلويح بالمناديل. لم تشارك النساء في تلك المناسبة فقط بالمظاهرات، ولكن سافرت ليافا للمشاركة بمظاهرة بالأسبوع التالي.[xxix]

النشاطات التي قامت بها النساء خلال اندلاع الثورة سنة ١٩٣٦ اخذت مجرى مشابه لما يقوم به الفلسطينيون كمجتمع اليوم. وكما قاموا به بمواجهات سابقة كتلك بالانتفاضة الاولى.  اخذت النساء ادوارا محددة ومباشره بالثورة بما يتضمن العسكرة والانضمام إلى المظاهرات. وبسبب مستواهم العلمي استطاعت النساء المشاركة باجتماعات مع السياسيين البريطانيين وساهمن في كتابة الاعتراضات. على الارض، شاركت النساء بحملة المقاطعة ضد البضائع غير الوطنية وفرضت المقاطعة على التجار. جندت النساء الموارد لجمع الاموال من اجل شراء الاسلحة من خلال بيع مجوهراتهن، وفي بعض الاحيان تبرعن بممتلكاتهن الخاصة. في القرى، شاركت النساء بالقتال بصورة مباشرة. بعض الطالبات شاركن في نشاطات ثورية كوضع المسامير بالطرقات لثقب اطارات السيارات العسكرية.

في القرى وعلى جبهات القتال، كانت مساهمة المرأة تتضمن تزويد المقاتلين بالطعام وتهريب الاسلحة والمعدات. بعض النساء عملت كمخبرات. وبعضهن شاركت بالقتال الفعلي مستخدمات الاسلحة. من الاسماء التي اشتهرت واخذت مكانا في ذاكرة النساء كانت صبحة العلي، التي اشتهرت بربط الرصاص على صدرها وظهرها وحول خصرها في انتفاضة ال ١٩٣٦. من ضمن القصص التي دخلت الخلود كانت تلك الخاصة بمجموعة من النساء أطلق عليهن اسم رفيقات القسام في الثلاثينيات. كان هناك مجموعة تسمى بالكفوف السوداء والفتوات. كانت النساء كذلك ضمن حزب النجادة العسكري. مجموعة عسكرية اخرى كانت زهرة الاقحوان، والتي تشكلت في شباط ١٩٤٧ بيافا. بدأت الحركة كحركة تغيير اجتماعي ومتعدد الديانات، وتحولت فيما بعد إلى كفاح مسلح خلال التعديات اليهودية والمذابح التي اقترفت ضد الفلسطينيين. من ضمن النساء المحاربات كانت الاخوات مهيبة وناريمان خورشيد، عبلة فطاير، يسرى طوقان، فاطمة ابو الهدى، ويسرى البربري. كان هناك كذلك مجموعة عرفت باسم منظمة الارض وكانت تحت قيادة كل من نجلاء الاسمر وجولييت زكا.[xxx]

في بعض المدارس، انضمت الفتيات إلى فرق الكشافة للتدريب على القتال، عصام حمدي الحسيني التي عاشت في يافا، الناصرة وغزة كانت من ضمن الناشطات اللاتي عملت بمدارس غزة على تدريب المخيمات الكشفية. [xxxi]

افرزت النشاطات الثورية في الثلاثينيات الكثير من الاهتمام الاعلامي في المنطقة. فكان جزء من عمل النساء العربيات مستهدفا لربط النساء العربيات بالمنطقة، مثل هدى شعراوي في مصر وجمعيات نسوية في سوريا، لبنان، والعراق.

كانت هذه الفترة تشكل فترة تطوير للحراك النسائي من شأن فلسطيني محلي إلى حراك عربي اقليمي. الدعم والوحدة، سواء بالكلام او بالعمل، ساعد على توحيد مركز النساء وتقوية ادوارهن.

انعقد في ذلك العقد العديد من المؤتمرات النسوية العربية، بكل من سوريا (١٩٣٢)، بغداد (١٩٣٠)، وبيروت (١٩٣٠). المؤتمر الرئيسي كان ذلك الذي اقيم بالقاهرة بتشرين الاول سنة ١٩٣٨ لدعم فلسطين. (١٥-١٨\تشرين الاول\١٩٣٨) تحت رئاسة هدى شعراوي. الصورة المستخدمة في هذا البحث، تم اخذها بعد عدة سنوات لهذا المؤتمر، عندما جاءت هدى شعراوي للقدس من اجل المؤتمر. في ذلك المؤتمر تمثل الوفد الفلسطيني من ١٢ امرأة، منضمات إلى نساء من العراق، الأردن، لبنان، سوريا، مصر.

انفصلت الجمعية العربية رسميا بعد الانجازات الواضحة التي حققت اثناء المؤتمر، الي مجموعتين. الشق السياسي الذي نتج عن هذا الانفصال، حيث تحالف الاتحاد النسائي العربي مع فرع الحسيني، والجمعية العربية النسائية التي تحالفت مع فرع النشاشيبي. التنافس بين زليخة شهابي وزهية النشاشيبي من اجل رئاسة الجمعية العربية النسائية ساهم بالانفصال. فرع القدس من الجمعية العربية النسائية أبقى على اسمه، وعمل إلى جانب اتحادات نسائية اخرى كانت قد تشكلت نتيجة الانفصال بالجمعية العربية النسائية. أصبح اتحاد المرأة العربي أكثر سياسيا بقيادة زليخة شهابي، بينما ركزت الجمعيات الاخرى أكثر على الاعمال الخيرية.[xxxii]

من ضمن الجمعيات التي بدأت في بداية الاربعينات واصبحت أكثر تواجدا بعد النكبة كانت جمعية التضامن الاجتماعي. من غير المعروف متى بدأت واين. اعطت النساء التي تم مقابلتهن بموسوعة فيحاء عبد الهادي “ادوار المرأة الفلسطينية في الاربعينات والخمسينات”، شهادات مختلفة عن انشاء هذه الجمعية. المؤكد هو ان للجمعية كان عدة فروع، وكانت النساء على دراية بالفرع التي قدمت منه. الاخوات جار الله، سارة، سامية، ورفقة بدأن الجمعية في يافا بالبداية. كان المكتب الرئيس بالقدس وارتبط عملهم مع الدكتورة درية شفيق من مصر، والتي كانت في ريادة العمل المجتمعي وإحدى قيادات الحركة النسائية في مصر.  عملت الجمعية على تعزيز قدرات المرأة عن طريق المحاضرات وورش العمل التي ركزت على التوعية وتطوير المهارات. من ضمن النساء اللاتي ترأسن الجمعية كانت لولو ابو الهدى من القدس، وندية رصاص، التي كانت معلمة، عملت كذلك على تجنيد المعلمات للانضمام للجمعية.وكانت درية شفيق احدى القياديات في الحركة النسائية المصرية من الفاعلات مع النساء في فلسطين.

في الصورة المستخدمة في هذا البحث، كما تم ذكره سابقا ، فلقد اخذت هذه الصورة عندما جاءت هدى شعراوي الى القدس من اجل التجنيد لمؤتمر ال ١٩٤٥.

 

من الممكن ان نصل الى فهم كيفية تكوين وتطور المجتمعات المختلفة من خلال العرض اعلاه ، وكذلك نستطيع ان نرى كيف تشكلت الحركات النسائية، والتي كانت نتيحة لبناء تدريجي قوي للجمعيات الخيرية التي عملت وركزت على الاحتياجات المختلفة للمجتمع الفلسطيني مع تركيز واضح على النساء. ان الوعي لاحتياجات المرآة تطلب كدلك وعي المجتمع في ذلك الوقت ، مما ساعد على خلق توجه قوي في القيادة النسائية التي كانت تنمو نتيجة هكذا اعمال . والتي تطلبت كذلك الاهتمام والعمل في مجالات مجتمعية اخرى والاهتمام باحتياجاتها، والتي احتوت بطبيعة الحال على تغيرات في الوضع السياسي. لقد فرض الوضع السياسي نموا في المشاعر الوطنية والتي جعلت من المرأة اكثر تدخلا في الاحتياجات التي واجهت الوضع السياسي والتي استمرت في الذهاب نحو اتجاهات غير معلومة، وكذلك نتائج مبهمة.

ان العمل المضني في الجمعيات الخيرية ، اعطى النساء احساسا اكثر واقعية بالاحتياجات ، وخلق اتصال افضل مع المجتمع فيما بين الطبقات المجتمعية المختلفة.  ان النساء اللاتي قادت هذه الجمعيات ، عرفت المقدرات الكامنة بالنسائ انفسهن، مما حعل الحمعيات اكثر ملاءمة نحو خطوات الحراك النسائي الذي تناسب مع مقاييس الحركات الصاعدة. مع وجود وضع سياسي ترك المجتمع بلا خيارات و لكن استمر في حالة الخضوع لاحتلال ويأس، كانت النساء في تلك المراكر قد وجدت لادوارها اكثر معنى ومنفعة للحاجة المجتمعية العامة  في وجه المجهول من الاجندات السياسية التي كانت قيد التحضير.

وكنتيجة، من بداية تشكيل وتطوير الحركات النسائية ، قررت النساء المطالبة بحقوقهن بخطين غير منفصلين ، لما سيبقى مشكلا لمحاولة الفلسطينيين للتحرير، متقدمين نحو حداثة مع زيادة بالتعليم وانفتاح على المنطقة والعالم، ولكن بنفس الوقت المحافظة على التراث والعادات التقليدية للمجتمع. وربط انفسهم مع الاجندة الوطنية السياسية، والتي اثبتت ان مشاركتهن كانت ايجابية ومهمة، ولكن استمرت بربط نفسها مع فعاليات الرجل السياسية.

[i] ابو لغد،ليلى. Remaking Women. P. 4.

[ii] Ibid

[iii] Ibid

[iv] Ibid

[v]http://cosmos.ucc.ie/cs1064/jabowen/IPSC/php/authors.php?auid=45842

[vi] Najjar ‘Ayda. Bint Al Shalabiya. Pg.203-207

[vii] Najjar ‘Ayda. Bint al Shalabiya. Pg123.

[viii] http://www.passia.org/jerusalem/publications/J_wom_org_british_man_txt.htm

[ix] Mayer, Women and the Israeli Occupation: The Politics of Change, p. 65

[x] المرجع السابق.p.65

[xi] المرجع السابقp.65

[xii] المرجع السابقp.65

[xiii] المرجع السابقp.67

[xiv] http://www.distinguishedwomen.com/biographies/Sha’rawi.html

[xv] Talhami, pg 36

[xvi] Fleischmann, III. The Women’s Movement in Jerusalem, 1920s to 1930s. http://www.passia.org/jerusalem/publications/J_wom_org_british_man_txt.htm.

[xvii] المرجع السابق

[xviii] Fleischmann, the Women’s Movement in Jerusalem, 1920s to 1930s .p. 25–26. From confidential letter, Oct. 31, 1928, from Sir John Chancellor to Lord Passfiled, Secretary of State for the Colonies, personal papers of Sir John Roberts Chancellor, Rhodes House, and Oxford.

[xix] المرجع السابق

[xx] Najjar Ayda, In memory of Nakba. http://www.addustour.com/15025/في+ذكرى+النكبة+%3A+نضال+المرأة+الفلسطينية+كان+قبل+أكثر+من+سنيّ+النكبة.html

[xxi] Fleishmann, The Women’s Movement in Jerusalem, 1920s to 1930s  p. 28

[xxii] المرجع السابق p.28

[xxiii] المرجع السابق

[xxiv]  المرجع السابق

[xxv] المرجع السابق

[xxvi] المرجع السابقp. 29

[xxvii] المرجع السابق

[xxviii] Talhami, Historical Dictionary, p. 36–37

[xxix] Fleischmann, The Women’s Movement in Jerusalem, 1920s to 1930s p. 30–31

[xxx] Testimonies of women: ‘Abdel Hadi, Faiḥaī. Palestinian Women’s Role in the Thirties, pg.69-94

[xxxi] المرجع السابقpg. 69-94.

[xxxii] Fleishmann, The Women’s Movement in Jerusalem, 1920s to 1930s  p. 33

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading