تخطى إلى المحتوى

مساهمات الكاتبات الفلسطينيات خلال فترة الانتداب

 

 

بدأت المرأة الفلسطينية بلعب دور ملاحظ في الصحافة وغيرها من وسائل الاعلام في نهاية الفترة العثمانية وبداية حكم الانتداب البريطاني ، بالاضافة الى التأثير والمساهمة الفعالة في حقل التعليم وما ترتب عليه من دور في الجمعيات الخيرية والحراك السياسي.

بالتركيز على كتابات المرأة ، كما تصف ابو اللغد: ” ان اعادة اكتشاف كتابات المرأة وتحليل الصحافة النسائية الحيوية ،….مكن الباحثين النسويين في تغيير انتباههم من المصلحين المعروفين من الذ؛ور الى الكثير من النساء اللاتي كن فاعلات في تشكيل النقاش الجديد عن المرأة.” [i] من المؤكد ، ان هكذا دراسات تسمح لنا “بأن نرى النساء بوضوح اكثر كمجموعة متغايرة من الاشخاص الذين فكروا وناقشوا واستطاعوا ان يحولوا حياة النساء في ظلم الاستعمار والتناقضات التي جعلت من القصص البسيطة مستحيلا.” [ii]

بدأت الصحافة في فلسطين بالعمل بعد انشاء الدستور العثماني سنة ١٩٠٨. قبل ذلك، اعتمد الشعب على جهات اعلامية بكل من بيروت، دمشق والقاهرة.

سنة ١٩٠٨، كانت الكرمل، من الصحف الرائدة في فلسطين، برئاسة نجيب نصار من حيفا. وفي سنة ١٩١١ برزت جريدة فلسطيني برئاسة عيسى العيسى من يافا.

لعبت الصحافة الفلسطينية دورا هاما بعكس التوجهات العربية والفلسطينية تجاه اليقظة العربية، التهديد الصهيوني، والانتداب البريطاني. من الاصدارات الرائدة كانت كذلك مجلة الاصمعي التي بدأت سنة ١٩٠٨ من قبل عبد الله العيسى وحررت من قبل خليل السكاكيني. في نفس العام بدأت النفائس العصرية من قبل خليل بيدس من حيفا واستقطبت الكثير من الصحفيين.[iii]

مشاركة المرأة بالصحافة الفلسطينية تأثر بكاتبات رياديات وناشطات بكل من مصر ولبنان. اصبحت الكرمل محطة اساسية للمرأة عندما عملت ساذج نصار كمحررة للكرمل بين السنوات ١٩٤١-١٩٤٤. ماري صروف شحادة، كتبت وحررت في مرآة الشرق. اقمن جريدة فلسطين قسم “العلاقات الاجتماعية” الذي ركز على المواضيع الاجتماعية والمرأة حتى سنة ١٩٤٨. كان هناك صحف كذلك مثل: الجامعة العربية، الجامعة الاسلامية، الصراط المستقيم، والدفاع.

انتشرت كذلك المجلات مثل الزهراء التي ناقشت شؤون المرأة في إطار الثقافة العربية والتغيير الاجتماعي. [iv]

كانت القدس في فترة الانتداب البريطاني عاصمة فلسطين الانتدابية، وكانت اهم المدن في الحراك السياسي والاجتماعي. في تلك الفترة، ظهرت أكثر من ٩٩ جريدة، غطت من خلالها الشؤون السياسية، الادب، الاقتصاد، والشباب. في البداية كانت النساء تكتب بأسماء وهمية. فكرية صدقي على سبيل المثال، كانت طالبة في مدرسة القدس، وكتبت تحت اسم: باحثة في الصحراء”. من النساء الرياديات اللاتي ساهمن في مقالات للصحافة الفلسطينية كانت مي زيادة وهدى شعراوي، ومنارة الذيبي وغيرهن. شجعت الكاتبات الفلسطينيات من خلال كتاباتهن النساء الفلسطينيات على التطوير الذاتي وتعزيز قدراتهن. فكرية صدقي كانت اول امرأة تحضر محاضرة في جمعية الشبان المسيحية للكاتب امين ريانا من حيفا. كان حضورها كالمرأة الوحيدة الجالسة بجانب الحضور من الرجال، والذي شكل جرأة، اصبحت حديث الصحافة وتركيزها. وصفت فكرية صدقي على انها فتاة ليبرالية فلسطينية.

من النساء الثوريات كانت فاطمة فهمي.  التي دعت النساء إلى الكتابة في صحيفة الجامعة العربية. [v]

في مقال تم نشره في ذكرى النكبة سنة ٢٠٠٨ في صحيفة الدستور للدكتورة عايدة النجار، بالإشارة إلى كتابها ” الصحافة في فلسطين والحركة الوطنية في نص قرن: ١٩٠٠ ١٩٤٨، نقلت النجار تلخيصا عن مساهمات المرأة.[vi]

منذ ١٩٢٦، كرست جريدة الكرمل قسما تحت عنوان “جريدة المرأة”، لنقاش قضايا المرأة بمقالات تم كتابتها من قبل رجال ونساء. من اهم الكتاب المعروفين كانت ساذج نصار، التي تم اعتقالها بسبب نشاطاتها السياسية المناهضة للانتداب. ماري شحادة التي كانت تكتب في مرآة الشرق. ومفيدة الدباغ، والتي اشرفت على برنامج المرأة بالإذاعة. رائدة جارالله، فاطمة الحسيني، زليخة الشهابي، عنبرة الخالدي، أسمى طوبي، سميرة عزام، كلثوم نصار، وجوليا الصول، كل اولئك كن مشاركات وناشطات بالصحيفة بتلك الفترة.[vii]

ارجوان الفار، اسن شماط، اولغا مالك، هنرييت عازر، فيرا عازر، رينه حبايب، واليس واجيل صايغ كن من الكاتبات الرائدات كذلك.[viii]

ان انتشار الصحف ، ووجود الكاتبات ،يجب الا يعكس او يفهم بالضرورة على انه اشارة للحداثة . على العكس ، فلقد كان الوضع في بعض الاماكن ، مثل مصر ، حيث تم استخدام الكاتبات من النساء كأداة للحفاظ على التقاليد والثقافة الاسلامية التي كانت تستخدم في الصحافة الاسلامية . ان الصحافةالاسلامية كانت تشير الى كيفية ” تأطير المرأة محليا في اطار رجعي مقابل ذلك التنويري التطويري ، الذي يخدم مصالح الامة.”[ix]

من الممكن ان نلاحظ ان مشاركة المرأة في الصحافة والكتابة كان بما يتناسب واحتياجات المجتمع وتطوره . فلم تكن الكاتبات في مكان منعزل عن مجريات المجتمع ، سواء على الصعيد السياسي او الاجتماعي. فلقد مثلت النساء ادوارهن بطريقة بناءة ومساهمة واحتياجات النساء في المجتمع ، وكانت بنفس الوقت نقدية وتعكس الواقع.

كما تم الذكر سابقا، ان الجو الثقافي كان يأخذ شكلا جيدا في صالونات الادب الفلسطيني. فلم تكن الطبقة المثقفة مقتصرة على عدد وطبقة اجتماعية محددة ، ولكن تشكلت من بيئة اجتماعية مختلفة ، ولم تكن مقتصرة على طبقة بعينها.

 

 

في فهرس النصوص الأدبية لجريدة فلسطين من سنة ١٩١١ ولغاية ١٩٦٧، قام قسطندي شوملي بمتابعة جميع النصوص الشعرية، الأدبية، النثرية، المقالات الثقافية، المقالات النقدية، والروايات التي كتبت من قبل كتاب في جريدة فلسطين بين هذه الفترات.

يركز بحثنا هنا، على الفترة ما بين العشرينات والاربعينات من القرن العشرين. تلك الفترة شهدت نهاية الامبراطورية العثمانية، الانتداب، وظهور الحركة الصهيونية التي ادت إلى قرار عصبة الامم في اقامة اسرائيل سنة ١٩٤٨. تذكر عايدة النجار في كتابها البنت الشلبية، المكتبات والثقافة في القدس. من ضمن المكتبات التي كانت في تلك الفترة، مكتبة الكلية العربية (تأسست سنة ١٩٢٠)، مكتبة المسجد الاقصى (تأسست سنة ١٩٢٧)، مكتبة هيئة الاذاعة في حكومة فلسطين (١٩٣٦)، مكتبة المركز الفرنسي(١٩٣٧)، مكتبة المركز الثقافي البريطاني (١٩٤٤)، ومكتبة قلم المطبوعات في حكومة فلسطين. من مكتبات العائلات الخاصة، كان هناك المكتبة الخالدية، للشيخ خليل خالدي. مكتبة اسعاف النشاشيبي، مكتبة موسى اسحق الحسيني، مكتبة جارالله، مكتبة البديري، مكتبة ترجمان، المكتبة الفاخرية لعائلة ابو السعود. من ضمن إعادة الذاكرة المسجلة، هناك شهادة بيان نويهد التي شهدت سرقة مكتبة والدها في النكبة من منزلهم بالبقعة. [x]

من خلال مراجعة “الفهرست” من الصعب تقرير ما إذا كان جميع الكتاب فلسطينيون، حيث ان العالم العربي كان لا يزال جزءا من الامبراطورية العثمانية المنهارة.

في الفهرست، من الممكن ان نرى تواجد النساء. الا انه من غير الممكن القول بأن تواجدهن كان عظيما. الا انهن بلا أدنى شك كن حاضرات، بصورة أكبر من حضورهن اليوم.

تم رصد حوالي ٤٠ كاتبة في مختلف حقول الادب لنساء شاركت بجريدة فلسطين بين ١٩١٠ و١٩٤٠-.[xi]

 

ساهمت النساء في مقالات تتراوح بين الشعر، النقد،[xii] والخواطر[xiii].

تناولت المواضيع التي نهجتها النساء شؤون نسائية، ولكنها لم تقتصر لتلك المواضيع التي تم رصدها في القائمة فقط.

ما يبقى مثيرا للاهتمام، ولربما جديرا بالفحص المستقبلي هو ذكر ومعالجة المقالات المتصلة بشؤون المرأة، والتي تم ذكرها تحت قسم تأثير الرجل على الحركة النسائية.

 

 

[i] Abu Lughod, Lila. P.6.

[ii] المرجع السابق

[iii] Najjar,Bint al Shalabiya, p. 233–235

[iv] المرجع السابقp. 237

[v] المرجع السابقp. 239–240

[vi] Najjar, In memory of Nakba. http://www.addustour.com/15025/في+ذكرى+النكبة+%3A+نضال+المرأة+الفلسطينية+كان+قبل+أكثر+من+سنيّ+النكبة.html.

[vii] ibid

[viii] ibid

[ix] Abul lughod, Lila. P.10.

[x] Najjar, Bint al Shalabiya, p. 61–62

[xi] من الجدير الإشارة إليه أن ساذج نصار وغيرها كانت تكتب مقالات بلا توقيع

 

[xii] الأسماء التالية ذكرت بالفهرست:

  • ‘Afaf al Jū in 26-5-1927, 4-6-1927 (p. 142-143) article title: “Respect of Woman is a Must”)
  • Salwa Zayadīn 12-4-1951
  • Mai Ziyadeh 1-1-1932 (woman in the view of Taghour) (p. 158)
  • Mary Shiḥadeh 23-6-1931, 1-1-1932, 30-10-1932 (woman and her effect in social aspects, problem of marriage, woman talks to man) (p. 162-163)
  • Asma Tūbi, 10-10-1931, 28-10-1931, 19-4-1934, 7-6-1935, 19-11-1947, 27-6-1952, 13-8-1954 (a nationalist respectable woman responds, she and us, man and woman in life, women’s council, between two decades, nations classes: how they celebrate their weddings, women in Arab history. (p. 168-169)
  • Fayzeh ‘Abdel Majīd 12-3-1939, 5-3-1944, 30-12-1947, 26-8-1956, 26-8-1956, 6-1-1966, 14-5-1966 (problem of orphans, in public life, Arab woman in the Palestinian struggle, biggest problem is the refugee problem, woman’s work is a nationalist essence, through the women council in Cairo. (p. 171-172)
  • Margaret Qattān 29-9-1935 (in the land of Najashi) (p. 180)
  • Sabiḥa Miqdādi 29-5-1931 (woman’s education and her upbringing (p. 186-187)
  • Widād al Khouri Maqdisī 19-5-1927 (holy lands) (p. 187)

Sara al Muhiba 7-2-1912, 28-2-1912, 13-4-1912, 12-6-1912, 22-6-1912 (p. 187-188)

[xiii] the following names were mentioned in the Index:

  • Mai Ziyadeh 30-3-1938, 29-11-1941 (respect your language, three hours on the eastern side) (p. 278-279)
  • Fayzeh ‘Abdel Majīd 31-3-1938, 25-3-1949, 26-2-1966 (the fabulous may, literature creates miracles, literature and the undefeatable human) (p. 292-293)
  • Margaret Qattān 2-6-1927, 30-6-1935, 14-7-1935, 17-7-1935, 4-8-1935, 30-10-1935 (p. 303-304)

[xiii] the following names were mentioned in the Index:

  • Salwa Khalidi 21-2-1948 (woman’s voice in the holy Nidal) (p. 349)
  • Antoinette Khoury 20-1-1944, 5-2-1944, 21-4-1946, 7-1-1947, 13-4-1947 (p. 353)
  • (First name not given) Sheriff 22-3-1936, 2-1-1940, 14-2-1942, 21-2-1942 until 1944 (her first article is called “Thaira”)
  • Asma Tūbi 18-11-33, 24-6-1934, 30-6-1935, 17-7-1935, 19-1-1936, 15-3-1938, 30-11-1938, 8-2-1939, 3-5-1939, 6-8-1939, 10-7-1943, 3-10-1943, 13-11-1943, 27-11-1943, 11-12-1943, 1-1-1944 (p. 381-384) (a long list of articles)
  • Fayzeh ‘Abdel Majīd (p. 387-388) a good amount of articles between 1948 and 1966
  • Mary Ajami 8-5-1928 (deceit of self)  (p. 389)
  • Naheel Farah 9-3-1942, 7-11-1943, 1-1-1944, 13-2-1944, 30-2-1944, 5-3-1944 (p. 402)
  • Salma Mansūr 12-9-1943 (long list from 1943-1944) (p. 416)
  • Julia Elias 12-2-1933 hidden writing on the wall (p. 436)
  • Jamīleh ‘Alayli 20-4-1938, 26-5-1938 (p. 457-458) (a dream comes true, the wonderer –episodes)

 

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading