يجب محاكمة كل من شارك وساهم في حلقة السخرية من “ذوي الإعاقة” بتلفزيون فلسطين
في برنامج يبث على تلفزيون فلسطين اسمه “مقلب وعالماشي”، بتقليد للكاميرا الخفية، “فُجعْنا” كمشاهدين بحلقة ما بعد إفطار هذا المساء.
شخص ما يقدم نفسه في بداية الحلقة، يبدو انه المعد، ويتكلم بكل ثقة عن الفكرة العبقرية التي قام بها لخداع الناس في المقلب وهي عبارة عن طلب من الناس بالقيام “بحركة غير طبيعية”.
لا اعرف ان كان هناك كلمات مناسبة تصف الحلقة المسيئة للإنسانية، قبل ان تكون مسيئة للإنسان الفلسطيني، ولأصحاب الإعاقة بالمجتمع.
لا افهم كيف وصلنا الى هذا المستوى من الانحدار والتردي.
اين الاخلاق؟
لا اعرف من اين ابدأ؟
بالبرنامج نفسه، ام الشخوص التي أعدته وفكرت به وقدمته، ام بالمشاركين من الشارع؟
وان كنت تائهة بالبدء من هنا، وانا أتكلم عن مصيبة أخلاقية حقيقية، فهذه المصيبة تم بثها وتصنيعها في تلفزيوننا الوطني.
وان كان هذا كله لا يكفي، فهذه الوجبة من الانحلال الأخلاقي كانت بعد الإفطار.
يعني، الناس صائمة، وترطب من ظمأ يوم صيام ببرامج تقربنا أكثر الى ما يجعل من صيامنا أكثر قربا الى الاحسان والكرم، وإذ بتلفزيون فلسطين يقدم لنا في برنامج كاميرا خفية خدعة للناس عن طريق تقليد أصحاب الاعاقات البدنية والذهنية.
الم يفكر من ابتكر الحلقة في فكرتها المسيئة والمعيبة بكم الخدش والإساءة التي سيسببها للمجتمع بأكمله؟
هل هذا هو مفهوم الترفيه والتسلية؟ بالاستهزاء بمن ابتلاهم الله بأجسادهم وخلقهم؟
هل فكر هؤلاء كم ام واب واخ واخت وجد وجدة وجار وجاره شاهدوا هذه المشاهد المخزية؟
ونستغرب عندما نسمع قصصا يتم فيها التنمر والإساءة على الفئات الأضعف بالمجتمع؟
كيف لنا ان نقول للجيل الناشئ من أبنائنا ان هناك من هو مختلف عنا في مشيئة الله بخلقه، علينا تقبله وحبه واحتوائه، بينما يخصص التلفزيون الرسمي حلقة لتسلية المجتمع بالسخرية من ذوي الإعاقة؟
لا احترام ولا حساسية للمصطلحات، ولا انتباه لأبجديات اخلاقيات الإنسانية.
وبين التسلية المسيئة للأخلاق والإنسانية، وبين دعايات تدعو للإنسانية وكرم بالشهر الفضيل، نجد نفسنا كمن ارتطم وجهه بحائط. لم نعد نفرق حتى بين الخير والشر فينا. بين ما هو سيء وما هو حسن. خلطة للحابل بالنابل.
ما هي التسلية التي أرادها صناع البرنامج؟
هل تخيلوا للحظة ان هذا الذي تسخرون منه وتجعلون السخرية من حاله عنوان برنامجكم لتسلية الناس قد يكون من المشاهدين؟
هل لي ان اسأل اين الرقابة في هكذا حلقات لبرامج يبثها تلفزيون الوطن؟
ولكن هل يحتاج عاقل رقابة على انسانيته؟
اين وصلنا؟
هذه الحلقة تهدد ابناءنا واخواننا وجيراننا واعزاءنا واحبابنا من ذوي الاعاقات. كيف لنا ان نحميهم من مجتمع تغيب عنه تقوى الله؟
كيف لنا ان نرقى بمجتمع لا يرحم صناع ثقافته من خلال شاشة الوطن الرسمية الفئات الأكثر حاجة لاهتمامنا لضعفها وابتلائها بما خلقه الله فيها؟
ألم يخجل من قام بهذا العمل من شهر رمضان.
يجب ان يتم محاسبة كل من قام بهذا العمل ومحاكمته وايقافه عن العمل فورا.
ومن المؤسف ان تسمح محافظة الخليل باستخدام أبنائها لهذه البرامج المسيئة والمخزية لنا على الصعيد الشخصي والعام.
والمصيبة عند التفكير بحصر من يجب محاسبته على هذه الحلقة، تجد ان اللائحة تطول بمن أشرف وأشرف بالعموم ومن يطاله الشكر والتقدير من محافظة الخليل وكافة الأجهزة الأمنية وبلدية الخليل ” على إنجاح هذا العمل”
كيف تصنع البرامج وتقدم؟ ماذا يعني مشرف ومشرف عام ومنتج ومخرج ومونتاج لم يتم مراعاة ابجديات حقوق الانسان فيه؟
في أي عصر نحن؟
واي أنواع من الكفاءات تحتوي مؤسسة التلفزيون الرسمية؟
