تخطى إلى المحتوى

خطاب الرئيس وايجازات الكورونا :وعود “الحل”بين “اذا” و”س

خطاب الرئيس وإيجازات الكورونا: ووعود “الحل” بين  “اذا” و “س”

مع انتهاء الايجازات اليومية بشأن حالة الطوارئ المستمرة، تبقى المصادر الرسمية للتحديثات هي مكان البحث لمن يريد ان يعرف مآل الفيروس الوبائي. وعليه، التصفح بين صفحة رئيس الحكومة ورئيس السلطة تبقى هي المكان الذي يتراوح اليه المواطن.

بين ما ينشره كل واحد منهما، حاولت التوقف عند ما هو مهم. فالوضع الاقتصادي المنهار هو الأهم. بين انقطاع ارزاق الناس وتشديدات غير مفهومة وتضييقات من قبل إسرائيل بحجز أموال وإعطاء أموال للسلطة على شكل قروض، وشروط باغلاق حسابات الاسري وعوائل الشهداء، وتلويح إسرائيلي بالضم.

استرسال بإنجاز اعلان حالة الطوارئ الاستباقية والانتصار على …

الحقيقة لا اعرف ما هو الانتصار، ولكننا انتصرنا. انتصرنا وانتصرنا.

توقفت عند كلمة رئيس السلطة بصفته رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح في اجتماعه الأخير الذي استمرت لأقل من نصف ساعة. كان الحديث فيها عن تحديث شامل بالأرقام والأماكن، نقص منه ذكر الأسماء عن وضع الفيروس وانتشاره، اخذ من كلمته أكثر من عشرين دقيقة.

الرئيس مستغرب من التكافل الاجتماعي ومبهور بهذا الشعب العظيم الذي يظهر صفات هذا الشعب العظيم. ومعه حق. معه حق بالاستغراب.

المتابع لخطاب رئيس السلطة بكونه رئيس اللجنة المركزية لحركة فتح، لا يمكن الا ان يتوقف ويسأل نفسه، وكأن الرئيس يخطب في مجموعة مغيبة عن الواقع اليومي. يوجزهم بإنجازات السلطة لكبارات رجالها. والحقيقة انني تفهمت ما قام به من تحديث للمعلومات، فهناك وجوه لم نرهم منذ وقت. اختفوا تماما من الصورة منذ اعلان حالة الطوارئ. لم نسمع عن مبادرة ولم نر اسما من أسمائهم بقائمة وقفة عز، ولم يخرجوا بتصريح ولا بنداء. والرئيس كان يحدث بالأرقام والأماكن، وكأن بينه وبين البلد حاجز بعيد، والغرفة الشاسعة التي يجتمع فيها مع جموع الكبار من حركة فتح، تبدو وكأنها غرفة عمليات تحت الأرض.

الرئيس وبعد الدقيقة العشرين وفي اقل من خمس دقائق تحدث عن الاهم:

“إذا ما ضمت إسرائيل

ولو سنتمتر واحد نعتبر أنفسنا في حل من كل الاتفاقيات بيننا وبينهم ومع الامريكان… لان الامريكان هم الذين جاؤوا بمسألة صفقة العصر وهم الذين اوحوا لإسرائيل بالضم.

نحن لن ننتظر التطبيق، مجرد ان أعلن عن هذا فنحن سنكون في حل من كل الاتفاقات التي وقعت والتي التزمنا بها كلها دون استثناء … وهذا امر طبعا يعود لكم ان تقرروا، لأنكم أنتم إخواننا في المركزية والتنفيذية ان تؤكدوا على هذا الكلام..”
الدقائق الأخيرة كرسها الرئيس في كلمته ليوم النكبة ال ٧٢:

“هذه النكبة سنتحدث فيها وسنقوم بما يجب ان نقوم به… ولكن أحب ان اريد ان اشير الى نقطة واحدة كثيرا ما اسمع اللغط فيها: عدد اللاجئين الذين ابعدوا في عام ١٩٤٨.. ان عدد اللاجئين الذين ابعدوا من بيوتهم.. وهنا اقوال: اللاجئ هو الذي لم يخرج من وطنه ولكنه كل من اخرج من بيته.

العدد الرسمي هو ٩٥٠ ألف. واللاجئ تعريفه هو الانسان الذي يبعد من بيته الى بيت اخر. فمن اخرج من يافا الى رام الله هو لاجئ، او خرج من عسقلان الى غزة هو لاجئ.

اذن اللاجئ هو من اخرج من بيته وليس من اخرج من وطنه فقط.”

بكل جدية….متى اكتشف الرئيس ذلك؟

الحقيقة، أفكر بخطاب الرئيس الى رجالات فتح واسأل نفسي مرة أخرى، كيف سمحنا بهذا؟ كيف تركنا هذه الهوة ما بين الشعب ورئيس السلطة بالتوسع هكذا. كم بنى الرئيس جسورا بين الشعب وبينه من رجال مقربين يعطونه ما يجب من معلومات، ومن مصادر أخرى تكون وجهته في التعبير هو “الاخر” دائما، الصحافة التي تسجل ما يقول وتنشره لدى “الاخر”. الآخر غير الفلسطينيّ سواء كان إسرائيليا او اجنبيا او عربيا. “الاخر” هو من تكون وجهته الأهم دائما في خطب الرئيس.

يتكلم بجرأة مفترضة عن “حل” “إذا” بأمل مصحوب دائما بأنهم “الاخرون” سيخافون او يهابون او يترددون في تردي الوضع الذي يعيشه جموع الشعب بعيدة على نقيض الهوة التي يعيش عليه الرئيس. ويترك الامر في القرار الأخير لهذه الجرأة “إذا” لكبار رجاله المشكلين لمركزية فتح.

بين ضم للضفة بدأ يأخذ خطوات تنفيذ منذ زمن، وبين وعودات رسمية بهذا، لا نزال ننظر بترقب لما ستقوم به إسرائيل في المرحلة القادمة من ضم، سيتكشف لنا من خلاله كم الأراضي التي تم بيعها لإسرائيل بينما تضمها غدا.

سباق الضم هذه المرة سيأخذ شكلا اخر من “القانونية”، لأن الأراضي بالكثير منها قد تم بيعها من قبل سماسرة الوطن. ستتكشف هذه الصفقات، وسنندب ونشجب وسنتناول المستندات المسربة التي تفضح. وسننشغل لبعض الأيام بالللغو واللطم.

وستستمر السلطة بتسلطها على المساكين من هذا الشعب. في فرض قيود وغرامات قاسية على من يخالف إجراءات الطوارئ بشأن فيروس الكورونا اللعين.

ستغلق حسابات الاسرى وعائلات الشهداء علنيا، وكأننا لم نعرف ابدا عما يجري منذ اعلان سابق بقيود من هذا الشأن سابقا، بدأ وصاو مسكوت عنه من جديد.

سيحرق الغاضبون واجهات لبنوك معترضين، وسنهدد بهذا الاحتلال وامريكا، وستنفذ القيود وستغلق الحسابات، ولن نهتم ولن نأبه لمن اغلق حسابه عندما يصير نفرا وحيدا لا حاجة لصوته من اجل الترويج لضغط ما على إسرائيل من اجل ان تسمح بتمرير أموال ما.

وكما تحول العامل الى الخاصرة الرخوة في تفشي الكورونا سيصير البنك هو خاصرة الوطن الارخى في تجويع عائلات الاسرى والشهداء والمتهم المباشر.

في الصغر تعلمنا مثل” اكلت يوم اكل الثور الأبيض”، وكان هذا المثل يتردد في ذهني على مر السنين، مع قصة الراعي الذي اكل قطيعه الذئب بعد استنجاد ك متكرر وكاذب لأهل القرية . كل مرة يغيب عنا مبدأ “الاتحاد قوة” يؤكل ثور من القطيع. والراعي يجلس اعلى التلة مقتنعا ان ثورا أُكِل لن ينقص قطيعه، وسينقذه اهل القرية لدى سماع صراخه كما كل مرة.

اليوم، لم يبق من القطيع الا ضباع تنتظر فراغ الأسود من الاكل تاركة الجيف للنهش لعل قطعة صالحة تبقت من شعب ردد شعارات وحدوية تحررية مقاومة وسلم واستسلم للقمة ترمى له، وبسذاجة صدق ان هذه اللقمة رميت لسد جوعه، ليس ليصير وجبة قادمة لجشع حراس القطيع.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading