الوجه البائس للمدينة الابدية

اعرف ان لكل مدينة بؤسها . لربما ارتبط البؤس بما نعيشه بحياتنا اليومية. ولكني اعترف ان البؤس والسياحة يجب الا يرتبطا.

منذ الحرب والتهجير وصار لاستنبول وجه بائس يواجهك في ساحة تقسيم حتى ولو كنت في اوجه التبضع والانبهار .

اليوم ، قررنا ان نذهب الى حي يدعى بالاك ، وكان جزء من السياحة، لنرى الحي الذي يتم تصوير مسلسل الحفرة الشهير به. كانت الفكرة مليئة بالمتعة بالنسبة لي، فاردت بينما تحاول ابنتي ايجاد الممثل الشهير ان ارى وجها اخر للمدينة. بالعادة يعجبني ما يفتحه تفرعات تقسيم والاستقلال من احياء بسيطة وفقيرة احيانا . ولكن لم اتوقع ابدا ان ارى هذا البؤس.

لم يقتصر المشهد على طفل سوري رافقنا يدعى حسن، لا يذكر من حلب الا اسمها، ولعائلته التي يشكل هو بها الرقم ٦ ، ٨ ابناء ولوالديه العديد من الاحفاد. اطفال كانوا يخرجون كحجارة المسبحة امامي .مشاهد لا تختلف عن تلك التي المتني حتى القهر في غزة بعد اجتياح ٢٠١٤.

أبناء المدينة من الاتراك بفقر لا يشبه الا البؤس الذي نراه في عالم نتخيله ولا نعيشه. فجأة صار لكل الباعة المتجولين بمياه او مناديل ورقية او اطواق ياسمين بلاستيكي مكان يعيشون به .

شعرت بالضيق الشديد ، بينما كنت لا أزال استمتع بما تفتحه امامي هذه المدينة الشاسعة من اماكن وتعكس جمالها في ناسها ، كان المدخل الى منطقة بالاك اشبه للحي الفني ، استخدام للأدوات بسيطة وقديمة وتحويلها الى قطع فنية بالفعل . كنت على وشك تخيل هذا الحي وكأنه حي تراثي . قتلت متعة الغرافيتي الذي اشتهر به المسلسل واشارة ابناء الحفرة عندما رأيت حقيقة البؤس المتمثل بعيشة الناس الحقيقيين. لا المقهى ولا محل الحلاقة ولا بيوت تم التصوير بها ولا يزال استطاع ان يخفي مشاهد الفقر المحدقة بأصحابها . وكأن مشهد الأطفال الحفاة وكم الرجال في المقاهي على حواف الشوارع جزء بديهي يمتزج فيه الفقر والبؤس.