ستّي زيتونتي

ستّي زيتونتي 

اظهرت لي ذكريات الفيسبوك فيديو كنت اشاركه مباشرة مع الاصدقاء الفيسبوكيين. ستّي (جدتي) مكثت معي لما يقرب من عام. هذه التجربة القريبة جدا من ستي جعلتني اعيد النظر في كل ما اعرفه عن الحياة. المهم والاقل اهمية. الاولويات والضروريات وما يعتبر نثريات بالحياة. ليتبين لي مع مرور كل لحظة ان الدنيا بالفعل دنيي، والحياة باشتقاقها من كلمة حية او العكس تحمل كل تفسيرات ما نعيشها. نستثمر بدنيا دنيّة، ونطمئن لحياة نتوجس خلالها بحيّاتها.

وعند مشاركة الحياة معي انسان بعمر ستي انهت تسعة عقود من حياة مديدة، تتحول الحياة اليومية الى فعاليات تتمحور حولها. وتنشيط الذاكرة والتسلية التي يمكن ان تمسك من خلالها مواضع اهتمامها لم يكن بالأمر السهل. تنبهت مع الايام بأن ذاكرتها البعيدة محفوظة بعناية فائقة في عقلها. وكأنها ملاذها في زمن لم تعد تريد ان تتعامل مع تعقيداته التي تتعقد كلما حاولت اصلا فهمها. وكأنها لاذت بنفسها الى تلك الذاكرة البعيدة المرتبطة بطفولتها وشبابها. المرة الاولى التي تنبهت فيها الى ذلك عندما ذهبنا الى النبي موسى، كنت احاول النبش في ذاكرتي الخاصة كطفلة واعيد احياء تلك الاماكن امامها. ولكنه سرعان ما تبين لي ان طفولتها هي التي كانت تظهر جلية وبوضوح أكثر في كل مرة. 

بنفس الوقت بدأت باكتشاف شخصية ستي التي لم اعبأ ابدا بالاهتمام بفهمها. كان امامي دائما ستي القوية التي تشبه شجرة الزيتون. ولم يكن للزيتون بالنسبة لي أهمية تتعدى جذوره التي تؤكد على وجودنا على هذه الأرض واحقيتنا بها، وزيته وحبات زيتونه التي نكبسها ونخللها. لأفهم ، كما فهمت ان قيمة الزيتون اكبر بكثير من هذه الصفات ، فورقه وعمره وساقه وظله وحكاياه اهم من حاجتنا له الموسمية. تكشفت امامي ستي بحكمة حياة حقيقية. بإيمان أعمق من الحفظ وتكرار ما يملى من شعائر، ايمان الله فيه هو أبو خيمة زرقاء، والدعاء إلية مباشر وعميق. بأصالة لا يمكن استبدالها تذكرنا بالتراث والعادات والتقاليد بخفة لا ثقل. بإيجابية وسلبية تستطيع نقاشها لا تختم عليك كصكوك الغفران. بقيمة تعلو فيها البساطة كلما زادت فتشكّل الانسان في أحسن أحواله – تقويمه-. 

خطر لي للتو ان ستي هي المقصودة بسورة التين والزيتون!

جزء أصيل وبنيويّ من تربيتنا يتمحور حول الآيات القرآنية بسورة الإسراء: “وقضى ربك الّا تعبدوا الا ايّاه وبالوالدين احساناً إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما افّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربّياني صغيرا.” لطالما نظرت الى هذه الآيات وكأنها سيف على رقبتي كابنة. فكرة طاعة الوالدين المطلقة. وكأنه تم استخدام هذه الآيات لتقوية موضع الاهل في صغرنا، فتبدأ كل تبعيات الطاعة المطلقة للوالدين. ولكن عندما عشت مع ستّي فهمت ان هذه الآيات وضعت من اجل هذا العمر- الكبر- ، والحقيقة انها واضحة تماما ومباشرة، حيث يطلب منا عدم نهرهما وعدم التأفف منهما ويطالبنا بالقول الكريم لهما عندما يبلغهما الكبر. لأنه هنا تتغير موازين القوى، يتطلب منا ان نكون رحيمين بهم عند كبرهم لأنهم عندما يكونوا اقوياء في طفولتنا فلا يحتاجوا الى هذا المطلب منا من خلال آية. الخوف الدائم من غضب الأم والتهديد او التلويح بهذه الكلمة وكأن اللعنة ستصاحبنا الى الابد، كُرّست في نفوسنا طاعة عمياء للقويّ أصلا، بينما المقصود والواضح هو الرحمة عندما يصبح الطفل هو القويّ بتحوّله الى شاب، ويصبح الوالدين هم الضعفاء – عند الكبر- كما كنا ونحن صغار- طفولتنا المبكرة-. 

هذه الدائرة المحكمة الاغلاق في تطور الحياة من طفل يحبو واعتماد مطلق على الأم من حيث الطعام والشراب والنمو ومراقبة الخطوة الأولى والكلمة الأولى والاعتماد على النفس باستخدام الحمام لأول مرة لاعتماد على النفس بالحياة لتعود الكرة بالإنسان بعد هذا المرور من التطور الى لحظاته الاولى معتمدا من جديد كما لحظات وجوده الاولى هذه المرة على من رعاه ليصير القادر على الرعاية كما اخذها اول مرة. محزن أم بديهي البدء (بحفاضة) والانتهاء اليها كلما تقدم بنا العمر. 

وهنا تأتي عبارة “واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربّياني صغيرا” بالآية الكريمة، فما يقدّمه الوالدان في المرحلة الأولى من الطفولة المبكّرة لا يمكن المساومة على جودته. فمن لحظة الحمل للحظة الخطوات المحكمة واستخدام الحمام بلا حفاضة لا يوجد صح او خطأ، اهتمام أو إهمال، ولكن يوجد ما تفعله الغريزة من اهتمام وحب وتفاني. كما شجرة الزيتون التي تزهر بحباتها مهما شحت المياه او كثرت، مهما قلبت التربة وسمدت او تركت. وعندما يكبر الوالدين هذا ما يحتاجوه منّا، اهتمامهم بنا في تلك المرحلة الاولى من حياتنا ليختموا هم بها مرحلتهم الأخيرة من حياتهم.  

هذه التجربة جعلتني أكثر رحمة وأكثر قسوة ربما. أكثر رحمة للضعفاء وأكثر قسوة على الأقوياء. كم سهلة وبديهية هذه العبارة وكم صعبة ومستحيلة. لأن ما بينها من تفاصيل هو ما نعيشه، هل ننسى القسوة عندما مورست علينا؟ هل نسامح؟ هل نمشي مع رغبات والدينا التي تتناقض مع ما نراه من صحّ وخطأ لمجرد انّهما والدينا ولهم الحق علينا وهم أقوياء؟ هل طاعتنا لهم هي واجب طالما هم أقوياء ونحن أضعف فقط؟ لأنه تبيّن لي هذا الخيط الرفيع من الأمور هنا. لأنه تربّينا انّ العقوق يعني عدم الطاعة، بينما العقوق هو عدم كسر جناح الرحمة وترجيح جناح الذل لهما عندما يكبران. 

الخط الفاصل بين الذل والرحمة ما هو؟ 

تأمين مسكن ومأكل وخدمة واهتمام للكبار لا يمكن ان نضعه في كفة الميزان مع تأمين مسكن ومأكل واهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة. لأنّ الحبّ والعطاء هو ما يجعل الطفل يكبر باهتمام ويجعل كل ما يقدم له هو الاهم. والمحبة والرفق هي تجسيد للحب والعطاء في الكبر. الزيت والزيتون لم يكونا بلا ثمار حملته الشجرة.

بهذا القدر من “الفلسفة” وأكثر بكثير جعلتني تجربتي مع جدّتي اتعمّق. وهذه مرحلة لا رجعة فيها الى الوراء. لا يمكن النظر للأمر هكذا اليوم وأغيّر فيه رأيي غداً. تصبح هذه الطريقة من الرؤية طريق الحياة بكل شيء. إن كنت افتخر بشيء فإني فخورة بأنّني اعطيت في هذه الفترة أهم درساً في التربية والإنسانية لأبنائي. أو بالأحرى دخلت معهم في أهم امتحان لإنسانيتنا، فلقد اجتازوا عمر التربية. الارتقاء بأنفسنا كبشر، والزهد بالعطاء للمحتاج. كان المحتاج طفلاً او مسنّاً أو عابر سبيل أو حيوان أو نبات. العطاء بلا التفكير بقواعد الواجب والمفروض. الأخذ ومقابله. العطاء لأن الانسانية التي أتينا لأجلها توجب علينا ذلك في ارتقائنا بالعبادة. هذا هو أحسن تقويم خلقنا فيه. فالآية العظيمة تقضي بعبادة الله والاحسان بالوالدين. لأن الارتقاء بالعبادة ينتهي هنا بالإحسان بالوالدين عندما يبلغ الكبر أحدهما او كلاهما. 

المهم….

عندما تنبّهت إلى أهمّية إنعاش ذاكرة ستّي من أجل صحّتها العقليّة والجسديّة، لأنّ هناك ما ترتّب عليه من قوّة في صجتها صرت أرى تطوّرها بطريقة ملحوظة. عندما رافقتها بالمرة الأولى كنّا على يقين انّها لابد دخلت في الزهايمر، فلم تعرفني في لقاء سابق لي عندها، صرنا وكأنّنا أشياء تحوم حولها، وكدت أُسلّم لهذا حتّى ذهبنا إلى زيارة النّبي موسى. فتيقّنت تماماً أنَّ ما تحتاجه ستّي هو الحديث الذي يُنعش وجدانها وتكراره مع الأيام أصبح لزاماً. غبطتُ بينما كنتُ أتأمّل المحطّات التي تحبّ التوقّف عندها في حياتها لأجد أنّ في تلك المحطات كنز من التراث المفقود لحياة بنت هذه المدينة بتفاصيل لا يعرفها معظمنا وتدغدغ حنيناً ما، عند معظمنا لتذكره بسنوات مضت، كان المشهد الذي تُعيد ستّي إحياءه في ذاكرتها هو المشهد الذي عشناه في معظمنا كمجتمع، بتفاصيل لم نعد نتكلّم عنها ولا نذكرها، ولكنّنا عشناه مع جدّاتنا ومسنّينا. 

فلم تكن عبثاً محاولاتي المتكررة بالفيديوهات معها، فكنت أعي تماماً عنصر التسلية والاستفادة والحاجة إلى توثيق ما تعرفه من تصوير لحياة بالقدس، لا يعرفها الكثيرون. تصويرٌ للزقاق والحارات والأماكن والناس، تجعلني أتخيّل تلك الطفلة قبل تسعين عاماً والقهوة والمدرسة وشكل الصف والملابس وعادات الناس والأماكن العامّة وغيرها. 

بدون أدنى شكّ، إنّ بحثي الأكاديمي في سنوات سابقة -غير بعيدة- كان قد ارتبط بهذا الموضوع، وكأنّ تجربتي مع ستّي كانت بالضبط ما سلكت بينما كنت أحاول فتح الأبواب أمام بحثي “نمو وتطور الحركة النسائية في القدس في عهد الانتداب البريطاني.”. ما حثّ بحثي في حينه كان صورة اجتمعت فيها حوالي الثلاثين سيدة بالقدس في فندق الملك داوود توسطهن النسوية المصرية هدى شعراوي. كنت حتّى تلك اللحظة على يقين أنّ النساء في المجتمع الفلسطيني في تلك الحقبة تشبه جدّاتي؛ محافظات، تقليديّات، غير متعلّمات، محجّبات، أمّهات وحموات وكناين وأخوات فقط. فاجأتني تلك الصورة واستفزتني لتلك الدرجة، التي جعلتها مركز بحثي الأكاديميّ بالكامل. أعترف أنني أردت أن أثبت أو أذهب إلى وجهة تشير إلى أنّ ما رأيته بالصورة لم يكن متفرّداً لطبقة معينة بالمجتمع. والحقيقة، أنّه بالمحصّلة الأكبر كنت مخطئة. ولكنّي بقيت أمام سؤالي الأبدي: أين أنا مِن هذا الامتداد؟ لماذا هذه الفجوة ما بين الصورة وبين ما عرفته عن شكل النساء؟ بطريقة ما كان هناك خطأ بديهيّ قد ترتب على تركيب المشهد في مخيلتي صاحبه الحجاب والثوب الفلسطيني وامرأة تجلس أمام الطابون أو تفلح الأرض. وهنا أيضا بدأت صورة ستّي تأخذ مكاناً أكبر في دحض أفكاري المسبقة، فستّي في ذاكرتي هي تلك المرأة الشامخة الطول بفستان يدنو الركبة بقليل ومع حذاء بكعب عالي ووشاح رأس يغطّي جزء من شعرها وحقيبة يد سوداء لامعة تتدلّى على ذراعها بأناقة وتمشي بشموخ الملكات بكعبها العالي من بيتنا بالرام الى مفرق الشارع الرئيسي لنركب الباص او ايقاف سيارة ( كانت تعرف دائما انها باللحظة التي تمشي فيها ستتوقف لها كل السيارات- فكانت صاحبة التاكسيات ويعرفها معظم السائقين) ثم تصل لباب العامود أو باب الاسباط لتمشي نحو درب الآلام وتمر عبر الزقاق المختلفة بنفس القوة والثبات والشموخ. يُسلّم عليها الرجال والنساء بلا تحفّظ أو توجّس، تُدعى للجلوس أو الضيافة وتشتري الحاجيّات وتُعطى الهدايا الصغيرة وتُقدّم هي الحلوى للأطفال الذين تصادفهم وتشتري الخبز وتوزعه بينما تجلس باكية بين القبور بعد ان تضع ضمة الزهور التي قطفت زهراتها بعناية ووزعتها على كل قبر حسب ما كان يحبّ الغائب الحاضر في القبر، بادئة من قبر أمّها وأبيها بزيارة سريعة وانتهاء عند قبر زوجها وابنتها التي قضت في ريعان شبابها، ومنذ ذلك الحادث المفجع لم تجف الدمعة التي صارت طريقها خرائط في وجهها واعطت عمرها من هم الزمن هما حفر في كل تعبير بملامحها. تجلس باكية ولقد نظفت الشوك حول قبر ابنتها ووزعت الزهور التي فلذة كبدها على مهل متمتة بكلمات غير مسموعة وتروي ما كانت قد زرعت من قبل وتمسح وجهها بعد قراءة الفاتحة وتكمل بكاءها.

تمر نحوها النسوة ويسلمون عليها وتقدم لهم الضيافة من خيرات كانت دائما تخرج من حقيبتها. طالما حاولت اقتناص فرصة للاختلاء بحقيبتها واخذ (التّوفي) اللذيذ.

عشت بانتكاسة ذاكرة ربّما أثّرت على جيناتي على الرغم من أنّني ولدت بأعوام غير قليلة بعد النكسة. فهناك مكان ما بالذاكرة الجمعية بقي مفقود الى الآن. ذاك البحث عن هذه الأنا – التي زُرعت بذرتها بينما كانت الأعلام قد نكست والحداد قد أعلن بسبب موت الزعيم عبد الناصر-، مَنْ هي ولمن تنتمي ومما تشكّلت؟ وجدت اجوبتي في أحاديثي مع ستّي. فهمت بالتأكيد لِم تمسّكَت ذاكرتي بمظهر ستّي المرتبط بما وصفت للتو، مشهد لم يفارقني أبداً طيلة حياتي، كنت منشغلة فيه بمحافظتي على اليد الاخرى لستّي أتسابق مع الزّمن بجسدي الصغير حينها نحو خطواتها بتركيز شديد بألّا أفقِد يدها بينما ألهَثُ في خطواتي مع خطواتها الكبيرة الواثقة بكعبها العالي، واسترق ما أستطيع من نظرات حول المحيط، وأرتاح مع كل وقفة بالمسجد أو مع إحداهنّ الكثيرات بالطريق لأستجمع أنفاسي لأستطيع اللحاق بخطواتها السريعة. 

طبعا، كبرت اليوم لأتساءل كيف استطاعت ان تمشي كل هذا المشي بكعب عالي بلا تورم؟ ربما تورمت رجلاها، ربما كانت كعوبها خشنة قاسية، فجدتي طالما تجسدت امامي بشجرة الزيتون الممتدة كأصابع يديها البارزة بالعروق. 

في استرجاعي للأحاديث اليومية وعلى مدار الساعات احيانا، ملأت لي سني تفاصيل ما لم تدركه عيناي ولم يحفظه عقلي تماما كطفلة عشقت مرافقتها الى البلدة القديمة، الا انها اخذتني الى طفولتها هي، وكأننا دخلنا سوية في رحلة بداخل الزمن الذي بحثت عنه في صورة بحثي لأرى واعيش كيف كانت تعيش المرأة الفلسطينية العادية. الطبقة الوسطى او العاملة، الطبقة المهمشة دائما في تاريخ الشعوب الا انها المشكل الاساسي لحياة اي مجتمع. لأننا لا نعرف بالعادة الا عن الطبقة النخبوية او الرعوية او القروية، ولكن الحقيقة في تشكيل المجتمعات هي الطبقة التي جاءت منها جدتي. الغالبية العظمى للمجتمع التي نحاول نحن من اتي منها ان يغيرها ويصعد الى الطبقة الاعلى، فغدونا منكرين لذاتنا ولأصولنا وتاه المجتمع منا كما تاه تاريخنا. 

طبعا، او مع الاسف، اثارت الفيديوهات حفيظة بعض افراد العائلة، وكأن ما تقوله ستي يدخل في مكان الفضائح، وكأن لسان حالها يجب ان ينكر لأننا لسنا كذلك اليوم. استخدامها للمصطلحات بلا تحفظ، قولها ما يخطر ببالها بلا تفكير، وكأن المشاهد ينظر الى الامر وكأنه شأن عائلي.  اعترف انهم قد يكونوا محقين عند النظر الى الامر هكذا، ولكن، كان التحفظ من الموضوع هو الغالب لندخل من جديد بفكرة ما هو عيب واصول. ما هو حرام وحلال. ما يجدر الحديث فيه وما لا يجدر، وكأن جدتي خمسينية العمر او مراهقة لم اميز، لأنها بالنسبة لهم صارت “مميزة” بعمرها ولا تدرك ما تقول وتفعل. 

هذا الفيديو، بينما شاهدته اليوم، ضحكت وابتسمتُ وحزنتُ وأُعجبتُ وتعجّبت. وفهمتُ تحفّظهُم نوعاً ما، ولكن لا أستطيع تبريره حتى اللحظة. لأنه وبالرغم من التناقض وعدم التحفظ والخوض بالتفاصيل الشخصية فالكلام عن زمن بعيد جدا، كل حرف يخرج منها اليوم هو ارث يسجل لنا، لان بستي، تلك الزيتونة العتيقة، يحفظ وجودنا في هذه المدينة، ويثبّت قصّتنا وتاريخنا قبل أن نتحوّل الى أسطورة… ولا أظن انّنا نرقى الى مستوى الأساطير من التاريخ بكل أسف.

ستّي زيتونتي …. وبين آيات سورة الاسراء وسورة التين والزيتون أتفكّر أكثر بمعاني تفوق المعاني لكلمات الآيات ومعاني وجودنا. 

فستّي مثل التين والزيتون وطور سينين في إيقاع يأخذني الى معاني مباشرة طور الانسان وتطوره، واستكمال الآية الكريمة  :إنّا خلقنا الانسان في أحسن تقويم ثمّ رددناه أسفل سافلين إلّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون فما يكذّبك بعد بالدّين أليس الله بأحكم الحاكمين.”

2 تعليقان

اترك رد