وفاة ٦ مواطنين من عائلة واحدة بالخليل بحفرة امتصاصية.
الحقيقة هذهالفاجعة تعكس مصيرنا… حتى الموت بجورة خراء. بالتزامن الرئيس والمسترئسين من الفصيلين ويمكن كل الفصائل التي تحاول تفصيل ما يمكن تفصيله لكسب كرسي في سباق الرئاسة المرتقب- بوعودات يبدو انها صارت اشبه بالتوعد بنسختها الاخيرة بلقاء الفرقاء بتركيا. وكأن ما قسمهم من مصالح وفرقت الوطن وشتت المواطن على مدار السنوات التي تعدت العقد، يجب ان يجمعهم اليوم. فما اقبح السياسة وممتهنيها.. عندما تتصالح المصالح حتى للمتخاصمين الالداء ، ليكون اقتسام ما تبقى (على حسب ما يعرفونه) من قسمة الوطن مقتسما بينهما. والرئيس الذي ينتظر الجميع رحيله – على امل تدخل المقدرة الالهية لتأخذ امانتها- يصرخ مطالبا بالمبادرة العربية للسلام من على منبر الامم المتحدة، ولا نفهم اهو يتسجير بالامم المتحدة لاستجداء العرب في تطبيعهم الذي يريد له الرئيس الفلسطيني ان يكون عن طريق المبادرة العربية ؟ وانتخابات نسمع عنها في اقاليم فتح .. اقتتال فاقتتال ونزاع على تواجد لا يفهمه المواطن الساذج مثلي، ولا يأبه له المواطن المنازع لتمرير الخراء من مرحاضه الى حفرة امتصاصية يقوم هو بها بدل الحكومة. فالوزارت والمجالس المحلية والبلديات والمديريات وغيرها موجودة من اجل تربع صاحب سلطة فصائلية على كرسي ويلتصق به الى الابد. المناصب في بلدنا تشريفية مفروضة علينا … لا يجب على المواطن الا اللتماس لاصحابها بالتلمس والتقديس والخضوع والتسحيج والولاء والطاعة..كل على حسب حجم كرسيه. في السابق كنت استخدم المثال الذي سمعته قبل اعوام بعيدة عن جحا والخراء في قريته. كنت اخجل من استخدام التشبيه. هذا جحا، كان اهل القرية يأتون له مستجيرين بأن القرية القريبة غرقت بعد ان طفحت الحفر الامتصاصية فيها وانفجرت بالخراء. ب فلم يأبه جحا عندما علم ان الطفح في قرية اخرى. وبعد مدة جاء اليه الاهالي بأن الرائحة وصلت الى القرية. فلم يأبه جحا، لأن الطفح بعيدا عن الحي وبعد مدة جاء الاهل وقالوا له ان المجاري طفحت في الحي فلم يأبه قائلا انه في امان. بعد مدة جاء الاهل وقالوا له ان المجاري طفحت في شارعه. فلم يأبه قائلا انه في امان لان الطفح لم يصل الى بيته.. وفي يوم صرخت زوجة جحا قائلة: طفحت المجاري في بيتنا. الله يرحمنا برحمته… هذا ما تبقى لنا… في السابق كنا نبكي جرائم القتل الذي ينفذه الاحتلال بحقنا. بقتل فردي وجمعي. اليوم نسمع عن الجرائم الذي يقتل الاخ فيها اخوه. والجار جاره، والصاحب صاحبه، والمدير موظفه ، والاب ابنته ، والزوج زوجته، وافراد بمجموعة يذهبون ضحية حفرة امتصاص ينشغل المسؤولين فيها بانتخابات قادمة يحتاجون من خلالها الحشد الشعبي لاصوات الشعب الذي لم يغرق بالخراء ليموت بعد.