السيد وزير الثقافة الفلسطيني: مركز خليل السكاكيني الثقافي ليس مبنى يشكل معلما معماريا تملكه وزارة. والعقد المبرم عقد إباحة لا استباحة

منذ أسابيع ومركز خليل السكاكيني الثقافي بإدارته وداعميه وروّاده من مختلف أوجه الثقافة الفلسطينية وهم في حالة صدمة من قرار (تبليغ) مباغت جاءهم من وزير الثقافة الفلسطينية مطالبين إياهم بإخلاء المبنى حتى نهاية العام الحالي وذلك لحاجة الوزارة للمبنى لشؤونها الوزارية، بحجة كون العقار ملكاً للوزارة والعقد الذي بموجبه يشغل مركز خليل السكاكيني الثقافي العقار هو عقد إباحة.

لوهلة، يخطر ببال المرء وكأن مركز خليل السكاكيني الثقافي بقطاع آخر مختلف عن قطاع الثقافة، او العكس، فلو كان المؤجر المطالب بالإخلاء وزارة أخرى، لقلنا، ربما، تحتاج تلك الوزارة مبنى بملكيتها لتشغيلها ضمن قطاعها. ولكن الصادم هنا هو كون المؤجر المطالب بإخلاء للعقار هو وزارة الثقافة، لعقار يستخدم لأغراض ثقافية، وليس هذا فقط، لمبنى ومركز استطاع ان يشكل مع السنوات جزءاً من معالم مدينة رام الله ووجها ثقافياً مهماً لها. 

لو كان صاحب العقار رجل اعمال، لقلنا ان الرجل يريد ان يستفيد بعقاره لما ينفع استثماراته. ولكن ما الذي تريد وزارة الثقافة استثماره بطريقة أخرى عن مركز خليل السكاكيني الثقافي؟ ما هو “التصويب” الذي يريده وزير الثقافة للثقافة على حسب تصريحاته؟ 

لوهلة أخرى، قلت في نفسي، وطردت تلك الفكرة بسرعة لأنها لا يمكن ان تكون منطقية، فهل يعقل ان تكون حداثة وجود وزير الثقافة الحالي برام الله يجعله لا يعرف الكثير عن أهمية المواقع التي تشكّل حرفيّاً وفعليّاً معلماً مهمّاً من معالم المدينة، وبالمحصلة، إنّ المعلم يشكّل جزءاً من المنتج الثقافي الفلسطيني الذي يقع تحت مظلة وزارة الثقافة؟ ولكنّ الوزير يجلس الى جانبه وخلفه فريق من الموظفين القدامى والجدد الذين لهم باع في حقل الثقافة بالمدينة، فهل يعقل الّا ينصحوه؟ 

كنت قد كتبت قائمة من الاحتمالات لسبب تصرف وزير الثقافة، وخضت في تحليلات محاولة تبرير وفهم ما ينوي القيام به، قبل ان اشاهد مقابلته مع الزميل نزار حبش من وكالة وطن ببرنامج ساعة رمل. 

فإعطائي العذر للوزير بكونه جديد على المدينة وعلى معالمها لم يكن في مكانه بمجرد مروره بخاطري.  واعتقادي الجازم بأن وزير الثقافة بكونه اديباً ومتعلماً يجعله صاحب إدراك أوسع وحساس أكثر تجاه الثقافة من السياسيين كان خاطئا. في تصريحات كانت مليئة بالتناقضات من جهة، وتُغرق السامع في الكثير من التفكير في البعد الفلسفي الذي يحمله الوزير من الجهة الاخرى. فهو رجل مختص وأكاديمي ويملك المقدرة على استخدام المصطلحات العلمية في مجال خبرته. 

ولكن كان مخيبا للآمال سماع وزير الثقافة يتكلم عن “تصويب” وضع الثقافة، ولهجة التملك التي غلبت على حديثه.

وحرصا مني على وضع وجهة نظر ورأي وزير الثقافة بهذا الموضوع كما جاء على لسانه لمنع اللغط، وسوء الفهم، قمت بكتابة الحوار حرفيا بين سؤال وجواب. دام الحوار بهذا الامر ما يتراوح لعشر دقائق من الحلقة بدء من الدقيقة ٣٥:٣٤ على النحو التالي: .

نزار: هناك معلومات عن نية وزارة الثقافة مصادرة مبنى مركز خليل السكاكيني في مدينة رام الله. ما مصداقية هذا الكلام؟  

الوزير: هل يصادر المرء ما هو له؟ 

هناك اتفاقية اباحة، نحن عندنا وجهة نظر حول كيف يمكن لنا بموجب المركز ان نفعّل هذا الفضاء العام برام الله، وهو يشكل ذاكرة جميلة بالنسبة للمثقفين الفلسطينيين. ونحن.. والمركز بالعكس أسس بقرار وزارة الثقافة. هذا المصطلح مغلوط ومستفز، الدقة اننا نريد نتدخل ونُصوّب عمل المركز ونُصوّب استخدام المكان الثقافي. 

نزار: كيف يتم ذلك؟ كيف سيؤثر ذلك على المركز؟

الوزير: أنا واثق أن هذا سيؤثر إيجابا على مكانة المركز واستعادة المركز لفضائه وحيويته ونشاطه. وفي نفس الوقت انه. في الاخر هذا المقر هو ملك للدولة.

نزار: ولكنه ارتبط ثقافياً وتاريخياً وروحياً كمركز خليل السكاكيني. حتى الطفل في مدينة رام الله يعرف ان هذا المكان خليل السكاكيني.

الوزير: لم يعش خليل السكاكيني بهذا البيت!! 

نزار: اقصد كمركز 

الوزير: كمركز نحن..  هذا المركز أنشئ بقرار من الوزارة والاتفاقية.. على وشك الانتهاء، وبالتالي نريد ان ننظر كيف يمكن لنا ان نعيد حيوية هذا المكان ويواصل حضوره في الثقافة الفلسطينية بمدينة رام الله كمان انا مسؤول أيضا عن المراكز الثقافية في بلاطة وجنين وفي غزه وفي خانيونس… 

نزار: ما هي رؤيتكم للمبنى مستقبلا.

الوزير: يعني نحن نريد ان نفكر بالسؤال الأساسي كيف يمكن ان يظل هذا المبنى شعلة نشاط ثقافي. 

ولا يوجد إجابة مطلقة. لا يوجد عند أحد الإجابة المطلقة، دائما لان صاحب الإجابة المطلقة دائما هو كاذب. لان أصحاب الإجابة المطلقة فقط هم الأنبياء والفلاسفة. 

نزار: هل تفكرون في دمج مؤسسات ثقافية أخرى في المكان؟

الوزير: لا.. الأساس هو كيف يمكن لهذا المكان أن يظل مكان للفعل الثقافي. وكيف يمكن.. وان يبقى كذلك مركز خليل السكاكيني الثقافي بنفس الوقت.. هذا سؤال مركب. كيف بدك تلاقيه هذا بده نقاش. بده نقاش أعمق كمان… 

وانا كمان مرة ولايتي على كل المراكز والمؤسسات الثقافية، ولكن هذا المركز تحديدا هو مبنى لوزارة الثقافة، وانا اريد ان احافظ على المبنى وعلى روح المركز. وانا اظن اننا بحاجة لتدخل من اجل إعادة هذه الروح. ومن اجل تفعيل هذا المكان

نزار: هل هناك ملاحظات على المركز؟

 الوزير: لا لا أقول هناك ملاحظات هناك واقع يحتاج دراسة، ويحتاج وضع اجابات وتصورات عليه. انا لا.. لا يوجد أحد يستطيع القول ان الأمور سليمة مائة في المائة. 

نزار: من أي ناحية؟ 

الوزير: بمعنى انه.. انا وجهة نظري كيف يمكن ان نرقى بالمشهد الثقافي الفلسطيني     ومركز خليل السكاكيني من اهم البؤر الثقافية في رام الله على اقل تقدير. وشهد امسيات ثقافية مهمة، وانا تشرفت بالمشارك\ بندوة فيه. بأحد ندواته قبل سنوات زمان قبل سبع ثمان سنوات 

اعرف ماذا يعني..  

ولكن أيضا نحن وزارة ولنا وجهة نظر في البعد الثقافي الفلسطيني

انا معطيك هذا المكان بعقد اباحة ومن حقي أن أسأل ما ذا تفعل بهذا المكان ببساطة جدا… بدون ان يعني ذلك ان اصرّخ او اصوّت. لا أحد له الحق بذلك هذا المقر اشترته السلطة الفلسطينية وملك دولة فلسطيني. انشى المركز بقرار من وزارة الثقافية.

نزار: البعض يقول لماذا تتعاملون مع المراكز الثقافية كعقار بعيدا عن البعد الروحي والثقافي والحضاري لهذا المكان

الوزير: انا اشاطرهم (غير متأكدة من الكلمة) هذا المكان انا اريد

القصة ليست في العقار، القصة هي في كيف للروح هذه ان تبقى. انا اريد ان اجيب عن هذا السؤال. القصة مش ستاتوس، مش مكان ولكنها ليست مكان. ولكن القصة أيضا ان هذا المكان يجب ان يكون (هب) ثقافي حقيقي. بؤرة ثقافة اشتعال ثقافي حقيقية. ما بتعامل معه كمكان، ولكنه من الناحية القانونية مكان.

(دقيقة: ٣٩:٤٦)

نزار: لماذا بالتحديد مركز خليل السكاكيني كمبنى؟

الوزير: لأنه ملك اباحة.. هناك عقد اباحة بده يخلص. إذا انا لم اتدخل من سيتدخل (لم افهم اخر الجملة)  

هو ليس ملك لي. انا بالآخر وزير ثقافة اؤدي مهمتي وبرحل. ولكن هذه دولة. يجب اخذ هذا بعين الاعتبار.

السؤال كيف يمكن لنا ان نعيد تفعيل هذا المركز المكان ونحافظ..

نزار: ارجو ان تكون واضحا معنا أكثر في هذه القضية. ما هي المشكلة الحقيقة في هذا المكان؟ 

الوزير: فش مشكلة. في مشكلة انا بعرفهاش؟ 

نزار: لا أدرى انا أتساءل لماذا مركز خليل السكاكيني بالتحديد؟

الوزير: هو عقد سينتهي، وانا المالك، (كوزارة الثقافة)، وانا وزارة الثقافة صاحب الفكرة. من حقنا، لا أستطيع ان افهم لم لا. لا يوجد ما هو مقدس في البلاد. المقدس هم الشهداء وفلسطين من بحرها لنهرها بالنسبة لي.

بالتالي كل شي قابل للنقاش. والمشهد الثقافي الفلسطيني ليس هذا الشارع او ذاك الشارع، وليس ذلك المبنى او ذاك. انا كوزير ثقافة مسؤول عن كل القطاعات الثقافية في كافة مناطق الجغرافيا وفي الشتات مفترض. / 

بالتالي انا عندما اناقش كيف يمكن لهذا المكان ان يستعيد عافيته وحويته..

…..

الوزير: المكان ليس مهما.. المهم روح المكان. 

ما الذي اعطى مبنى خليل السكاكيني أهميته؟  النشاطات الثقافية الحيوية التي كانت تدار به بأول فترة من عمره كما تعرف..   ووجود محمود درويش الشاعر العظيم فيه. 

نريد لهذه الأحجار ان نحولها الى ذاكرة حيوية ونشطة ونريد انبعاث روحها من جديد.

نزار: الاتفاقية مع مركز خليل السكاكيني تنتهي سنة ٢٠٢٣ هل هذا صحيح؟

الوزير: اتفاقية الاباحة. وهي الاباحة يعني بلا اجار وهي في…. 

نزار: وبالتالي أنتم تخططون لاستعادة المكان سنة ٢٠٢٣؟

الوزير: لا نحن لا نخطط، نحن نناقش كيف يمكن لنا ان نطور فعل المركز وان نطور هذا المركز هدا المكان والمركز وكيف يمكن ان يستعيد القه الذي بات غائبا وجهة نظري كمثقف.

هذه العبارة كانت في آخر الحوار بجزئية موضوع مركز خليل السكاكيني الثقافي.  

ولربما، يمكن القول، على أثرها، ان كل ما يشاع او يتم تداوله لا محل له من النقاش أصلا. فالوزير قطع الشك باليقين واكد ان العقد ما بين الوزارة والمركز سارية لغاية ٢٠٢٣ وتأكيده انه لا خطط هناك، ولكن كل ما في الامر هو نقاش حول ما يمكن عمله لتحسين المركز… 

ولكن،

الحقيقة، انني وبانتهائي من تفريغ الحوار والتأكد من فهمي لكل كلمة (الا بتلك المرات التي لم أستطع ان التقط مخرج الحرف منها بوضوح)، شعرت بأن القلم قد رفع. 

قبل متابعتي للحوار كنت أتخيّل، أنّ الوزير جديد على المنصب والمدينة، ولا يعرف الكثير، وكلٌّ يأتي له بمصلحة ما وطلب ما. قد تكون الوزارة مكتظة بالموظفين ويطالبونه بمكاتب جديدة. 

وفي خضم تركي لخيالي الجول في إمكانيات ما يمكن أن يكون، وصلت الى لحظة من التعاطف مع الوزير، تخيلته يهرب الى المبنى ليرتاح من ضغوطات كل من يحلم بأن يصير وزيراً مكانه. فنحن في وضع المسترئسين والمستوزرين والانتهازيين، وكل يريد ان يحافظ على مكانه او يضمن لنفسه مكاناً بالتغييرات القادمة لا محال. 

وكنت كذلك اعتقد جازمة ان الوزير الحالي لا يطمع بمكتب ويحاول ان يقدّم للثقافة ما يحمله بجيوبه، فالرجل متعلم، واديب، ومثقف، حارب من أجل حرية الرأي خلال وجوده في غزة، ويفهم الظلم ويبني لتوسيع رقعة الثقافة المبني على التعددية. 

فهل يعقل ان يكون الأمر غير هذا؟ 

حاولت وبكل جدّية أن أكون جدّية وعقلانية في تفكيري، حاولت بقدر المستطاع أن أفكّر أنّه لا يمكن أن تكون هيمنة الفئوية البيروقراطية المتجذرة والممتد في كل مكان يسيطر على أصحاب العقول المثقفة كذلك. يعني الثقافة هي المعقل الأخير الذي إذا ما وصل التسابق والتزاحم على استباحتها للحزب والمناصب سننتهي. 

نرى ما يجري في قطاع القضاء من كارثية، تعكس نفسها يوميا على الأرض، من اقتتال وغياب لتفعيل وتنفيذ القوانين والعدالة. المواطنون يحفرون الآبار ليبنوا ما يتوجب على الحكومة فعله من بنى تحتية، كارثة الخليل بقبل أيام قليلة، وقبلها بحدث مشابه بجنين. حرب شوارع مروّعة يوميّة من القدس للخليل لجنين لنابلس. الكورونا تفتك بما تبقى من نظام صحي وأمني. التعليم ينهار مع كل إصابة كورونا. وحرب الاستنزاف التي يقودها كل من يتربع منصب او نفوذ في الفصيل المتحكم تفتك بكل مناحي الحياة. الكل في صراع من اجل انتخابات يريدون الفوز بها بأصوات الشعب، ولا يعبأ أي منهم لأي انسان بهذا الشعب. الكل في مرحلة الاستباحة! 

والثقافة، التي تبدو وكأنها الحلقة الأقل أهمية في صراع الاستحواذ على الحكم، إذا ما قسنا الأمور في منظار أكبر. ولكن بالحقيقة، وفي أي مكان بالعالم، وفي كل قصص التاريخ، تنهار حكومات ودول وامبراطوريات وتبقى الثقافة الشاهد الحيّ دائما على صعود وهبوط الشعوب، لتتحول الى ارث يتعلم منه البشر في ويلاته وانتصاراته.

وهنا أعيد الكرةّ وأسأل، ما حاول الزميل نزار الحصول عليه من أجوبة للتساؤلات اطرحها هنا: ما هي الحاجة التي تتطلب من وزارة الثقافة “السيطرة” على معلم ثقافي مهم وتحويله الى مركز ثقافي تابع للسلطة؟ 

هل السلطة دولة منفصلة عن المجتمع المدني وعن الشعب؟ 

ما هي العبر التي يحاول كبار السلطة تمريرها لنا؟

في القدس، هناك حرب نعيشها يومياً بمحاولة استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على معالم المدينة الثقافية، تحاول بلدية القدس الإسرائيلية بأذرع ممتدة من كل الاتجاهات السيطرة على هذه الأماكن بحجج متعلقة بالثقافة كذلك. لماذا نحارب الاحتلال في محاولته للسيطرة على ثقافة المدينة بينما يدّعي انّه يريد المساعدة والمساندة؟ 

ما الفرق بين الاحتلال ووزارة الثقافة الفلسطينية في هذه الحالة؟ 

ما الفرق بين بلدية الاحتلال التي تريد ان تحوّل مكاناً تعليمياً أو ثقافياً لمركز جماهيري بميزانيّات وإمكانيّات كبيرة؟ 

ما الفرق عندما تُحوّل بلدية الاحتلال المدارس الوطنية الفلسطينية الى مدارس تابعة لبلديتها بطواقم تعليمية مؤهلة وصفوف مُعدّة جيّداً؟ 

الا يترك تصرّف وزارة الثقافة على هذا النحو مجالاً حقيقيّاً لتبرير أفعال الاحتلال بالقدس من حيث المراكز الجماهيرية والثقافية والتعليمية؟ 

هل هذا يعني أنّ بلدية الاحتلال عندما تقرّر الاستيلاء على مسرح الحكواتي وانتزاعه من إدارته الحاليّة بسبب تراكم الضرائب وتحويله الى مسرحا بإدارة جديدة من اختيارها عاديّ؟ 

هل هذا يعني انه إذا ما قررت بلدية الاحتلال اغلاق مركز يبوس وادوارد سعيد للموسيقى لمشاكل أيا كانت يتم تجميعها حاليا وتحويله الى مركز يدار من قبل بلدية الاحتلال عادي؟ 

هل كان تحويل متحف الحيوانات بمدرسة شميدت من قبل الإدارة الألمانية لمتحف جامعة تل ابيب عاديا، ولهذا لم تتحرك السلطة ولم تتدخل وزارة الثقافة في حينها؟ 

بينما نتصارع على تفاصيل يومنا بمحاولات للبقاء، لا زلنا نعيش تحت احتلال يريد ان يجفف عروق هويتنا التراثية والثقافية الباقية، فهل يعقل ان تقوم وزارة الثقافة بتجفيف أحد اهم عروق الثقافة في الجسد الفلسطيني الحالي لتنقل من خلاله دم جديد بمبررات لا يقبلها أي صاحب ضمير؟ 

لو كنت مكان وزير الثقافة لتوقّفتُ كثيراً أمام هذا القرار وتصدّيتُ له. 

لو كنت مكان وزير الثقافة لفكّرت أنّ رأس مالي الشخصي هو الثقافة لا الوزارة. فلقب وزير حالي مؤقّت، ولكن لقب مثقف سيرافق مسيرته الحياتية. 

هنا انهي من حيث عنونتُ هذا المقال 

السيد وزير الثقافة: مركز خليل السكاكيني ليس مبنى يشكل معلما معماريا فحسب. مركز خليل السكاكيني يشكل معلماً معمارياً ثقافياً يرقى به المشهد الثقافي الفلسطيني. لا تحوّله الى صيد يُنهش ويُؤكل فيُرمى …. ليصير اثراً لأرواح مسفوكة تطارد مسيرتك الثقافية الى الابد. 

في مقال للدكتورة عادلة العايدي، المديرة الاولى لمركز خليل السكاكيني الثقافي كتبت قبل سنوات عن رحلة تأسيس المركز، وهي الجزائرية التي ينبض وجدانها بالحب الفلسطيني، وفي سياق، لابد انها لم تفكر للحظة ان ما كتبته من تساؤل قد يصبح حقيقياً، ولكن من طرف آخر ولمكان بدأت منه مسيرتها الثقافية في فلسطين… 

” التجريد من الملكية والنفي عند اقربائي الجدد، واذكر أني سألت نفسي، وانا اعتني بحديقتي في بيتي الجديد في وأول صيف لي فيه: هل سيأخذون منا هذا البيت أيضا يوما ما؟ ” 

تنويه: 

الاباحة في أصول الفقه تعرف بأنها التخيير بين فعل الشيء وتركه. اما بالاصطلاح القانوني فيمكن تعريفها بأنها عقد به يخول طرف إمكانية الانتفاع بأمواله للطرف الثاني بدون مقابل. يمكن اعتبار الاباحة عقد من عقود التفضل الداخلة في التبرعات، حيث يرد عقد الاباحة على منفعة الشيء دون ملكيته، ويختلف يذلك عن البيع والهبة والوصية التي ترد على الملكية دون المنفعة. وهو عقد ملزم للجانبين، لأنه بمجرد انعقاده ينشئ التزامات في ذمة المبيح وأخرى في ذمة المباح له، فمن التزامات المبيح مثلا التسليم وعدم التعرض للمباح خلال مدة الاباحة ورد تعرّضات الغير، اما التزامات المباح له فهي الحفاظ على الشيء واستعماله وفقا للغرض المعد له ورده بعد انتهاء الاباحة

مجلة الرافدین للحقوق، المجلد (١٠)، (العدد (٣٨)، السنة (٢٠٠٨)

تفاصيل الاتفاقية: وقعت الاتفاقية بتاريخ ١-١-٢٠٠٣ من قبل وزارة الثقافة ممثلة بالسيد ياسر عبد ربه، ومركز خليل السكاكيني الثقافي. مدة الاباحة عشرون عاما اعتبارا من تاريخ ١-١-٢٠٠٣ وتجدد باتفاق الطرفين. يلتزم الفريق الثاني بعدة التزامات، ويسمح بإشغال مؤسسة الكرمل جزء من أحد الطوابق، ويتفق الطرفان على بنود الاتفاقية او اثارها لا يكون الا بموافقة الطرفين على أي تعديل وبشرط ان يكون التعديل خطيا وموقعا من قبل الفريقين. 

اترك رد