هذا الفيديو الاول للأم العراقية مريم العزاوي، التي ظهرت مرة اخرى بفيديو جديد بعد معاناتها بالمحاكم الفلسطينية ومناشدة كل من يمكن مناشدته للتدخل هي ووالدتها من الرئيس الفلسطيني للهباش لشتية.
شعور انها في بلد ليس بلدها، وانها تحارب من اجل رؤية ابنها يكفي لحرقة القلب. ولكن بينما نجلس هنا ونشاهد كنساء، كأمهات، كفلسطينيين ما نمارسه من استقواء على امرأة تصرخ مناشدة مستغيثة بأخذ حقها بوجود ابنها الطفل الصغير معها، يبدو الامر اكثر قهرا، من قصة اخرى لام تظلم في قضايا الحضانة بمجتمع لا يرحم الا ما تستعلي به ذكورته. ومهما نظرنا الى الامر بعيون مختلفة، لا يمكن ان يقبل اي عقل او ضمير ان يكون طفل الا مع امه خصوصا بطفولته المبكرة. وعندما نرى كيف تركت هذه الأم حياتها واعمالها والله اعلم ما يخفى من التزامات ربما وجاءت هي وامها لتحضن ابنها، لايمكن الا ان نقف احتراما لها. هذا ما تفعله الامهات دوما… من الصعب ان يفهم الرجال ربما معنى ان ينزع طفل من حضن امه. ولا استهين هنا بمشاعر الرجل وحقه، ولكن مهما كان وجود الاب مهم بحياة الطفل فوجود الام اكثر اهمية والحاحا له. من ناحية ما، قد ننظر الى موقف الاب الخاطف لابنه بعين التفهم ربما، بالنهاية قد يخاف هو كذلك فقدان ابنه. ولكن مع الاسف معظم ما يجري من صراع الرجال بهذا الامر يصب بوضع الانتقام من الام لا مصلحة الطفل. بالتأكيد انا لا أعمم هنا. وبالتأ:يد كذلك، الدنيا مليئة بالقصص التي لا تكون المرأة هي الضحية فيها، وبالتأكيد كذلك هناك رجال يتمتعون ربما بصفات الامومة اكثر من بعض النساء. ولكن مهما حللنا وفرقنا ولم نعمم، هناك حقيقة واحدة لا يمكن المساومة عليها، وهي حقيقة حاجة الطفل الى امه بهذا العمر اكثر من اي شيء اخر. فالحاجة للاب يمكن الاستغناء عنها- على الرغم من ان الفطرة تستدعي وتستوجب وجود اب وام بحياة الطفل. ولا يمكن الاستغناء عن وجودهما بالنسبة للطفل. ولكن عند الحديث عن ما هو الاهم والافضل والواجب نحو الطفل في هذا العمر، فلا يمكن التفكير مرتين بأن الطفل يجب ان يكون مع امه. لو كان هذا الاب ابا جيدا لما هرب ومنع ابنه عن امه ، ولو كانت هذه الام سيئة لما سمحت له وامنت له باخذ طفلها لكي يرى جده المريض مرض الموت كما اخبرها مخادعا. لو كان الرجل جيدا لما استخدم ابنه وفوّل على والده ليهرب بطفل صغير ويختقي. وهذه المرأة يبدو انها لن تكل ولن تتوقف… فهي ام… وليت هؤلاء يفهمون معنى ان تقتلع طفلا من حضن امه. تبدو مريم هذه اقوى من ان تقتلعها. ويبدو قلبها المخلوع منها يرفض التنفس الا بابنها.
ارأفوا بقلب ام موجوعة محروقة على طفلها.