التطرف الاعمى مقابل الاستهتار والانفلات : وجهان لعملة واحدة

خبران مؤسفان ومحزنان ومخزيان خلال اقل من ٢٤ ساعة. اقر بأن حرق الشجرة على الرغم من قباحته ومسه بما هو مقدس وينفي مظاهر الالفة والتقبل بين ابناء الشعب الواحد بمختلف دياناتهم، يبقى اقل مأساوية وخزيا امام تسجيل فيلم وثائقي بحفل دي جي بمقام النبي موسى.
بين من نحارب تطرفهم الاعمى وبين من نتواجه مع طيشهم ولا مبالاتهم نقف امام نموذجين مدمرين لما نحن عليه من الضدية في كل شيء. صرنا الشيء وعكسه.
ما الفرق بين ما حدث في النبي موسى وبين تحويل اسرائيل للمقامات والمساجد لبارات ؟ مرة اخرى وخلال ٢٤ ساعة، اجد نفسي ابرر للاحتلال فظائع صنيعهم بِنَا. فوالله تخطينا وتعدينا قباحة فعل الاحتلال وشناعته .
كما لا يستطيع عقل فهم او تقبل فكرة ان يضرم سفيه متطرف النار في شجرة العيد. لا يستطيع عقلي فهم كيف تسول نفس اي عاقل فلسطيني بالاقدام على هكذا فعل لا يمكس وصفه الا بالدنس. لا مسؤولية ولا احترام لابسط قواعد الاماكن المقدسة. كنا نخشى على النبي موسى بتحويل الاحتلال له كمركز بالتعاون مع الاوقاف لعلاج المدمنين. لنعش ونراه بؤرة تسلية مكانها بالبارات والديسكوهات واماكن السهر الصاخبة.
وبالتزامن مع اعياد الميلاد ، كيف لنا ان نقنع من هبوا لفض هذا الصخب وانتهاك حرمة المقدسات من ان المحتفلين ليسوا ‘نصارى’؟
كم اساء من اقام الحدث وحضره وشارك به للمسيحيين وللعيد المجيد في وقت يحارب السوي منا من اجل لحمة اطياف هذا الشعب الممزق.
من جهة نتواجه مع تخلف وتطرف وجهل اعمى ومن جهة اخرى نتوا جع مع استهتار واستعلاء وغياب وعي يتجمع النقيدين ليشكلوا وحدة تهديد هدامة لهذا المجتمع.يتحد الجهل والتخلف والاستعماء والاستخفاف بالآخر او تحقيره لنغرق في وحل اغرقنا تحته وطن.

اترك رد