عندما تتناثر الكلمات

كلمات تحوم بمتتاليات دائريّة 

كشظايا متبعثرة من نار متّقدة 

تضيء دفئاً في ليالي حياة باردة

تستمرّ في وهجها مبتسمة 

تحترق حتى الرماد 

لتدفئ قلوباً شغلَها العطاء فتيقّظت

تلتقط شظايا تحوم في تفرقعات نار 

تطير تُحلّق تتراقص 

تاركة وراءها عبء الواقع التالي ليوم قادم 

تترامى في هذيان نحو رمادها 

كفراشة تدرك مقدار حياتها 

تعيش لتترك أثر دهرٍ ربما

في ترنيمة الحياة الأبديّة 

كلمات يشكّلها التلاقي 

ويربطها الودّ 

ويزاحم نحوها الشغف

ويجعلها أبدية فِعْل القدر

كلمات تراقصها الجسارة 

وتناديها اليها قدريّة تتخطى حدود المَقْدرة 

وتداعبها همسات الزمن القادم

المتشكّل في أبديّة اللحظة

زمن ليس كالزمن

في مكان ليس كالمكان 

بأفئدة الوجود الخالدة 

تلك التي تلتقي فيها الأرواح الساكنة لأرواحها 

فتسكن سوية في سكينة سُوّت لأجلها

فترقص رقصتها الأخيرة ربما 

كأنها رقصتها الأولى

لأنّها كانت دوماً رقصتها الأبدية 

تلتقي نحو أبدية تتصاعد نحو افق سماء أخرى 

بينما يشق الشفق طريقه نحو فجر جديد 

تُخْمد النار نفَسها الأخير 

وتبتعد الكلمات نحو أفقها لتشكل قصيدة الخلود

حيث الأرواح ….ساكنين.

One comment

اترك رد