الموقف الأمريكي المنحاز لدعم المصالح الامريكية وإسرائيل بمباركة فلسطينية 

الموقف الأمريكي المنحاز لدعم المصالح الامريكية وإسرائيل بمباركة فلسطينية 

قبل أيام من بدء العدوان على غزة وتزامنا معه، أصدرت الحكومة الأمريكية ممثلة بسفارتها هنا عدة بيانات، كان اولها بيان تعبر فيه عن قلقها من احداث القدس وحملت بالتوازي المسؤولية على الطرفين، بدعوة حذرة لإسرائيل بالرأفة والتحرك نحو تخفيف حدة التوترات، خاتمة “إن وزارة الخارجية على اتصال مع كبار القادة الإسرائيليين والفلسطينيين للعمل على تهدئة الوضع. وتحث الولايات المتحدة الجانبين على ممارسة قيادة حاسمة والعمل بشكل تعاوني لخفض التوترات وإنهاء العنف وتنشيط آليات التنسيق والعلاقات طويلة الأمد والتي خدمت مصالحهما المشتركة على مدى عقود. كما نحث السلطات على التعامل مع سكان الشيخ جراح برأفة واحترام والنظر في مجمل هذه الحالات التاريخية المعقدة وتأثيرها على حياة الناس الفعلية اليوم.”[1]

ثم تلاه الايجاز الصحفي للبيت الأبيض في ١١ \٥ الذي أكد الايجاز بعد التأكيد عن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل وحقها بالأمن والدفاع عندما ختم ب ” نحن نؤمن بأنّ الفلسطينيين والاسرائيليين يستحقون إجراءات متساوية من الحرية، والأمن، والكرامة، والرخاء.  لقد تحدث المسؤولون الأمريكيون، في الأسابيع الأخيرة، بصراحة مع المسؤولين الاسرائيليين، وكيف أنّ إخلاء العائلات الفلسطينية التي قد عاشت لسنوات وأحياناً لعقودِ في منازلها، وهدم هذه المنازل، لا يخدم مصالحنا المشتركة نحو تحقيق حل للنزاع”[2]

الحقيقة أني حاولت إيجاد ما هو إيجابي مقارنته بأيام ترامب. يعني هنا كان على الأقل دعوة للطرفين وتحميل إسرائيل المسؤولية نوعا ما، طبعا مهما حاولت، فان موقف أمريكا في أحسن احواله هو مساواة الضحية بالجلاد. للجلاد الحق في ممارسة كل ما يجده مناسبا لحفظ جبروته، وللضحية حق بقائها ضحية.

.تزامن هذا مع اعلان خبر “مفرح” وهو عودة الدعم الأمريكي للسلطة الفلسطينية. 

وليزداد الخير ويعم علينا أكثر، ولنشعر ونتأكد ان الموقف الامريكي في تحسن نحونا، وصل نائب مساعد وزير الخارجية الامريكية للشؤون الإسرائيلية- الفلسطينية هادي عمرو الى مطار بن غوريون في ١٤\٥. 

” وصل نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو إلى تل أبيب اليوم. سوف يعمل على تعزيز الحاجة إلى العمل من أجل تهدئة مستدامة، والاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس. يستحق الإسرائيليون والفلسطينيون تدابير متساوية من الحرية، والأمن، والكرامة، والازدهار.[3]

الجماعة كانوا ايجابيين، فنحن والإسرائيليين نستحق تدابير متساوية من الحرية، والامن، والكرامة، والازدهار! 

الاسم العربي لفت انتباه الجميع، ولكن لنتفق ان الصفة التمثيلية لم تصل حتى الى نائب وزير الخارجية، او المبعوث الجديد بدل زوج ابنة ترامب- كوشنر.

كل هذا الاحتفاء من اجل وصول ” نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية”. 

إذا لم تخنني ذاكرتي، هادي عمرو هو الشخصية التي احتفلت رام الله قبل أشهر باتصالها الهاتفي مع رئيس الوزراء الفلسطيني. 

المهم، بعد هذا، حصل تطور لافت، بايدن شخصيا اتصل بالرئيس الفلسطيني وطبعا اتصل بنتانياهو. 

وبالتأكيد ليس هناك من داعي لمعرفة ما تحدث به مع نتانياهو من شد على يديه ودعمه المطلق لإسرائيل وامنها، ولكنه عندما تحدث مع الرئيس الفلسطيني، كان حديثه على حسب تصريح ادارته ” للتعبير عن التزام الولايات المتحدة بتعزيز الشراكة الأمريكية الفلسطينية. وناقش الرئيسان موضوع التوترات التي تشهدها القدس والضفة الغربية، وأعربا عن رغبتهما المشتركة في أن تكون القدس مكانا للتعايش السلمي بين الناس من كافة الأديان والخلفيات. وأطلع الرئيس بايدن الرئيس عباس على المشاركة الدبلوماسية الأمريكية بشأن الصراع المستمر، وشدد على ضرورة توقف حماس عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وأعرب الرئيسان عن قلقهما المشترك من فقدان مدنيين أبرياء، ومنهم أطفال، حياتهم بشكل مأساوي وسط العنف المستمر. وأعرب الرئيس بايدن عن دعمه للخطوات التي تمكن الشعب الفلسطيني من التمتع بالكرامة والأمن والحرية والفرص الاقتصادية التي يستحقها. وفي هذا الصدد، سلط الرئيس بايدن الضوء على القرار الأمريكي الأخير باستئناف المساعدة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك المساعدات الاقتصادية والإنسانية لصالح الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أكد التزامه القوي بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره أفضل سبيل للتوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.”

الحقيقة لا نعرف ماذا اجابه أبو مازن، لا يهم… فهو لا بد يشد على يده ويؤيده تماما. 

ولكن في خضم كل ما يجري من مأساة. من نكبة تجدد نفسها في محاولة تهجير أهالي حي الشيخ جراح، وعربدة مستعمرين من الجيل الثالث لديهم كعربدة اجدادهم وابائهم في مدن كيافا واللد وحيفا وعكا، وتنكيل بالقدس وأهلها، وقصف مدمر على غزة، يأتي التشديد على حل الدولتين، كمن يداوي حرقا بليغا بكحول. 

 وعليه، كان اول ما قام به مساعد نائب وزير الخارجية لشؤوننا ذهابه الى مكتب الرباعية ” تعزيزاً لدعوة الرئيس لتهدئة التوترات في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، التقى هادي عمرو مع مكتب الرباعية الدولية، ورئيس كوغات – التنسيق- اللواء غسان عليان، ووزير الدفاع الإسرائيلي، ووزارة الخارجية الإسرائيلية.”

وسط كل هذا، وافقت ادارة بايدن على صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقمة ٧٣٥ مليون دولار وفي خضم القصف الاجرامي المدمر غير المتوقف على غزة. 

بالمقابل، صرحت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية ببيان على صفحتها باستقبالها “للمبعوث الأمريكي” كما يلي: التقى صباح اليوم الاثنين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ ومعالي مدير المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج والمستشار مجدي الخالدي، مع الوفد الأمريكي برئاسة المبعوث الأمريكي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية السيد هادي عمرو في مدينة رام الله  

هذا وقد تناول اللقاء آخر التطورات والمستجدات السياسية وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة (القدس وقطاع غزة والضفة الغربية). وطالب الوفد الفلسطيني الإدارة الأمريكية ببذل كل جهد والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذا العدوان فوراً، ووقف التهجير واحترام المقدسات ووضع حد لإرهاب المستوطنين. محذراً من استمرار هذا العدوان الذي تقوم به الحكومة اليمينية ومستوطنيها والذي قد يؤدي الى قتل او تدمير أي أمل بإحياء عملية سياسية جدية للوصول الى حل شامل يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

هذا وتناول اللقاء بحث العديد من القضايا الثنائية بين الطرفين.”

على الرغم من ان العبارة الأخيرة تتعارض مع تصريح ناريّ سابق (جديد) لحسين الشيخ بعدم اعترافه بتقسيم القدس الى شرقية وغيرها.

وكأن الزمن يقف مع “الوفد الفلسطيني” المقيم مكانه. الإصرار على حدود مسحتها إسرائيل، والتمسك بعملية سلام غير قائمة، وتحذير من تدهور حاصل مدمر، يشبه ربما ما رأيناه بالأمس من استعراض تحذيري لكتائب شهداء الاقصى وهي تجول في شوارع رام الله تطلق الاعيرة النارية في الهواء، وتؤرق امن المواطنين الامنين، وكأن التحذير هو للمواطنين ليس لإسرائيل! 

“المبعوث الأمريكي” يتجول ويجس النبض بين ترتيب لقاءات مع ممثلي المجتمع المدني بمدن الداخل المحتل، وبين تجار ورؤوس المال في رام الله. 

وكأن ما يجري في غزة امر إقليمي لدولة جوار. 

فربما تأتي زيارة عمرو كما حدث بايدن  أبو مازن، ” من اجل تعزيز الشراكة الفلسطينية الامريكية” التي تدعم رأس المال الفلسطيني  بالمشاريع الامريكية ، بدعمه لاستمرار الوضع على ما هو عليه . 

مبدأ أطعم تم الغني …. وبتنعمي عينه عن ظلم وسحق الفقير. 

فمن كان منا يأمل ببايدن…. ها هو بايدن يقول يا هادي…. تكلم لغتهم….. ولنكمل مشروعنا في الشرق الأوسط الجديد من المكان الذي توقف عنده ترامب، ولكن على حسب خطة كلينتون. 

ومن كان منا يأمل بصحوة سلطة فلسطينية…. فكان اضعف الايمان يستدعي عدم التصريح بهكذا لقاء “قيادي”، واحتفظ اولوا السلطة بمبدأ اذا بليتم فاستتروا. 


[1]  https://www.state.gov/violence-in-jerusalem/

[2] https://twitter.com/USPalAffairs/status/1392412740313141250?s=20

[3]

اترك رد