نحن لسنا بخير… استبرق بركة ومي عفانة: ضحايا التسلط والاستبداد الاعمى
اتابع المنشورات المتدحرجة على الفيسبوك، وأقول في نفسي… نحن لسنا بخير. لا يمكن ان نكون بخير. لا يمكن ان يكون هناك خير بموت لا يأخذ الأرواح هدرا. لا يمكن ان يكون هناك خير باعتقال طفل لم يتجاوز عمره أصابع اليد الواحدة او اليدين. لا يمكن ان يكون هناك خير بمشاهد الإصابات والاعاقات. لا يمكن ان يكون هناك خير بعد إصابة او ضربة او سحل. لا يمكن ان يكون هناك خير الاعلام الملوحة تصبح انتصارنا والترند من الهاشتاغات هو نشوتنا، والشعارات الرنانة لدحض العدو والانتصار عليه والوحدة هي مبتغانا.
لا يمكن ان نكون بخير والشيخ جراح تترك لمصيرها وسلوان وغيرها. لا يمكن ان نكون بخير والدمار الذي لحق بغزة يتسابق اليه الجموع لأخذ صور تذكارية.
لا يمكن ان نكون بخير والسلطة تمارس تسلطها وكأن امرا لم يحدث. تعيينات وفساد من كل صوب.
لا صوت للرئيس ولا للمقربين منه. مرسومات رئاسية من جهة تكرس الفساد والمحاباة كأمر واقع. واشاعات تتدحرج لتوقعات مأمولة لخير بتغيير ربما قادم.
لا كلام عن انتخابات، وحكومة وحدة وطنية هي سقفنا باستخارة وتمني واحلام.
الى اين سننتهي؟
إسرائيل شكلت حكومتها رغم الاختلافات والخلافات، وتغير رئيسها، والتطبيع العربي في طريقه الى الازدهار أكثر. الرحلات الى دبي وحقائب الأموال القطري بالطريق من بن غوريون.
والفساد يأكلنا ويتغذى علينا.
كيف يمكن ان نكون بخير؟
نحن مخدرون لا نشعر من الحياة الا انفاسنا. تنبض قلوبنا بلا إدراك لما حولنا من حياة طبيعية. وكأننا مريض على فراش الموت يفقد كل قدراته الا نبضات قلبه. فهل ينتهي الامل منا؟
لا نفع لنا لأنفسنا ولا لغيرنا.
اكتب كلماتي هذه وأدرك كم الإحباط الحاصل. الا يمكن ان يكون هناك امل؟
كيف لنا ان نصنع الامل، ومصيرنا مرتبط بلا قرار من رئيس لا يريد الا ان يتأكد من ان الأمور باقية على حالها.
لا يهم ان مات المزيد من البشر، ولا يهم اعتقال اخر ولا إصابة أخرى. لا يهم ان نكِّل بالمواطنين ولا يهم ان صودرت الأراضي وهدّمت البيوت وشرّد أصحاب المنازل.
لا يهم ان سحبت هويات او ان صدر امر هدم او اعتقل شاب او طفل او كهل.
المهم ان يبقى الوضع على ما هو عليه من احتفاظ السلطة لسلطتها.
المهم ان يبقى أصحاب السلطة في أماكنهم.
وكأن العالم يتآمر علينا بالفعل. عالم يريد للسلطة ان تبقى كذلك. عالم يريد التأكد ان الامن على إسرائيل هو الساري. كل ما يلحق بنا من اذى فداء لأمن إسرائيل وبقاء السلطة.
لنقل اننا لا حول لنا ولا قوة. بالحقيقة ان لا حول لنا ولا قوة. فما نستطيع فعله لا يمكن ان يتعدى ما قمنا به مؤخرا ولا نزال. نتظاهر، نعترض، نكتب، نطلق هاشتاغات، ولكن ما فائدة هذا إذا لم يتغير أي شيء على الأرض ولو بنقطة من الإيجابية. كيف يعقل ان تقتل امرأة في مجتمع يلملم دماره ولا يرف لهذا المجتمع جفن تعاطف؟
كيف يعقل ان يستمر العالم بدعم سلطة يدركون ويعرفون وينظرون الى فسادها؟
كيف يعقل ان نعاين خيرا في رحيل ظالم كنتانياهو ونتوحل بين متعصبين باسم الدين (بينيت) من جهة (عباس منصور) من جهة.
هل نشهد نهاية العالم.. عالمنا نحن الفلسطينين؟
ما الذي نحتاجه لنكون بخير؟ ايعقل اننا لا نستحق؟
الا يشبع الفاسدون من اغترافهم الفساد وغرقهم فيه؟
الا يشبع القتلة من عطشهم الى الدماء؟
نحن لسنا بخير… لطالما يموت منا الانسان عبثا وهدرا ونهلل قائلين شهيد.
نحن لسنا بخير… طالما تزهق حياة امرأة شابة على يد زوج او اب غاضب او جندي حانق. كل يدعي الحفاظ على حقه بالوجود على حساب جسد امرأة.
جندي يقرر ان امرأة هددت امن حياته …. لأنها امرأة.. لأنها فلسطينية…
كرجل سادي قرر قتل زوجته لأنها امرأة… لأنها فلسطينية …
لروح مي عفانة وإستبرق بركة….
لروح كل امرأة فلسطينية زهقت روحها تحت حجة شرف الرجل المهزوز بأمنه وسيطرته… كان زوجا او جنديا….
مجتمع، سلطة، تهدر، تستبيح دم اناثه لا يمكن ان يصير بخير.
لا خير في مجتمع لا يأمن فيه نساؤه واطفاله.
لا خير في مجتمع تستخدم فيه النساء والأطفال ذريعة لسطوة التحكم والسيطرة.
لسنا بخير طالما حياتنا سلطة تتسلط علينا واحتلال يستبد بنا ولا حياة الا لمن نناديه شهيدا ومعتقلا وجريحا في وجداننا. نحن لسنا بخير….
One comment