تخطى إلى المحتوى

مناقشة رواية نيتشه في القدس (مذكرات كلب) بالخليل

سعدت وتشرفت بالامس بنقاش رواية نيتشه في القدس مع الاصدقاء في نادي الندوة االثقافي في الخليل. لا استطيع انكار قلقي الدائم لفكرة الخليل. كل تلك الافكار المسبقة التي تخالها، تجدها تتناثر فتجعلك كالطفل الذي يستعد لمواجهة امه بعد اقتراف ذنب ما، واذ بتلك الام تضمه بحنان لا بفهمه الاطفال. وجدت نفسي امام حضور مستعد للنقاش غير مهادن، مستعد لتبادل الافكار، يقدر كثيرا وجود الاخر امامه مهما اختلفت الرؤى. الاهتمام والحضور وتعدد الفئات بين شباب ومخضرمين. بين اكاديميين وناشئين من الشباب الواعد. مشهد جميل وملفت للغاية نفتقده في معظم مدن فلسطين. كان هذا المشهد حاضرا بقوة بغياب مثيله بكاثر الاماكن غزارة بما نسميه المشهد الثقافي الفلسطيني. القراءة التي قدمت للكتاب ادهشتني. ادهشني النقد البناء وسبر اغوار قراءات اخرى عديدة جعلتني اشعر بفقر معرفتي بالكتب الاخرى ذات العلاقة، انا المدعية انني قارئة نهمة. وجدت نفسي اكتب اسماء كتب وكتاب لم اسمع عنهم من قبل. ملفت كيف تخص معالم المكان طريقة القراءة ومواضيع الاهتمام. هذا اجمل ما في الكتابة … ان القاريء اخر… عالم ممتد يستطيع ان يقرأ كما يحلو له… شكرا لكل من حضر وساهم في جعل تلك الامسية مميزة. ولكن لا يمكن الانهاء هنا… فالامس كان يوما حافلا بالكثير من المتعة والجمال والاحاديث التي تفوق مقدرة خيالي على نسجها واعادة حبكتها في قالب روائي. زيارة البلدة القديمة والتبضع والاستمتاع بالمفاصلة والشراء والحديث مع التجار عن مكامن تلك الاحياء والتعرج بفكاهة احيانا وبفضول احيانا لما تعنيه تفتصيل الحيةا، من حمام تاريخي لم يعد موجود، ودكان قديم يتوالى الابناء والاحفاد على ادارته، ومعمل حلقوم واخر زجاج، وحكايا الزواج وتعداده ، والابتسامة والاصرار على التواجد اليومي بالرغم من شباك المستعمرين فوق الرؤوس وفي كل زاوية في تلك الطرقات. الاصرار على الكرم الخليلي الذي بدأ باشارة الخلايلة “اشر” فكان الفطور بمطعم حمص وفول، ولكني بعد التأشير لم يكن بالامكنا مقاومتي للمنسف … فلم يفهم احدهم انني كنت كالهجين الذي وقع في سل تين… لا يمكن ان اصل الى التأشير (ق) الا للتسلية والبدء من جديد. وطبعا .. الاستماتع بمعرفة كل زاوية وشارع وزقة مررنا بها ، كانت بهذا القدر من المعرفية الاستثنائية بوجود الفاضلة اعتدال ابو حمدية التي تجول بين الامكان بخفة ومعرفة وحب للناس والمكان لا يمكن وصفه بكلمات.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading