يلومونكِ عندما تكتبين…
يلومونكِ عندما تكونين حرة..
فأنت تنكثين بعهود الدنيا المفروضة على وجودك
أنتِ هنا على هذه الدنيا من أجل أن تكوني مخروسة، منهوكة، منكوبة، مسحوقة
فإذا نطقتِ فأنتِ تعدّيتِ خطوط المساحات المتاحة لك
من ان تكوني سلعة يبيعون يشترون بها كلما سَنَح وجودكِ بالبيع والشراء
مهما تعلمتِ
مهما تربعتِ على مناصب
ومهما كونتِ من مكانة
فأنت لا شيء في عيونهم
عيون أولئك الذين قرروا انك متاعاً لهم
يُحلّون بكِ ويَحلّون عنك متى شاؤوا هم
انتِ لستِ الا سلعة وُجدتْ من أجلهم ولهم
موتُك هو نعمةلأنّ لسانكِ يجلب العار
العار الذي يملأ ضمائرهم الغافلة المؤصدة
العار الذي يملأ قلوبهم بالحقد والضغينة
انتِ قارورة يحق لهم رميها في سلة المهملات اذا فرغت
انت قارورة يحق لهم تكسيرها وقذفها وتهشيمها وسحقها
انت قارورة اذا ما رئفوا بك ولم يكن نصيبك الرمي والقذف والتهشيم
مكانك على رف بغرفة الخزين لما لا يُرمى ولا حاجة له.
أنتِ نكرة لا قيمة لك
لا وجود لكِ
لا حياة لكِ إذا ما أرادوا
انتِ خطيئة ومركز خطايا ذنوبهم
أنتِ عارهم في صدقك
انتِ عريّهم اذا ما تفوهت بحقيقة
انتِ عراءهم في ضحل عقولهم وامتلاء عقلك
انتِ عملهم الأسود الذي لا ينفكّون عن محاولة ربطه
انتِ السحر المنكوث الذي لا ينفع فيه بث سموم الدجالين
انتِ انثى لا مكان لك الا القبرإذا ما تمنيتِ رحمتهم!
سيلومونك لبقائك متمسكة متماسكة
سيلومونك لانّكِ حرة
والحرية في قاموسهم مأزومة منقوصة
الحرية في قاموسهم وجودكِ بهذه الدنيا رغماً عنهم
يتمنون لو تتحررين وتنتحرين وتخلصيهم
ولكن يخافون الفضائح فيتركوكِ لأجلك
لعل السحر والعمل والدجل يعجل في آخرتك المرجوة.
لعل باب السماء أقرب لإله يصلون لأجله علناً
ويكفرون به مع كل نفس في قلوبهم المغشي عليها بالحقد
وعقولهم المقفولة الا من التفاهات …
ستخرسين في يوم بلا شك…
لأن الخير في هذه الدنيا دنيّ
والشر غالب
والرياء والنفاق والظلم هو سمة الوجود بهذه الوجوه
حتى يأتي ذلك اليوم..
ستتكلمين وتكتبين
وتأخذين حقك من هذا الوجود
وستبقين كالرماد الذي يذر العيون
تؤلقين وتؤرقين وتزعجين وترعبين من خطر عمى محتمل…
لا يميزون منه الا عمى البصر لا البصيرة التي عمت قلوبهم منذ زمن
٢٠٢٠