كيف تزعم حركة فتح “اكتساحها” للانتخابات، بينما تشير النتائج حصول المستقلين على نسبة ٦٥٪ من الأصوات؟
انتهت المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية في الضفة الغربية بإعلان حركة فتح اكتساحها للمقاعد والاصوات في معظم مراكز الاقتراع. من سمع إطلاق النار الذي جرى في الامس ظن ان الفوز حقيقي ومستحق. للوهلة الأولى بدا الامر محبطا. فحالة الاستياء الشعبي من أداء السلطة المتمثل بحركة فتح وصلت الى حالة من الإحباط لم يعد المواطن يرى بالتذمر حتى جدوى. الحالة العامة يشبه فيها المرء الاشباح. فلم نعد نأبه ولم يعد للكلام جدوى. حالة احباط مخيمة من كل ناحية.
لا يمكن ان تنجح حركة فتح شعبيا مهما حاولت، لأنها فقدت علاقتها الحقيقية بالشعب. ولكنها ارادت الفوز بأي ثمن وبأي طريقة ومهما كلفها الامر.
بمتابعة القوائم الانتخابية التي جرت في ٥٠ هيئة محلية وعلى حسب اعلان رئيس لجنة الانتخابات المركزية عقب اعلان انتهاء الانتخابات جاء ما يلي: إن نسبة الاقتراع النهائية في المرحلة الثانية بلغت٥٣.٦٩٪ من أصحاب حق الاقتراع البالغ عددهم٧١٥،٤١٣ مبيناً أن هذه النسبة صدرت بعد انتهاء كافة المقترعين المتواجدين داخل المراكز من الإدلاء بأصواتهم.
ولفت إلى أن عدد المقترعين الإجمالي وصل إلى٣٨٤ ألف….. وتبين النتائج أن نسبة المقاعد التي حصلت عليها القوائم المستقلة بلغت٦٤.٤ ٪ من العدد الكلي للمقاعد المتنافس عليها والبالغة ٦٣٢ مقعداً، بينما حازت القوائم الحزبية على ٣٥.٦٥٪.
إذا ما حصلت جميع القوائم الحزبية مجتمعة على ٣٥.٦٥ ٪ من المقاعد، فلماذا ادعت فتح انها اكتسحت الانتخابات؟
هل هذا يعني ان ٦٥٪ من القوائم التي ترشحت بصفتها مستقلة كانت فتح متخفية؟
إذا كان الجواب نعم او لا ففتح في مصيبة. لماذا يحتاج الفصيل المسيطر على ارجاء الضفة ان ينزل الى الانتخابات بصفة غير صفته الرسمية؟ لماذا انتحلت فتح القوائم بصفة المستقلين؟
الجواب بسيط وبديهي. فتح تعرف ان الناس لن يصوتوا لها. وهذا ما جرى. كان يجب “إخفاء” الفتحاويين بالقوائم المستقلة. وكان هناك حاجة لإدخال غير الفتحاويين لقوائم فتح الرسمية ليتم اقناع المنتخبين في شتى المناطق. فالناخب يصوت في الكثير من الأحيان للشخص بصرف النظر عن قائمته خصوصا بانتخابات البلديات.
ردة فعل “فتح” لفوز او عدم فوز القوائم الأخرى اظهر حقيقة مرعبة متربصة بنا تتمثل بحدثين على سبيل العرض لا التعميم، تمثل الأول بإطلاق النار على صورة تجمع أعضاء قائمة منارة رام الله، مما طرح تساؤل: ماذا لو حصلت تلك القائمة على الأصوات الأكثر؟
والجواب ليس ببعيد، ففي طولكرم تم الاعتداء على ممتلكات أحد أعضاء قائمة “كرميون”.
عند مراجعة القوائم والنتائج نرى ان فتح دخلت الانتخابات ب ٤٢ قائمة من مجموع ٢٣٤ قائمة، وشاركت ب٤ قوائم مع الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية (سعير) ومع الجبهة الشعبية والمبادرة في (بيت جالا) ومع الجبهة الديمقراطية في (عنبتا)، ومع الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني- فدا والنضال والديمقراطية- في (عرابة). في حين انها لم تشارك بأي قائمة في (جبع- جنين) و (يعبد) و(طمون- طوباس) و (طوباس) و(نابلس) و (البيرة) و (بيرزيت) و (عطارة) و (اريحا) و(بيت لحم) و(اذنا) و(الشيوخ) و(بني نعيم) و (بيت أولا) و (ترقوميا).
فكيف ترى فتح ان ما جرى من نتائج هو اكتساح الفوز “في معظم المجالس البلدية في الضفة الغربية كما جاء على تصريحات المسؤولين المختلفين؟ حيث سارع حسين الشيخ في تغريدة للمباركة لفتح، في حين ان رام الله وهي المدينة الأساسية للسلطة والتي حصلت فيها حركة فتح على ٩ مقاعد كانت فيها نسبة الاقتراع ٣٤.٢٧٪ حيث انتخب ٧٨٦٥ من أصل ٢٢٩٤٩.
قائمة (رام الله بلدنا) “المستقلة” التي دعمت من ابن الرئيس محمود عباس ورصد توزيعها الأموال خلال التصويت حصلت على مقعدين فقط.
في البيرة حيث ادلى الرئيس محمود عباس بصوته لم تنزل فتح بأي قائمة من أصل ستة قوائم.
ربما جدير بالذكر الحديث عن البيرة، حيث “اكتسحت” قائمة البيرة تجمعنا برئاسة اسلام الطويل الذي تم اعتقاله على يد سلطات الاحتلال خلال الحملة الانتخابية.
حماس كذلك نزلت بقوائم مستقلة، وهذه حقيقة. ولا ادري كيف كان سيكون موقف حماس لو شاركت في الانتخابات بشكل مكشوف بالتوازي مع عدم سماحها سماحها باجراء انتخابات في قطاع غزة. ولكن لماذا تحتاج فتح الى النزول الى الانتخابات بقوائم لا تحمل اسم الفصيل الحاكم؟
في البيرة، كما في رام الله كانت نسبة التصويت ضئيلة حيث بلغ عدد المقترعين في البيرة ٣٠.٤٠ ٪ من ٢١٤٤٠ ناخب، حيث ادلى بصوته ٦٥١٧ ناخب فقط.
في الخليل حصلت “البناء والتحرير عن حركة فتح على ٦ مقاعد، مقابل ٨ مقاعد ل “الوفاء للخليل” “المستقلة” التي حصلت على ٨ مقاعد.
في بيت لحم لم تنزل فتح في أي قائمة وسط١١ قائمة مستقلة.
في بيت ساحور، نزلت فتح ب ٣ قوائم ضمن ٩ قوائم مختلفة وحصلت على ٦ مقاعد من ١٣ مقعد.
في اريحا، كان التنافس على ١٦ مقعد ل٥ قوائم انتخابية لم تشارك فتح في أي منها.
في بيرزيت، كان هناك ٨ قوائم متنافسة على ١٣ مقعد، لم تشارك فتح في أي منها.
في نابلس لم تشارك فتح كذلك بأي قائمة. كان التنافس بين ٦ قوائم “مستقلة” على ١٥ مقعد.
في طوباس كذلك لم تشارك فتح في الي من القوائم ال٩ التي تنافست على ١٥ مقعد.
من الملفت في هذه الانتخابات ان القدس شاركت بها. ولكن هنا لا نعرف أي قدس. هناك العديد من الأسئلة بالمحصلة:
أولا: بالنهاية يمكن اجراء الانتخابات بالقدس بلا تدخلات او اخذ اذن او موافقة من إسرائيل!
ثانيا: كيف يتم تحديد القدس؟ من خلال هذه الانتخابات فان القدس هي: العيزرية، بيت اكسا، بيت سوريك، جبع وقطنة. ما الذي علينا ان نفهمه هنا؟
كما هو واضح فإنه لا يمكن وصف نتيجة الانتخابات بفوز فتح. ولا اعرف ان كان هناك من أي داع للقول بأننا نحتاج الى عاقل في فتح ليجري المراجعة لهذا الفصيل. فلم اعد اعرف ان كان سينفع هذا في شيء. في يوم من الأيام، مثلت فتح بالفعل الوجدان الفلسطيني، ولكنها اليوم لا تمثل الا افراد بعينهم. في احسن احوالهم يختفون وراء قوائم مستقلة او يستقطبون وجوها جديدة او يشترون الأصوات بالأموال ووعود المناصب والتسهيلات.
لو كانت الأمور تتغير بالفعل باستحواذ الاعلام لانتصر صدام حسين بتصريحات الصحاف عن العلوج.
كل ما قام على باطل، فهو باطل. حركة التحرير الوطنى الفلسطينى، إختصارها الحقيقى “حتف ” ولكنهم قلبوها وعملوها فتح. وافقت على مسماها، لأنها فتح للفساد، وفتح للثروة، وفتح ببيطش، وفتح للتنسيق ألأمنى، وفتح للمناصب والسفارات. هذا غيض من فيض قامت به فتح عرفات وعباس وحسين الشيخ وماجد فرج وإشتيه وغيرهم من ألأوغاد السفلة ألذين دمروا القضية. حتى ألأقصى لم يستطيعوا حمايته، ولا يستطيع أى واحد منهم ألصلاة فيه.
انا بحكي متلك بالعادة … فتح بترجع لاصلها ( حتف) مع الاسف بدهم يكون حتف الشعب على يديهم