تخطى إلى المحتوى

اتفاقيات التطبيع تطفو الى السطح طوعاً وكرهاً

كتبت المقال ادناه في كانون الثاني من سنة ٢٠١٧. مر عليه بالفعل اكثر من خمس سنوات. كنت قد كتبت هذه الكلمات قبل سنتين مرة اخرى

فكرت حينها ان المقال سيكون كنزا للجهة الناشرة ، وكنت كذلك قد تعودت اللعب او التغاضي عما يمكن نشره او لا ، مداعبة- اثناء لعبي- التفكير بكيف تصاغ سياسات النشر في الاعلام العربي والفلسطيني. لاي دولة يتبع هذا الموقع الاعلامي ولاي جهاز مخابراتي وهكذا … استغربت حينها جدا ولكن كان ذلك مدخلا حقيقيا لفهم المحظورات بالنشر اكثر ، لنصل الى هذا اليوم الذي لم يعد هناك من السموح الا ما يتناسب مع مراكز القوة التي تدعم الاعلام ، سواء كانت امنية او مالية والاثنين واحد ويملكان نفس القوة امام ما هو محظور…

لسخرية القدر ربما ، انني اذا ما قررت نشر هذا المقال بنفس الجهة الاعلامية التي لم تنشره حينها سيتم نشره على الفور الآن ، وقد يكون سبقت صحافيا على الرغم من قدم ما بني على اساسه من مرجع حينها.

ربما اخطأ كنفاني في تساؤله عن رجال الشمس الذين لم يدقوا على الخزان… فلربما دقوا …. ودقوا كثيرا …. ولكن الخزان كان مخروماً… فلم يؤثر عليه اي دق.

بالامس، (٢٠٢٠) كان الكلام عن اتفاقية بوابة الاردن وكأنها قد خرجت للتو….يديعوت احرونوت العبرية كشفت اليوم عن استثمار الامارات في مشروع بوابة الاردن. ولكن الحق ان المشروع قائم منذ سنوات.

واليوم، ٢-٨ ٢٠٢٢

رأيت خبرا على موقع رأي اليوم بعنوان : الاردن يحسم الجدل ويكشف لأول مرة حقيقة فكرة اقامة منطقة حرة مع اسرائيل

الحقيقة ، ان نفس الاحباط الذي ساورني من قبل، اجتاحني هذه المرة من جديد. كم من مرة يمكننا كتابة نفس الكلام؟ في كل مرة يكون مصدر الخبر هوالاعلام الاسرائيلي ، وهو المرة الوحيدة التي نستطيع فيها ان نبني على خبر.

ونختار كما كل مرة ما يناسبنا من اخبار تعرضها اسرائيل ويستخدمها الضد ضد ضده. لا يهم ابدا كارثية الامر ومدى تأثيره المستقبلي ومدى امكانية تفادي الامر واللحاق بالكارثة قبل ان تلحق بنا . ما هم هو الحسابات الشخصية لكل منا . كم يؤثر هذا الخبر علي شخصيا كجهة اعلاميا. هل يؤثر على ذهابي الى الاردن ان كنت فلسطينيا، هل يؤثر على علاقتي بالاردن اذا كنت اعلاما عربيا ، وهل يؤثر على مدى مقدرتي على التواصل مع الردنيين للاخبار اذا ما كنت اعلاما غير اردني. وهكذا تتوالى سلسلة المصالح للحفاظ على مسبحة يريد كل منا حباته فيها ولا تعنيه المسبحة ان فرطت او ان سحبت خيطانها.

اصبحت العلاقة مع اسرائيل هي الامر الاعتيادي، وكأنه ما اراده اصحاب السلطات منذ زمن، اعتيادية الناس على الامر.

فكيف للمرء ان يفكر بكارثية ما يحدث. ربما لم يعد ما يحدث مع اسرائيل هو الكارثة، فالانسان بالكاد يستطيع ان يفكر بسعر ربطة الخبز والسولار. بالكاد يستطيع المرء ان يفكر بأمنه الخاص. لا يعرف ان كانت رصاصة طائشة ستصيبه او سكين غادر ستودي بحياته. انظر الى الخبر الان وافكر في وقع الخبر علي قبل سنوات. كم كان ممكنا التعامل مع الامر بطريقة اخرى حينها. اليوم اصبحت العلاقة مع اسرائيل هي العادي. ل

ما رفضناه حكومات وشعوب قبل سنوات لما عرضه ترامب يطبق حرفيا وبدون داعي لتفسير او تبرير او تحليل. لا مقاومة ولا نقاش. تملى الاوامر ويتم تنفيذها حرفيا.

فلا الشعب قادر على الكلام ولا الحكومات تستطيع النقاش. وكأن الجميع غارق في وحل هذه المسألة التي لم يعد التساؤل يفيد بها.

ولقد حسمت الاردن الجدل وانقضى الامر

زيارة لابيد للأردن كانت هي فصل المقال.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading