اجمل الامهات التي انتظرت طفلها …وعاد مستشهدا
لا…. انها ليست اجمل الامهات ، هي اكثر نساء العالم حزنا وصدمة …هي تلك المثكولة المفجوعة ،المتألمة الى الأبد.
كيف يكون للجمال مكانا مع حزن سيعلم ملامح الوجه وصدمة لن تستيقظ منها الا بصيحة في كل لحظة سترافقها الى نهاية عمرها …الذي انتهى.
ام الشهيد هي تلك … ام محمد الحطاب وام ليث الخالدي وام باسل الاعرج وام محمد ابو خضير ، وام جواد وام كل شهيد لا نرى دموعها ونفرض عليها الزغاريد ..لان ابنها صار شهيدا ..
هي ام ابراهيم النابلسي وام اسلام صبوح وام حسين جمال طه.
هي ام جواد وظافر الريماوي . ام مفيد خليل .ام محمد ايمن السعدي وام نعيم الزبيدي …
كيف لنا ان نقنع ام الشهيد ان ابنها استشهد ولن يعود . كيف لنا ان نفسر لها ان ابنها هو قربان في طريق الحرية ؟ كيف لنا ان نواسيها وشهداؤنا تغتسل بهم تربة هذه الارض التي دنسها خنوعنا نحن الشعب ، وتلك القيادة التي تبيع ترابنا المتطهر بكل هذا الدم من اجل مد نفوذ وتواجد لا معنى له .
كم حرقتنا بدموعك يا ام الشهيد ؟
فكيف ستكون حياتك بعد اليوم . اذا ما اشتعلت دموعك المذروفة نارا في عيوننا ، فكيف لقلبك المtجوع ؟
اي كلام يمكن ان يقال ؟
اي رثاء ممكن ان يكتب ليخفف لهيب دموعك المتحرقة ؟
اي تعويض سنتمناه لك ؟ اي مواساة سنقدمها ؟
ايا ام الشهيد عذرا …
فلن يكفف الكلام جرحك العظيم . ولن تري تحررا دفعته دماء ابنك عن قريب .
كم نحتاج واياك الى ايمان ، بأن هناك في الاعلى لا بد من وجود حق .
كم نحتاج واياك الى التسليم بأن الجسد فان والروح باقية وسيبقى وليدك في روحه يحوم ارجاءك يخفف عنك .
كم من تمني ؟ كم من رجاء ؟
عذرا يا ام الشهيد …
حتى الكلمات تخرج باكية غاضبة لا مواساة فيها …
عذرا يا ام الشهيد واسمحي لي ان ابكي واصرخ معك …
فبأي حق يتم اختيار ابنك ليكون هو قربان هذا الاحتلال الغاشم ؟
اين الامن والامان ؟
لماذا يحتاج اطفالنا للخروج في رحلة التحرر القاتمة هذه وهناك سلطة جاءت لتكون هي من يقوم بهذا ؟
لماذا تدفع الامهات ثمن هذا الاحتلال ، فيما تحافظ السلطة في المقابل على وجوده ؟
تبا لكم جميعا ….
فحرقة دموع هذه الام ستبقى لتذكرنا الى الابد بهوانكم ، بخنوعكم ، بجبنكم .
ايا ام الشهيد عذرا …
ستبقى صرخاتك اقوى من كلمات اغنية لم يكن صاحبها اب شهيد ولم يفهم ابدا دموعك الحارقة هذه …
ايا ام الشهيد عذرا …
دموعك وصرخاتك هي نفسها دموع كل ام فلسطينية وصرخاتها …
كل ام لا تزال تربي ابناءها على حب الوطن وحلم الحرية .
دموعك دموعنا …
صرخاتك صرخانتا ….
ثكلت قلوبنا …
بكيناك خوفا ورعبا …
لأننا كلنا نمشي في نفس الطريق …
تلك التي بها الامن معدوم ، والاحتلال يغلل فيها وجودنا يصفي بنا عرقيا بكل لحظة ولحظاته الممكنة كثيرة …
ابكي واصرخي واغضبي …فلا يوجد ما يواسي المك ووجعك ولا يوجد ما يعوض حرمانك وفقدانك…
فلقد تم ابتلاؤك …
ويبقى الايمان بعدل ما فوق هذه الارض في سماء سنلحق اليها هو الرجاء .
Reblogged this on Ned Hamson's Second Line View of the News.