حلب….تفرقنا وتجمعنا …
لا يسع المتابع لما يجري في سورية بساحة حلب تحديدا ،الا وان يتوقف امام الانقسام في صفوف المتابعين المحررين المنددين الداعمين والساخطين سواد مع هذا الفريق او ذاك.
دماء السوريون ليست اكثر من “مطريات” لاجواء القتال للمتفرجين من كل صوب ودرب.
اتابع التعليقات العجيبة من مواقف داعمة وشاجبة لما يجري ، اعتمادا على وجهتنا في الدعم او الشجب ، ولا استطيع الا ان اعيد لنفسي مواقف مشابهة اراها عندما يبعب ريال مدريد وبرشلونة. ولا اعرف بهذه اللحظة لمن اسيء في هذا التشبيه ، للمباريات وابطالنا من كلا الفريقين ، ام للمشهد السوري. الفرق في المشهدين ان الكرة هي من يتم استخدامه لتسديد الاهداف ومن ثم هتافنا مشجعين او غاضبين في المباريات الكروية. ام المباراة اللا انسانية هذه في حالة سورية وحلب بهذه اللحظات تحديدا، هو استخدامنا للبشر بدلا للكرة في تسديد اهداف كل من الفريقين .
لا افهم كيف نقف امام هكذا مأساة مليئة بالاجرام بحق شعب يتشرد ويقتل ويسفك دمه ولا نزال ننادي من اجل حق ما لا نعيه ولا نفهمه امام حقيقة واضحة.
لم اكن ابدا لادافع عن نظام بشار الاسد ، الذي حصد نتائج دكتاتوريته ولا يزال ، ولكن لا افهم كيف يمكن لعاقل ان يشاهد ما تقوم به قوى ما يسمى بمعارضة ، حتى ولو احترمت اصل المعارضة ، الا انني لا افهم كيف يمكن لعاقل ان يقبل بأن تكون معارضته داعش والنصرة واخوانهم من الجماعات الارهابية المرتزقة. باللحظة التي قبلت المعارضة التحالف مع الشيطان والمرتزقة من الجيوش انتهت مصداقيتها وشرعيتها ووجودها . محاربج دكتاتورية الاسد لم تكن لتكون بالتحالف مع وحوش يعيثون في كل ما كان حضارة ورمزا للانسانية في بنائها فسادا وقتلا وتخريبا.
لن يبرر الاسد وجيشه اي فعل اجرامي يقوم به بحق ابناء شعبه . ولكن لا يمكن الاصطفاف مع هؤلاء الذي لا يمكن وصفهم بأقل من الوحوش. ما قامت به داعش واخوانها في السنوات الاخيرة ذنوب وجرائم بحق الانسانية لا تغتفر . ولا يمكن تبريرها لانسان .
لم يعد يخف على احد بأت داعش تم ويتم دعمها من امريكا والسعودية وقطر . لم تعد هذه التحالفات خفية ولا حتى ينكرها الحلفاء فيها . لم يعد خفيا علاقة اسرائيل بالامر . مساندتها للنصرة وفتح مستشفياتها واستباحة احواء سورية علنا . ونحن كمتفرجين لا يؤرقنا الا الدم المسال هذا والدمار العظيم ذاك الذي يسببه اي طرف من اعدائنا او خصومنا في الصراع السوري.
مهما تحفظنا على الاسد ونظامه يبقى افضل ملايين المرات فيما يفعله مقابل ما رأيناه من وحشية ودمار من هؤلاء المجرومون المرتزقة.
ومرة اخرى ، لا يجب التبرير للاسد بتجاوزاته ، ولكن لا بد من الوقوف والتساؤل ايضا . ما الذي عساه ان يفعله وقد تكالب عليه القريب والغريب وصارت سورية مسرحا لكل مجرم ومرتزق يعيث فيها خرابا.
قد نتحفظ على النظام البوليسي الدكتاتوري الذي اقامه الاسد الاب ولم ينهه الاسد الابن ، ولكننا لم نشهد ابدا ما شهدناه من دمار وتشرد وقتل وذبح على ايدي اولئك الدواعش واخوانهم.
لقد حولوا ما كان من هوامش تحضر وانسانية وثقافة وحريات الى مآسي حية من التخلف والعودة الى ما وراء القبلية والوحشية. آعادونا اولئك الى ما وراء العصور الحضرية في افعالهم . كيف يعقل لعاقل ان يتفهم وجودهم ويشجع امتدادهم.
لا افهم كيف يبكي المعادون للاسد بهذه اللحظات اعادة حلب الى اهلها واخراج الدواعشو شركاهم من نصرة وجيوش مرتزقة منها ؟ اليسوا هؤلاء المنادون لتخلص لسويون من بطش الاسد؟ كيف ترضى انسانيتهم ان يتم التنكيل بالانسان السوري ويدمر بهذا الكم من الدمار ولا يتحرك له جفن ولا تتزعزع انسانيته ؟
ولن اقول وارفض ان اوافق على ان للاسد الحق في الرد او الانتقام او ما شابه . فالاسد ليس الا رئيسا لدولة واجبه حمايتها على الرغم من دكتاتوريته . ولكن ليس الان وقت المحاسبة . مهما بطش وظلم الاسد ونظامه ، فلم يفسد ولم يخرب ولم يقتل بقدر او حتى بتشبيه لما رأيناه من هؤلاء .
ما يجري من اصطفاف رعن وجاهل ومخزي مع النصرة التي تتفاخر بالتحالف مع اسرائيل وداعش وغيرهم من هؤلاء المرتزقة هو السبب المباشر لتكاثر هؤلاء مثل المرض المعدي في ارجائنا .
ماذا يقول الان المعارضون للنظام وهاهي تدمر يعاد تدميرها وتدنيسها وترعيب اهلها او ما تبقى منهم على يد الدواعش؟
هل يستطيع اي معارض للاسد ان يتحمل يوم او حتى لحظة تفكير بأن تكون داعش واعوانها هي من يحتكم الى امره ؟
اختم هنا ، ولا زلت اشعر بالحزن على كل هذا الدمار والخسائر الانسانية التي لا تزال تلحق بالسوريين ،بينما نحن بلا خجل، نخجل لتنظيف بعض الاماكن من دنس داعش والنصرة واشكالهم . وهذا لا يعني ان على الاسد ان يحاسب على كل ما اقترفه وما يقترفه بحق شعبه . ولكن هذا شأن سوري ينتهي اليه السوريون بعد ان تنظف سورية من كل هذه الافات والدمار الذي الحق بها .
لا نزال نعيش من كل بلد عربي الى الاخر المثل القائل “ اكلت يوم قتل الثور الابيض” ولا نزال لا نتعظ .
نفس الدمار الذي حل بالعراق ولم نكترث ، وهذا الذي يحصل باليمن ولا من متفوه ولا من انساني يندد .
وحلب …تسترجع لاهلها …. ولا نزال ننقسم على انفسنا ….
نحن شعوب لا تستحق الا الدكتاتوريات . لاننا لا نعرف الا ان نساق. ومن اجل هذا .. يبقى الاسد سيدا وافضل ملايين المرات من ان تتم القوادة هذه من دواعش ومخلفاتها.
Normal
0
false
false
false
EN-US
JA
X-NONE
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:12.0pt;
font-family:Cambria;
mso-ascii-font-family:Cambria;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-hansi-font-family:Cambria;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;}