Skip to content

سورية ستنتصر ..وجهلنا بدأ ينكشف

سورية ستنتصر وجهلنا بدأ ينكشف

ها نحن نقترب من وداع عام اخر ، ولا يمكن ان نجزم ان كان حالنا افضل او اسوأ . فدخلنا منذ زمن تعريف

للاسوأ وتدريجه ضمن ما يمكن قياسه بالافضل مقارنة بالسوء القاتم الحالك الذي نحياه .

مأساة تجرنا اليها مأساة اخرى . المتغير الوحيد هو كم الجهل العربي على الرغم من زيادة العبر التي يجب استقصائها لنتعلم .

عندنا نحن معشرالعرب ، لا نأخذ من عبر التاريخ الا ما يفتيه لنا مرشد او مفتي او شيخ بعمامة . ولانصبو الا لمستقبل يقنعونا به هؤلاء .

من فلسطين المنكوبة ، بين احتلال لن ينتهي مع نهاية العام والاكيد لن نطمح بانهائه بعد عقد من الان ، ولربما نتمنى ان ينتهي بعد قرن ما . كل ما يتركه لنا التاريخ القريب لعقد قادم او قرن هو انقسام بانقسام في داخل البنية الفلسطينية المتهالكة . مما لا شك فيه انه سيأتي يوم يكتب به التاريخ كيف تحولت فلسطين واهلها من شعب المقاومة الجبارة الى شعب السلطات المنقسمة المهترئة التي بعجب ما ، انهت القضية الفلسطينية بدلا من ان تنهي الاحتلال الاسرائيلي .

واذا عكفنا النظر شمالا او في اي اتجاه ، نرى سورية والعراق واليمن بسيول الدم ، والناس لا تزال تهتف لوما او تصفيقا ضد الشيعة او السنة. والكل يترك بلا ادنى تفكير حقيقة ما يجري من مؤامرات على كل ما تبقى من عروبة تحت مربع محتكم الى السعودية وقطر واسرائيل وامريكا .

مهما التفتنا لمصائي الشرق سنرى ان هذا المربع وراءه جماعة او جزءا ، بالعلن او الخفاء تبدو تربصاتهم لا يأبون في كشف او التكتم عن تحالفاتهم في تدمير الشعوب تحب مسميات اهل السنة واعداءهم الشيعة.

كيف تمكن اعلام الجزيرة من السيطرة على عقول البشر المستعربين المستقومين (قومية) المستيسرين(اليسار) ، المستنورين (تنوير) ، المستقدمين (تقدمي) ، والمستشيعين (شيوعي )، والتحريريين (حزب التحرير) ، والمتحمسين (حماس) ،والاخوانيين (الاخوان) والبينك كودز والبيرز (جماعات المثليين بتنوعهم)، والداعشيين والنصراويين (النصرة) والزنكيين ووووووو طبعا بالشراكة مع السي ان ان والبي بي سي والقناة الثانية او العاشرة (لا يهم ) الاسرائيلية ،ومجموعات ام بي سي التي يلتف كل اولئك منا حولها ما بين نشراتها الاخبارية المسمومة لمشاهدة كل ما طاب من مسابقات ، ندفع فيها اموالا نتجنب دفعها لقضايا انسانية محقة . كل اولئك يرتعبون خوفا من المد الشيعي المرتقب وخططه الشيطانية ،والمد الروسي الامبريالي دفين النوايا . فاولئك مرتعبون من الشيعة التي ستمزقهم كما يمزقون الشيعة اجسادهم في اعيادهم الخاصة ، وسيقوموا ببتر اعضاء المثليين كما تقوم ايران بذلك وتحويلهم الى خصيان ، وهناك من اكتشف ان حلب بعد اربع سنوات من الانتهاك والدمار محاصرة وتباد من قبل النظام . وحلب تحترق وحلب تباد ويستمر البازار في سباق الاعلام على حلب…

تدمر بيعت اثارها ، وقتل اهلها وشردوا وشهدنا على شاشات التلفزة عمليات قتل همجية من صلب ووأد وحرق وتفجيرات بحق اناس . حلب ،سرقت مأذنة جامعها الاموي وبيعت الى تركيا ، كما بيعت المصانع بعد سرقتها والبيوت دمرت بعد نهبها والمستشفيات تحولت الى ثكنات ارهابية ، وتحولت حضارة الكنعانيين الى استحضار ادمي باشكال مريبة همجية متخلفة . ودمشق دمرت وكل الفلسطينيين بالمخيمات حملوا الى هجرة اخرى والشعب رمي بنفسه بالبحر في دوامات الموت ولم نفهم ولم نرتق بانسانيتنا الى اكثر من اعجاب او مشاركة في احسن احوال جرأتنا .

واليمن السعيد ، الذي تحول الى مقابر جماعية لاهله بالغارات العربية السعودية وحلفائها بدعم دائم امريكي . ولم نرتق الى حتى ابداء رأي حق. الكلام عن السعودية اقرب الى الكلام عن الله . من يمسها بكلمة فيا ويله من سخط السلطان وكل الارباب في الدول المختلفة . فهي وقطر منهما ذرف حنفيات الاموال للمنتفعين من البلاد بأرجائها . الولاءات مدفوعة ومحسوبة ومحسومة.

اسرائيل تقتل في كل يوم او ما يليه انسانا فلسطينيا . تشرد العوائل .تهدم البيوت . تنكل بالسكان . تقمع بكل ما يمس الانسانية من وجود . نهج لم يتوقف منذ اليوم الاول للاحتلال ولم نرق للموقف حتى اللحظة. كل اولئك منا المذكورين اعلاه ، لم يتحركوا عند حاجز قريب ، لو يرفعوا لافتة تدعو لاسقاط الاحتلال ، ولم تترفع نفوسهم “الوطنية” عن مقاطعة حتى بضائع الاحتلال. يسكنون في المستعمرات ويدعون للاستقلال. تختلط كلماتهم العربية بالعربية وينادون للحرية . ينتظرون بالساعات والايام امام مكاتب الحكومة الاسرائيلية من اجل استحقاق ما . يتدفقون من اجل الحصول على جنسية اسرائيلية بالسر والعلن ، يشتغلون في مكاتبهم ووزاراتهم . وينددون بالظلم الواقع على الاهل في الضفة المقابلة . واولئك المختبؤن وراء الدعم الاجنبي والعربي (السعودي القطري) ينددون ويرفعون شعارات تطلب منهم بالحرف. ولا اعلام حر ، ولا رأي مستنير ، ولا مكان للاختلاف.

اعترف وبصوت عالي ، ان المظاهرات التي خرجت على ساحات باب العامود والمنارة وحيفا جعلتني اشعر بالقرف من شعب لا يفهم الا لغة الخراف . ولا يولي وجهته الا لمصلحته الخاصة ، ويعلن شعوره الانساني في مكان مريح تمليه عليه امريكا والسعودية وقطر واسرائيل ، بوعي وبلا وعي … فالنتيجة سواء ….شعوب رعاع.

اتمنى ان تنتصر حلب فعلا … وان تنتصر سورية قريبا … لقد تكشف رياء العالم ولم نعد نحتاج للمزيد من النفاق والرياء المعجونين بجهل من يظنون ان التعليم ثقافة . نحن شعوب بحاجة الى اعادة تأهيل …لأن الابادة موجودة فعلا في نفوسنا منذ زمن طويل.

Leave a Reply

Discover more from Nadia Harhash

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading