تخطى إلى المحتوى

الجنس : الكلمة الممنوعة المرغوبة

الجنس : الكلمة الممنوعة المرغوبة
لا يزال استعمال كلمة “جنس” كاستعمال كلمة سحرية في سجل مفاتيح البحث الاستهلاكي للمزيد من القراء والمشاهدة.
الجنس ذلك الممنوع المرغوب ، الممارس في السر والخفاء .في العلن والمجاهرة .تحت الاطر الشرعية والغير شرعية. بما نسميه حلال وما نطلق عليه حرام . يستمر الحديث بشأنه مع شهقة تغلق فيها الشفاه ، ويتهم المتحدث بالجرأة الفظة والمجاهر به بالبغاء ، ولا يزال الغرب والشرق متفقان بالرغم من اختلافهم الجم على كل شيء ، الا المباغتة بالتسمية والتسابق السري والعلني في تمحور مبطن نحو الجنس رغم محوريته والاختباء وراء مسميات يشرعن كل فيها ممارسته عند وقعه تحت بنود الحلال والحرام . الا ان الكل في سباق لممارسته ومشاهدته والبحث عنه . سواء كان ذلك من خلال سلسلة رواياية خمسون ظل للسكني والفيلم الذي يتسابق العالم على مشاهدته بالرغم على الاتفاق على نقده بشده او استراق النظر لحلاوة روح وما تصدره هيفاء وهبي من مفاتن في فيلم تسابق النقاد على شجبه . والكل بلا اتسثناء يبحث بلهفة ليشاهد ولو مشهد.
فما المشكلة بالحديث عن الجنس بصراحة وكما هو ؟ ام تكمن لذته بخفائه واستراقه ؟
فبنهاية المطاف نحن مخلوقات نتجت بفعل الجنس . وما يترتب عنه من مشاعر يبقى انساني بجدارة . سواء كانت مشاعر حب ام رغبة او حاجة او لذة . وكلها تنصب في انسانيتنا التي اضعنا احترامنا لانفسنا من خلال الاختباء وراء صومعات وحفرنا تحت ارجلنا خنادق لنتسلل اليها في الخفاء .
ولربما فحش الفعل يكمن في فحش الانسان فينا . فلقد دنسنا منذ بداية الخلق ولا نزال هذه الانسانية . خلطنا الحابل بالنابل . فلم نعد نعي من مشاعرنا الا ما يثير الرغبة فينا . ومقتنا انفسنا في التوق الى ما ليس لنا . فاصبحت اللذة غايتنا ، في حين كان الخلق والخليقة مبتغانا . صرنا على الدنيا اخطاء وآثام وفواحش. باغطية شرعية قانونية او ببغاء وخطيئة . أصبحنا نتاجا لخطيئة كانت اللذة فيها جزءا من الوجود نفسه . بدون الحاجة للاختباء وراء تشريع عرفي او عشقي. اصبحنا ندور حول انفسنا سعيا وراء فعل في الخفاء او العلن . في السر او المجاهرة . بالحلال او الحرام … لا يهم … المهم ما نغطي به انفسنا لنتنكر لهذا الفعل امام الاخرون مهما كانوا …
وهكذا اصبح ما كان عليه الجنس منذ بدء وجودنا …. الرداء القبيح الذي نخلعه بالجهر ونرتديه كلما سنحت الفرصة بالسر ..نتجمل به او نتقابح.. لا يهم .. المهم وجوده فينا سرا وعلنا .مجاهرة او خفاء… بفيلم اباحي او كليب .كتاب او مجلة…نشتم ونشجب وندير ظهورنا لنختلس النظر اليه بالخفاء …لنرتدي بعدها رداء الفضيلة بعيدا عن تلك الكلمة والعياذ بالله .

1 أفكار بشأن “الجنس : الكلمة الممنوعة المرغوبة”

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading