تخطى إلى المحتوى

في قلب الذكريات … جرح لا تداويه الايام

كان اكتوبر ، رمضان قبل عشر سنوات ..
كم من المرعب حتى الاقتراب من تلك الايام
اشعر بيداي ترتجفان .. عيناي انغمرت بالدموع باقل من لحظه .
عشره اعوام على انعطاف غير كل ما بحياتي .
تلك الضربه لا تزال توخز صدري ، تثقله ، ترعبه توجعه احيانا
برغم من الالم الجسدي الذي افقدني الاحساس وكأنني دخلت في غيبوبه
وكل ما اذكره من ذلك الموقف هو اثار ما جرى ، الندبه التي بقيت على فخذي لسنوات عديده ، الجهه اليسرى من قفصي الصدري التي بقيت حتى وقت ليس ببعيد تشكل ما كان لسنوات يشبه التشوه . جهه منتفخه لهيكل يبدو من الخارج متناسبا ليكشف امره بمجرد لمسه .
لماذا افكر بهذا الان ،
الاثر الذي ترك بي اكبر واعمق بكثير من الالم الذي انتهي والندبات التي شفيت .
ذلك الرعب بداخلي من انقلاب الحياه راسا على عقب
كانت حياتي تسير في خط مستقيم بداخل لوحه كنت قد رسمت ووضعت الخطوط لادق تفاصيلها .. لم اكترث لكل ما كان يجري وكنت مستمره برسم لوحتي وامشي بخطى ثابتة مخططة ومهندسة .. في تلك اللحظه ، كل عالمي انهار امامي . وكأن انفجار كوني حصل بداخلي
. هو انفجار حقيقي … لا زلت ارى وميضه واشعره بداخلي حتى هذه اللحظه .
اهو خوفي من نفسي ام من من امامي من يرعبني لا زلت لا اعرف.
في تلك اللحظه فجعت بانهيار ما كنت ابنيه بيدي . شعرت بنفسي وانا امشي من تلك الحياه . الشهرين الذي تبعهما قبل تركي البيت لم يكونا سوى فتره احتجت فيها ان الملم شدة المي والوقوف لمواجهه قراري .
لماذا قررت اخذ ذلك الانعطاف الحاد ؟
لم تكن المره الوحيده التي ضربت فيها . لم تكن المره الوحيده التي بعثرت فيها كرامتي بالارض .
لم تكن المره الوحيده التي كانت تقع فيها تلك العلاقه وكنت اهب للركوع ململمه اشلاءها للوقوف من جديد.
لم اجرؤ على الانعطاف في مواقف كانت اكثر ظلما وصدمه لا اعرف كيف استمريت فيها اصلا .
لماذا لم استطع التحمل اكثر ؟
هل كنت هشه لتلك الدرجه ؟
فلقد رأيت فيما بين هذه العشر سنوات اصعب وابشع مما رأيت وعانيت فيما قبلها .
من رجال اسوأ واقبح ممن كان رجلا واحدا يقبح حياتي.
رأيت الخيانه والرياء والضغينه والخبث والكذب والخديعه من الابواب الخلفيه لمعظم المنازل ،
لم استطع تحمل تلك الضربه … هذا كان كل شيء
وكآن الضربه فعلا دخلت الى قلبي وعملت بداخله ارتجاجا ..
لم يكن خيالا فلقد كانت ضربه مباشره في القلب . وقع حذائه ما بين ضربه صدري وفخدي وما تركه من ندبات كان اكبر دليلا .
وكأن بقاؤها لسنوات كان لكي تظل ذاكرتي مفعمه بتلك الواقعه .
هناك رهبه بداخلي كفيله بان تهدم كل ما بي بلحظه وكآني موجوده ككيان على فوهه بركان متفجر في اي لحظه .
لا اعرف ان كان ما يجول بي هوسا او رعبا او عقدا
فخوفي من فقدان ما اشعر به من شعور او شخوص يشبه الزيت والنار
شيء ما افجره قبل ان يفجرني مع علمي باني اتفجر معه … ولكن كالعمليات الانتحاريه ، ابادر بقصف نفسي قبل ان يتم القصف بي …
عشر سنوات ولم اقترب الى حتى السكينه ، السلم فيما بيني وبيني.
لا البث اشعر بالامن والامان حتى افجر بنفسي اي احتمال لتسريب حتى ولو كان تهيؤا
بداخلي انسانه مرتعبه من مجهول لا تزال لا تفهمه
من مجهول قاتم بخيانه البشر
كم اتمنى التسليم والاستسلام ولكن عبث
فالانسان دائما اقوى واعبث
اهي اختياراتي لمن ينتهي دائما بالعبث بي ؟
ام هو قدري ؟
ام هذه هي بكل بساطه طبيعه الانسان ، وعلي الاستسلام لها ؟
الواقع اخر ، وذلك الحلم الذي صنعته لنفسي من اجل الهروب لا يمكن ان يكون واقعا .
كان حلما من نسج خيالي في زحمه ضراوه الالم
علي التسليم بان الواقع اخر وانا جزء منه ….
ان الانسان انسان فقط
والتوقعات منه يجب الا تتعدى انسانيته
وانسانيه الناس تختلف عما حملته لنفسي من انسانيه على مدى عمر…

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading