تخطى إلى المحتوى

فوضناك؟؟؟؟؟؟ من فوض من؟

فوضناك؟؟؟ من فوض من؟

 

 

لا أخفي سرا إذا ما قلت، إنني أحاول أن أمتنع عن كتابة ما يبدو مثيرا للرأي العام، ليس على سبيل عدم حبي للظهور، ولكن ، لأني جزء من هذاالرأي العام الذي سئم من الديباجة نفسها في الإثارة التي اصبحت وبكل بساطة مثل الألعاب النارية منتهية الصلاحية. لا يصلنا منها إلا رائحتها النتنة.

وقصصنا هكذا منذ عام أو عشرة أعوام أو ربما أكثر …. إنتخابات لا تأتي، لن تأتي. إنتخابات إسرائيلية ودولية تعود. دول تفك عقدها وتذهب إلى الإنتخابات ، ودول تتجدد فيها الدكتاتوريات بالإنتخابات، ودول ينتخب فيها من هم على النقيض من المنطق والعقل، ودولة ليست بدولة ، دولتان في دولة واحدة تحت احتلال ، لا ينجح أطرافها بالذهاب إلى إنتخابات … وعليه … يرتقي أولي الامر فيها إلى ” فوضناك” !

هل هناك مهزلة أكبر من هذه؟

خلال سنوات كثيرة، نسمع عن إنتخابات مرتقبة، ورئيس لا يريد ولا يرغب بإعادة إنتخابه ( طبعا اذا ما حصلت إنتخابات)، ومناصب وزارية ورئاسة وزراء مؤقتة، تكنوقراطية، تسير الأعمال لستة أشهر (مش مهم أن الستة أشهر عم بصيروا ٦ سنوات)، ويتم تبادل هذا المنصب المحتمل لرئيس قادم مرتقب، بين إيحاءات داخلية وخارجية. يحلم الحالمون، ويترقب المنتهزون، ويسعى الطامحون لرئاسة لسلطة لا يوجد بها من السيادة إلا الألقاب. حتى الإنتخابات أصبحت رجاء، وسط لجنة إنتخابات مستعدة دائما للحظة قادمة لن تأتي.

كيف تأتي، ولقد وصلنا إلى درس الديمقراطيات الحديثة في ثورات العرب تحت شعار “فوضناك”.

لا نحن لسنا في مصر، ولسنا في سوريا (لايهم بأي جهة من النزاع نقف) ، ولسنا بالاردن ، ولا يحكمنا ولاة امر الخليج المفوضون من قبل …….

أفهم أننا نحاول أن نرسم لنفسنا صورة مطابقة لحكم ما قد يجعلنا نبدو طبيعيين. ولكن، وبكل جدية … على ماذا “فوضناك” ؟

نسمع عن احتضار الرئيس المرتقب، وعن خليفته المحتمل أكثر من سماعنا عن المستعمرات الممتدة إلى داخل القرى في مناطق السيادة الفلسطينية المزعومة.

عن أي تفويض ولأي حكم نتجه، وأبسط ما يمكن القيام به هو مصالحة لن تأتي. حتى المصالحة صارت أصعب بالوصول إليها من الجلوس إلى طاولة مفاوضات نتوسل فيها إلى الإحتلال.

شعب كامل في غزة يتم قنصه ،كما تقنص الحجول في أيام الصيد من قبل الجنود الإسرائيليين. عنجهية مطلقة، ظلم محكم على شعب أعزل، وتمشي في شوارع الضفة وتقرأ شعارات تتصدر المباني والمحلات: بايعناك وفوضناك!

على ماذا نبايع؟

على استمرار الفرقة بين شعب وشعب ؟

على قطع رواتب أسر الأسرى والشهداء ؟

على عدم دفع رواتب موظفي غزة ؟

على السماح لقوات الاحتلال أن تجوب في شوارع المدن الفلسطينية ، تعتقل، وتقتل ، وتهدم بيوت ؟

على تهويد القدس التي توجه إعلان ترامب ؟

على ماذا نفوض؟

الاستمرار في مفاوضات لم يعد يرغب الطرف الإسرائيلي الخوض فيها ؟

على ماذا نعاهد؟

على غض النظر عن قمع الحريات ؟

على إحالة الموظفين قصرا إلى التقاعد؟

على استمرار تردي التعليم والصحة والمرافق العامة ؟

أم نفوض وننبايع ونعاهد على المضي قدما من أجل عقد مؤتمر وطني نجدد فيه الولاء للرئيس الوحيد والأوحد؟

والله كنت سأبايع ، وأفوض، وأعاهد أن أسلم أمري للرئيس لو كان هناك سيادة غير تلك التي تدعى بالمسميات. لو كان الرئيس في صحة تسمح له بالإستمرار قدما ومحاولة التغيير والتقدم نحو حل مرتقب ما . لو كان هناك مصالحة حقيقية نشعر فيها كشعب أننا على الأقل آمنين أمام أنفسنا كأبناء وطن واحد. لو كان هناك موقف واحد نشعر فيه أن الرئيس ينتمي إلينا . يؤرقه مآل هذا الوطن الذي لم تعد الأرض عنوانه الا بشعارات لم نعد حتى قادرين على ترديدها.

يريدون عقد مؤتمر وطني آخر …. لشراء الولاءات ومنح المراكز وملء الأفواه التي لم تتذوق بعد طعم الفساد كما يجب؟

من أجل ماذا يعقد مؤتمر ، ويتم إقصاء أشخاص و حث أشخاص؟

تريدون تجديد أي مبايعة أو أي عهد؟

أي تفويض بقي معنا حتى نتقدم فيه خطوة الى الأمام أمام أنفسنا ؟

الأطفال العزل يقتلون على مرأى العين ولا يوجد حتى تصريح يرقى لنقطة من دم شهيد.

غزة تموت باليوم آلاف المرات ، بين قمع وظلم واستبداد وحصار وقتل وفقر وجوع.

القدس صارت اورشليم وشعارات السفارة الجديدة لأمريكا باتت جاهزة للعرض الإستفزازي .

يريدون تفويضا من أجل إبقاء الحال على ما هو عليه ، حتى تأتي ساعة الغفلة التي ستكون يد الله فيها أكبر ، فلا يدخل مزاحم لنهش ما تبقى من جسد القضية الراحل؟

كفاكم استهزاء وعبثا في عقولنا وقلوبنا وكياننا …

تعلموا من دروس ما يجري في المنطقة . دروس الطغاة ودروس من ينتظروا الحلول من الغرب للتحرر.

سقط الكلام …..

ولم نفوض ولن نفوض.

لم نعاهد ولن نعاهد.

لم نبايع ولن نبايع.

ولن تأتي الشرعية بمؤتمر ولا بقرار…

الشعب غاضب وحائر ومحتقن ولقد تعب من الظلم والتبعية والقمع تحت احتلال وفوقه.

 

1 أفكار بشأن “فوضناك؟؟؟؟؟؟ من فوض من؟”

  1. لما هربنا من صفد شهر اذار ١٩٤٨ كان عمري ١١ سنه ٠ كان الصفديون يحملون ما زهد
    ثمنه ويهرولون في ممرات وعره وموحله وجغرافية صفد كما اذكرها لى شكل ( N )
    ونحن الان نهرول في وحل السفح الثالث من حرف
    (N ) وعلى بعد ٢٠٠ متر في اعالي المنحدر كنت ، وما زلت ، اشاهد شوية بنايات
    واناس فوق الاسطحه يتفرجون على قطيعنا منحدرون باسرع ما ملكنا لا علم لنا الى
    اين ؟؟
    وبعدين علمونا بالمدرسه ان سبب هروبنا من صفد لأن السبع جيوش العربيه بدهل
    تدخل يوم ١٥ ايار ( يعني ٢٠ يوم ) وتذبح اليهود ومن غرام الجيوش العربيه
    بالانسانيه ما هان عليهم ان يشاهد عرب صفد المجزره ٠
    الخلاصه : منذ ٧٠ عاما وانا اسأل لماذا ٢٠٠٠ يهودي ويهوديه ما خافوا على
    سلامتهم ونجوا بارواحهم وهن ، واشاوس ال ١٠٠٠٠ صفدي هربوا حتى من مجرد
    مشاهدة ذبح الاعداء ؟؟؟
    وبعدين : صرت لاجئ الى اخلص الدول العربيه وانقاها؛ سوريا، وبعد ١٨ شهر من
    المحاولات والوساطات والانقلابات ورضى الوالدين تكرم العرب على العربي ان يعبر
    ؛ بمعنى يسافر ، من دمشق الى بيروت مسافة ١٠٠ كم بالاجنبي وسنه ضؤيه بالعربي
    للعرب ٠
    اظن ان ما اود قوله
    People vote with their feet, as Syrian doing .

    2018-04-25 9:13 GMT-07:00 nadiaharhash :

    > nadiaharhash posted: “فوضناك؟؟؟ من فوض من؟ لا أخفي سرا إذا ما قلت،
    > إنني أحاول أن أمتنع عن كتابة ما يبدو مثيرا للرأي العام، ليس على سبيل عدم
    > حبي للظهور، ولكن ، لأني جزء من هذاالرأي العام الذي سئم من الديباجة نفسها في
    > الإثارة التي اصبحت وبكل بساطة مثل الألعاب ال”
    >

اترك رداً على Sydney Hإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading