تخطى إلى المحتوى

هل من مشروع وطني؟

هل من مشروع وطني؟

 

استوقفني منشور للأستاذ هاني المصري يسأل فيه: “ما هو المشروع الوطني برأيكم؟ ” وطرح أسئلة حول ” إذا ما كان المشروع الوطني يتجسد بالعودة والتحرير الكامل على أنقاض المشروع الصهيوني الاستعماري ام دولة واحدة على كل فلسطين بأي شكل من أشكالها على أساس هزيمة المشروع الصهيوني ام بدون ذلك، ام دولة فلسطينية على حدود ٦٧، ام ماذا؟” وطرح سؤالا اخر عن “كيفية تحقيق هذا: بالمقاومة بكل اشكالها، ام بالمقاومة الشعبية والمقاطعة، ام بالمفاوضات واشكال العمل السلمية ام بماذا؟”

الحقيقة أني توقفت امام المنشور وسألت نفسي، اين يعيش هاني المصري؟

لم يكن سؤالي من باب السخرية ولا التهكم. فقد يكون الدور الذي يقوم به هاني المصري و”مسارات” من اهم الأدوار المتبقية بالتفكير الاستراتيجي في هذا الوطن المتهالك. لم أستطع فصل المنشور بأسئلته عن واقع ما يجري فوق ذلك المنشور وتحته من منشورات تطغى على الفيسبوك في اليومين الأخيرين. بين وزير ثقافة تم “ذبحه” إعلاميا واجتماعيا لأنه لا يعترض على ان تكون يافا التي ترجع اصوله اليها إسرائيلية، إذا ما كان هناك حل لدولتين، وبين وزير سابق يعمل في لجنة التواصل مع “الآخر” المشكلة من قبل رئيس السلطة الفلسطينية، صرح بأن التنسيق الأمني يخدم إسرائيل، وبين هجوم مستعر لم يعد مفهوم أصله بسبب كتيب، ذكرنا بلا أدنى شك بالأنظمة القمعية بدول الجوار التي مجدت دور الرئيس وجعلته دائما يتوسط الله والوطن.

نحن نعيش نتيجة أوسلو، فلماذا يكون كلام الوزيرين مثيرا للاستياء؟ أليس حل الدولتين مبني على حدود ( بدأت حتى الزوال من احلامنا) تقر بيافا وصفد كحق للدولة الأخرى؟ كيف نستاء ولقد صارت القدس اكثر تهويدا من يافا والنكبة مستمرة على أهلها بين ترحيل وتهجيج، وبين تطويع وتدجين؟

ما هو المشروع الوطني سألت نفسي؟

ما هو المشروع الوطني في ظل المعطيات المعاشة الحالية، عندما يكون عمل رئيس المفاوضات الفلسطينية هو الترويج لكتيب قامت به طالبات مدرسة ما بمدينة ما، حمل اسم “قدوتنا رئيسنا”. وكيف يكون المشروع الوطني عندما يقوم القيادي البارز الاخر وحامل ملف المصالحة مع الحزب الاخر في الوطن المتقطع الاوصال بالتدليل على الكتيب ونقل “غبطة” الرئيس لهكذا نوع من التوعية المجتمعية المطلوبة؟ وكيف لنا ان نصدق كيف حمل ملف مصالحة على مدار سنوات، في وقت نقل فيه احداث “كتيب” وعلى العلن بما “انكره” الرئيس فيما بعد؟

كيف يكون المشروع الوطني، بينما نصطف هجوما ودفاعا، لا من اجل الموضوع وهوله، بل من اجل شخص نريده او نود التخلص منه، نحبه او نكرهه، نشيد بأدائه او نغار منه ونحسده؟

كيف يكون المشروع الوطني وصار الوطن في أفضل احواله بحجم الرئيس، وفي حاله العادي بحجم وزير او غفير؟

كيف يكون المشروع الوطني والمعارضة فيه لا تشكل الا وجها اخر للعداوة والبغض لا الاختلاف من اجل البناء.

كيف يكون المشروع الوطني ونحن نعيش على اخبار تهالك السلطة بين انتظار لصفقة قرن لا يعرف أحد ما هية تفاصيلها، وفساد صاحب سلطة وسقطة وزير وفضيحة رجل اعمال وملحمة تبيع لحوم حمير ومطعم تلعب الجرذان في أجبانه مباراة كرة قدم؟

كيف يكون المشروع الوطني والمقاومة صارت تلام على الضحايا، والخنوع صار بديلا للسلم، والتنسيق صار هو الامن؟

كيف يكون المشروع الوطني والحاجز صار معبرا دوليا، والعين تنظر والرجل تمر بلا سؤال؟

كيف يكون المشروع الوطني والقدس تذوب في كنف الكيان الصهيوني ولسان الحال يقول “بدنا نعيش”؟

كيف يكون المشروع الوطني والعقارات تتسرب على مرأى العين والتراث يسرق والمقدسات تدنس، والاصبع يشير الى المحتل بينما العميل يتاجر باسم الوطن والفم مغلق بإحكام خوفا من مصلحة قد تضرب، او شر قد يصيب.

كيف يكون المشروع الوطني والمرأة تقتل كأنها خروف، وعابر السبيل المقتول تكون ديته بفراش عطوة

وقد يكون العاقل المتبقي في ظل الغوغاء الحالية هو الأستاذ زكريا محمد بمنشوره: ” النموذج المصري اغلق باب التغيير. كلما قلنا لهم لا نريد مبارك اخر عندنا، ردوا عندنا: يعني بدك مرسي او السيسي؟ مصر اخترعت البدائل الامر من المر ذاته. وبذا سدت الطريق بالصخور والجنادل. كل ما نريده انما هو بشر لم يصبهم الخرف فقط. كثير هذا علينا يا عالم؟”

ولا أستطيع الا القول بأن الأستاذ زكريا محمد كان كذلك متفائلا وحالما، عندما رأي المشهد مغلقا بالصخور والجنادل، بينما نحن نعيش بالواقع بالمستنقعات الممتلئة بالتماسيح.

3 أفكار بشأن “هل من مشروع وطني؟”

  1. كلام منطقي واقعي هل ما نراه لا يراه صاحب الأمر، إلى متى نرى ونسكت ونقول بدنا نعيش هل لازم الأمور تفرط مره واحده او نخسر كل شيء ، انه الوطن والمبدأ والحياة والكرامة ،إلى متى تغمض العيون وتفتح العيون التي ترى ،من لا يرى يكون اعمى عاجز لا يناسب أليس هكذا المنطق ، ما العذر غير المصلحة الشخصيه دون الأخرى !!!لاحول ولا قوة كلها خسارة لنا وعلينا وعلى الوطن .

اترك رداً على Emad Kamal Husseiniإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading