تخطى إلى المحتوى

Turning 48

اليوم أتممت ال٤٨ سنة. ما صرت ٤٩. وفي فرق اكيد بين الرقمين . يعني بهذه الأثناء انا ٤٨ و٦ ساعات .

علشان الحلال والحرام انا تعديت مرحلة الرعب من رقم أربعين من وقت ما صرت ٤٤ . ومن هديك اللحظة وانا يستعد لمرحلة الخمسين. والحقيقة انه تكتيك ذكي ، يعمي يخفف من اضطرابات المرء النفسية نتيجة الكبر اللي بيعبر من كل الاتجاهات عالشكل .

جزء من تصالحي مع الأربعين بالعمر وملحقاته ، هو كان كمان تصالحي مع مبدأ الكبر اللي بيعني نضوج ووعي وحكمة والمحافظة بعنفوان وقوة وجدية على كل ما تملكه من جنون وتحويله لفنون وبتصير متصالح ومتقبل لانك بالفعل ممكن تصبر مبدع. بفكر انه في شيء قد يعتبر عكسي مع اني بشوفه اهم ما صار فيي بعد ال ٤٤ واللي محافظة عليه وبينضج معي ، هو مصالحتي التامة مع شكلي ، مش مهم اني صرت انصح عشرة كيلو من وزني اللي كان قبل ال ٤٤ ، وصرت اقدر الكرش وما استحي من اَي خط بكزدر براحته من وين ما امكن. والصبح بفيق من النوم بتكون التجاعيد مادة حالها تحت عيوني والترهلات مآخذه راحتها عند تمي . رقبتي عّم بتصير تنتين والخطوط عّم بتعد سنين . الإصرار على عدم صبغ الشيب بطل خيار ، وما قابل يكون وقار .

بس بجد مبسوطة مع وجهي اللي بعصب ويضحك وبشد وبيرخي على حسب شعوري مش متجمد ولا متصلب بسبب البوتكس والفيليرز والشد من كل الاتجاهات وحواجبي الحمدلله بخفوا بهدوء.

بكل هذه الإيجابية اللي بجد أثريت اني استقبل يوم ميلادي فيه ، بطلع لي واحد عامل هاشتاغ محاكمة التعيسة نادية حرحش. والله وانا بقمة كآبتي كان ناقصني حدا يوصفني بالتعيسة!!!! يعمي لو اني ببلاد بتقدر مشاعر الكآبة وتأثيرها كان هذا المخلوق ربحت فيه قضية غير التهديد تكسير النفسيات وتكئيب امرأة في سن اليأس…

ولكن عن اَي مكان ممكن احكي ، وانا جريمتي هي عدم الهجوم الداعشي على المثليين بمطالبة شعبية على نخر الرؤوس مثل النعام بالتراب. شو محزن انه نكون وصلنا كمجتمع لهذا المكان من ‘ التدعش’ بوقت نحن منعيش عملية ممنهجة من تصفية قضيتنا وسط خطة مؤكدة على الاستياء العلني على الأقصى وتطبيق ما عاشه اهل الخليل قبل ٢٥ سنة من تقسيم للحرم الإبراهيمي .

مؤلم ومحبط تجسير هذا الكم من الكره الداخلي مع كل وأي من لا نتفق معه وتحويله الى قضية اما انا او هو . لم يعد هذا الوطن يتسعنا باختلافاتنا فكيف سنبني وطن؟

اعترف ان مقالاتي بها من الجرأة ما يجعل الكثيرين مستائين بقضايا لا تمشي مع السياق العام. اختلافنا يجب ان يكون مكانا لقوتنا ووحدتنا لا لتفرقنا وضغننا. نحتاج ان نكون احيانا خارج السرب ليس من اجل التحليق المنفرد ولكن من اجل محاولة رؤية محال اوسع لامان نحتاجه أمامنا من اجل آفاق نحتاج ان نصل اليها لنبقى. لنبقى مستحقين للقب الانسانية التي نحمل من خلالها مسؤولية تعمير هذا الكون.

اعترف ان كم الترهيب الذي تمت ممارسته على عقب طرح عدة قضايا في الآونة الاخيرة باختلاف توجهها وموضوعها أرهقتني . أرهقتني لدرجة صرت اشعر فيها ان لا جدوى من كلمة ستؤدي الى انهيار بدل ان تؤدي الى محاولة بناء لوعي نحتاج ان نبقيه نابضا.

ولكن بالتأكيد ، مع تعدد التهديدات والترهيب والشتم تعددت قدراتي على التعامل مع الامر …. ولا اعرف كيف ، اجد نفسي متصالحة مع هؤلاء الشتامين …واشعر من جانب اخر بدعم اكيد من أصوات اكبر بكثير تشكل مطلبا شعبيا بصوت يغرد خارج السرب لعل منا من يسمع ويسعى نحو تعمير لانه يعي ان الانسان مخلوق لكي يحلق بهذا الكو

ويبنيه بالإنسانية …..

3 أفكار بشأن “Turning 48”

  1. كل سنة و انت سالمة , العمر كله سعادة ان شا الله . ثقي تماما اننا بحاجة لقلم و كتاباتك , التي أصبح قرأتها جزء من حياتى اليومية , كل التقدير لكم

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading