تخطى إلى المحتوى

في الوحدة…كون

نبحث عن ذاتنا أحيانا من خلال الهروب إلى الوحدة

وكأننا في صحراء شاسعة

نلمس فيها الرمال أرضا

ونرتقي بنظرنا إلى السماء

نتجرد من كل ما يمكن ان يكون مقتنى لحياة

حتى الشجر والزرع والماء والحيوان

تصبح كلها سراب

ما تلبث تلمسه بحثا عن روحك حتى تدرك أنه كله سراب

تلوذ وحيدا

في عالم شاسع

تغيب عنه الألوان

وتستقر على لونين تلون منهما وفيهما وجودك

من دون لبس او اختلاط او امتياع

تنسل اليك الحقيقة من خلال ما هو أولي

تدرك فقط الفضاء والعتمة

فضاء منير شاسع

عتمة ظالمة حالكة

تلوذ من الفراغ الى فراغ اكبر

تضيق الاماكن الخاويه فيك وبك

وتصبح كل ما لديك

تنظر في فراغ عارم

لا تلمس منه الا ما بك انت

تجوب فراغ

تحلق بسماء

تغوص في اعماق محيطات

كلها تصبح وتمسي بين اللحظات بقايا ما ظننته لوهلة حقيقة

ليكون سراب

تخلو المساحات

تبعد المسافات

تقترب الساعات بزمن مرقوم

تمر عقاربها على قعر ذاتك الداكن

تفتح عينيك

تغمضهما

تحاول ان تدرك ببصرك ما يمكن وما لا

تدور حول نفسك

ولا تزال

السماء تظلل عليك

والأرض تحملك

وأنت فقط ملاذك

منك

وفيك

وإليك

عنوانا دائما

وواحات لما ظننته سراب

أنت فقط

أنت

بك واليك ومنك الوصول والملاذ

بوحدتك

تتفرغ لذاتك

من قوانين وضعتها لاكون

فأصبحت عبدا لما لست انت

بوحدتك

ترجع اليك

تزهو بذاتك

وتكون بك عشبا وزرعا وزهورا تسر ناظريك

ترجع اليك

تعلو بذاتك

وتكون منك الكواكب والنجوم لآلئ تزين مداركك

بالوحدة تتحد مع ذاتك

وتكون كونا مليئا شاسعا

اكبر من الكون ….

كونا هو انت….

1 أفكار بشأن “في الوحدة…كون”

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading