تخطى إلى المحتوى

مسخرة الوضع القائم

مسخرة الوضع القائم

أحاول الإبتعاد قليلا عن متابعة الأخبار الداخلية . فالعالم أصبح متداخلا ، ويبدو الشأن الداخلي فيه ثانويا مع تصدر داعش وإخوانها حدود ما كانت تسمى أوطان.
وأغيب قليلا لتكون العناوين هي نفسها . أفكر أحيانا بالصور المعروضة لاجتماعات لابد انها قديمة حديثة. فصياغة الأخبار تشبه حالنا الساخر ، لا يوجد فيها جديد الا التاريخ.
وتستوقفني كالعادة بعض العناوين المتصدرة صفحات الاعلام . “المصالحة” المصالحة التي تعثرت بعد اعلان حكومه الوفاق التي تعثرت على اثر تعطيل الرواتب الخخخخخخ
ولا يسعني الا ان اضحك بعض ضحكة تشكل على شفاهي إشارة ساخرة كان زوجي السابق يكرهها ، لا بد انها مقيتة لدرجة كلفتني مرات دفعة إلى الحائط او عقاب ما . وافكر بتلك المصالحة المتعثره بعد اعلان حكومة الوفاق واقول في نفسي ” والله عيب ومسخرة” . مسخرة عندما يكون عنوان الخبر المقابل الانتخابات الاسرائيلية الرابعة منذ انتخاباتنا العقيمة والوحيدة المتوحدة ، ويكون الخبر المقابل الاخر إعمار غزة المتعثر واعتقال الاحتلال للمزيد من الفلسطينيين ويقابله خبر لمداهمات القوى الامنية الفلسطينيه لمنزل في مخيم بلاطة ” لنائب بالتشريعي” بحثا عن مطلوبين او مطلوب. فالسؤال بالشأن الفلسطيني كالصندوق الأسود لا يعلم سره الا واضعيه . ولا يفتح الا بعد ان تكون الكارثة الحقت بالجميع.
وبينما آحاول عدم الاستيقاظ من رحلة معرفية تشبه الخيال العلمي ربما في عالم الأدب الفلسطيني من كتاب وأدباء ، وسط زمن كان فيه الإنسان الفلسطيني أشبه بدروس الدين التي تعلمناها والتاريخ في الصفوف الابتدائية عن ذاك العالم المثالي في تاريخ العرب والمسلمين.
إلا ان هؤلاء الادباء الفلسطينيون الذين خرجوا من رحم قهر أشد ظلما حتي من قهر الاستعمار الصهيوني لنا اليوم . فكانوا محاطون بجهل عربي وفقر حقيقي وانتداب بريطاني مستعمر ودولة عثمانية متناحرة متهالكة . وأنتجوا وقدموا لفلسطين ما يعجز عنه أهم ما يخرج من أرحام هذا الزمن القريب من متعلمون نالوا رفاهية الحياة مهما اشتدت عليهم وصعبت.
وأرجع في رأسي بلفة كاملة للخبر أمامي ، وللمصالحة التي يجي ان تسمى “الملاسنة” . فكل ما يجري هو ملاسنة في أحسن أحوالها تأخذ شكل شجب أو استنكار او نكران .وفي حالاتها المعتادة تأخذ شكل تهجم وتجهم وإدانات واتهامات تصل الى التهديدات ..
لا يستحضرني وسط دوامات رأسي الا المثل القائل ” ان لم تستح فافعل ما شئت” … وها ذا هو حال “قياداتنا ” التي لا تستحي …وحولتنا معها الى اضحوكة الشعوب وسحبتنا الى هزليات التاريخ….
من مسخرة لمسخرة.

1 أفكار بشأن “مسخرة الوضع القائم”

  1. تنبيه Pingback: مسخرة الوضع القائم | nadiaharhash

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading