تخطى إلى المحتوى

رمضان مع غزة غير

رمضان مع غزة غير

لم يعد قدوم رمضان يشكل لي ذاك الشعور بالفرحة والسكينة . فقدومه صار مرتبطاً بغزة في كياني . ذاك الرعب الذي حل علينا شعبا وافرادا . حرقة قلوب الأمهات ودموع الآباء وتشريد العائلات ..
رمضان هذا العام ، يحيي فتيل النيران التي أشعلت حياة محمد ابو خضير ، والرعب الرهبة التي احاطت بِنَا من كل جانب .
رمضان كشف القناع عن وجه الاحتلال الغاصب الكاره الحاقد .
رمضان فضح عرينا وقباحة حقيقتنا قيادة وشعبا أمام هوان اخترناه وقضية نجلس على مآدبها ليلاً ، نتناولها قطعاً وشراب .
وتستمر حياتنا وكأن أكبر همنا تصريح عبور واحتفال خاوي هنا وهناك … وطبعا ..حكومة يتم النقاش اذا ما كانت ستكون حكومة “معدلة” أو حكومة “جديدة” ، ويتجرأ غيرنا في الطرح ونتجرأ نحن في النقاش . وكأن كل أمور حياتنا بحكومتها طبيعية.. أنسوا هم أم نسينا نحن ؟ بأن العنوان الكبير الذي كنا وكانوا يستخدمونه هو” حكومة انتقالية مؤقتة” ؟ أصبح المؤقت الإنتقالي في حياتنا الفلسطينية هو العادي الدائم . نبني آمالنا وتوقعاتنا وأحلامنا على المؤقت الانتقالي كمن يبني خيمة على أنقاض بيت ،وتصبح الخيمة البيت .
وغزة تنتصر على هواننا مرة أخرى في رمضان جديد . وتزين الدمار فرحة وألوان . تنتصر لحياة انتزعها منها الانقسام والاحتلال على حياتنا التي افترشت الإنقسام والإحتلال موطناً .
تنتصر غزة وتدخل بهجة رمضان بالرغم من قسوة الدمار وسوء الأحوال وتردي الوضع ومرارة الحال… كما أدخلت المقاومة بما تبقى من قضية داس عليها القريب والبعيد ، المعتدي ومن كان صديق .
وتستمر حياتنا في رمضان جديد بحثا عن حياة تشبه ما يبدو من حياة … ننغمس في البحث عن المسلسلات متأملين في صمتنا ألا تتحول مشاهدتنا هذا العام لمشاهدات دمار وقتل وسفك لأعراض شعب أعزل وسط صمت قاتل تحت قيادة عارية وتبجح احتلال عنصري غاشم .

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading