تخطى إلى المحتوى

عيش اجنبي وموت صحابي

توقفت امام مقولة تنص على ان حالنا يكمن في ان منا من يريد ان يعيش كالاجنبي وان يموت كالصحابي . لم يكن هناك الكثير من الداعي للتوقف امام الجملة وتعميمها او حتى تذويتها . فهذا هو الحال سواء استحسنا الفكرة ام استهجناها. وسواء عشنا بحالة استشراق او استغراب فحالنا هكذا . تائه مشتت بين دنيا الغرب  المسيحي واخرة الشرق المسلم.

المشكلة ليست بالتواصل مع الحالين . المشكلة هي رفض احد الحالين وضحده ثم ممارسته بطريقة او بأخرى. ان صراع الأديان المتمثل بين الشرق والغرب لا يزال يتحكم وبقوة في افكارنا وتعاطينا للامور. الا ان التطرف هو العنوان المسيطر. لم يعد الدين ولا العقيدة او شكل الدين هو مسبب الصراع الموجود. التطرف الاعمى نحو سيادة او سلطة بعينها هو ما يحرك شعوب اليوم . والاسهل عند إيجاد دين ما ليدعم التطرف . فيصبح الاخر مهما اقتربت عقيدته او بعدت تحت طائلة الكفر.

لا تختلف أمريكا اليوم في تطرفها بينما يجول ترامب في ملعب الرئاسة وتحوله من مترف جاهل هويس فاسد الى منافس حقيقي للرئاسة القادمة. كيف لا ولقد احبط الشعب الأبيض وكسرت شوكته لعدة سنوات باعتلاء الأسود على عرش الأرض التي طالما حاول أصحابها الجدد طمس الألوان منها . هناك حالة من الاحتقان وسط الكثيرون الذي جاء ترامب ليكون مخلصا في لونه وتعصبه نحو عرقه وكرهه لدين كان مصادفة وفي زخم الاحداث هو الإسلام. يلعب ترامب على وتيرة الإسلام ليكون العدو المجمع بدلا من العرق الذي يميزه اللون في المجتمع الأمريكي. وشعاره المتطرف واضح وجلي.

ولا يختلف ترامب عن الشق المقابل من الكراهية الموجودة في الشرق والتي كانت ولعقود تتمثل بالكراهية لإسرائيل والتي ما لبث ان انكشف الغطاء عن التطرف العرقي حتى انتشر الكره والحقد العقائدي الإسلامي بانشطار عنوانه الأول سنة  او شيعة ويتمثل في تفاصيله الكثيرة بحروب سيطرة وسيادة يمثل العرق اهم محاورها.

الدين كان وما يزال الحجة التي يحملها كل طرف ليهيمن على وجدان مريديه ومتابعيه. الكل يستخدم نفس الأساليب والتقنيات والمصطلحات حتى. يكمن الفرق في العناوين الرئيسية.

. ويدلي كل بدلوه مع او ضد الدين . والدين بريْ من كل ما يتم ملئه به. تطبيقاتنا لديننا أيا كان عنوانه باتت مجردة من الايمان مكرسة فقط للاستقصاء. نمارس طقوسا يتم تداولها من موروثات تقليدية مختلفة توجناها بالدين وجعلناها مقدسة , فغلبت العادة على العبادة و التشريع الإنساني على ذلك الرباني.

والكل يصر ان ما يقوم به هو نصرة لله . والكل يصر ان دينه هو الاصح . وكلمته هي الحق . والجنة له والنار لمن يعاديه. حتى وصلنا الى ما نحن فيه . الكل يعادي الكل . نخشى الكلام خوفا من الاختلاف الذي قد يترتب عليه التخوين والكفير والترهيب.

نتبع طوعا عادات تعرف انها لا تمثل العبادة بصلة. نتضرع الى رضوان اله من خلال مرضاة البشر. مع ان الدين يسر الا اننا نصر على اعساره. مع ان لام اللع لا لبس فيه بأن اكرمنا عند الله اتقانا . وانه خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا نتحارب . الا اننا نصر على ان ما يجري من هدر للدماء وترويج للطائفية وتكريس للعنصرية كلها أمور من عند الله . كل مروج لدين يحمل راية الله التي يريد ويبيع لمتابعيه المزيد منت الكره والعصبية والعنصرية.

ونحن حاملوا راية الله اكبر. تائهون بين عصبة التكبير التي تقام للتجمع للصلاة. لذلك السلام المرجو بدواخلنا . لتلك السكينة التي تجلبها كلمات الله . فصارت الله اكبر هي لواْ الدم والعصبية والطائفية والكراهية.

تهنا فيها كمسلمين . كتيهنا نحو الغرب المتآمر علينا وانشدادنا له . لا نختلف باهوائنا ولا هواجسنا ولا اهتماماتنا مهما اختلفت اقطارنا . نندد بهم ونلعنهم ونتسامى نحوهم بالتقاط كل ما يترامى منهم من حياة تبدو مليئة بالكرم والأخلاق والتقوى والتطور والتقدم والإنجازات . ونرفضهم . ونصر على كفرهم وبغضهم والتنكر لهم ومنهم . فلهم النار ولنا الجنة.

نتكلم عن اخلاق ديننا بالزهد . ونزهد بالفقراء والمساكيم من شعوبنا . ننادي للاخلاق الكريمة ونجعل الحجاب راية العفة وتعدد الزوجات رمز الفحولة وعنوان الرجولة.

كل المحظورات مباحات في السر مشجوبات بالعلن .

نعيش كالنعامات نغرس رؤوسنا بالتراب وتتدلى مؤخراتنا مكشوفة .

ذاك الغرب يدعونا لملاذ الحياة , فنستهلكها بينما ينتجها هو . وونبذه وتقدمه بالعلن ونجري اليه سياحا ,طالبي علم, باحثين عن ارزاق . ساعين نحو حرية وكرامة وبعض حياة كريمة شجبتها عنا الأوطان في ائتلاف يكاد لا ينفك بالعلن او بالخفاء بين أصحاب سلطة وأصحاب دين

2 فكرتين بشأن “عيش اجنبي وموت صحابي”

اترك رداً على oldpoet56إلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading