تخطى إلى المحتوى

بين مقتل واختفاء … وفلتان دائم

http://www.wattan.tv/news/185290.html
مقتل ابو العز حلاوة …. 

بين مقتل واختفاء ….وفلتان دائم
يصدمنا القتل بلا شك … فتنتهي به الحياة الى الأبد . ما جرى من قتل لا يمكن وصفه الا بالهمجي لابو العز حلاوة على أيدي قوى الامن الفلسطيني ، لا يشكل فقط نقطة سوداء جديدة في ما ال اليه الحال الفلسطيني ، ولكنه كذلك يدق ناقوس المأساة الواقعة علينا في موضوع ما يجري بغرف التحقيق الموصدة للامن الفلسطيني . اذا ما كان الموت يفضح ستائر التعذيب ، فان هناك الكثيرون الذين اختفوا في تلك الغرف لم نعد نسأل عنهم … الشبان الأربعة التي قامت الدنيا من اجلهم قبل اشهر . ماذا حل بهم ؟ لما لم نعد نسأل ؟ كم من الحالات لا نعرف عنها شيئا وان عرفنا سكتنا ؟ كم من الحالات ذهبت حياتها والى الأبد في غرف القمع هذه ؟

مع الاسف الشديد، كان الاحتلال ولا يزال سترا وغطاءا على فظائعنا. الحقوق لا تقتطع ولا تتجزأ . كيف يكون شعب يحارب ويناضل تحت الاحتلال في كل يوم امام فظائع السجون الإسرائيلية ، ولا يقوى على الوقوف بقوة امام انتهاك حقوقه في الحياة والتعبير امام سلطته . ان يصل بِنَا الحال الى ان تصبح قوى الامن الفلسطينية هي قوى الضرب لمن لا يقف مع هذا المسؤول او ذاك . تنتمي لذاك الفصيل او ذاك .. نكون قد وصلنا الى حضيض ما تبقى من قضية فلسطينية . 

فلقد توقف بِنَا النضال السلطوي عند علم واسم لدولة وسلطة تفشى بها الفساد حتى اصبحت تتقاتل مع نفسها من اجل صراعات فاسدة . لا نزال نحن الشعب نذهب ضحيتها …

كيف تكون المفارقة في وقت ترفع فيه الشعارات من اجل الأسرى في سجون الاحتلال الذين يجوعون أنفسهم من اجل الخلاص ، امام هذا الموقف الحاصل امام قتل من يتم حجزهم … وكالعادة فان السلطة تعالج الخطأ بالخطيئة . ويصبح المجني عليه جانيا … ويتم تبرير الأفعال بما لا يقنع طفل رضيع . 

في الموقفين هناك فشل ذريع للشعب .. فشل في تجنيد قاعدة شعبية تقف امام ما يجري من انتهاكات إسرائيلية وسلطوية . فصابر الرباعي نجح باستقطاب ١٥ الف متفرج لحفلته في حين فشلت القوى التنظيمية لحملة الأمعاء الخاوية بتجنيد ١٥ فرد لمظاهرة امام المحاكم العسكرية الإسرائيلية … ولكي يثبت أمامنا حالنا المهترىء ، نقف اليوم امام انتهاك صارخ لحقوقنا وإنسانيتنا ورد فعلنا واحد … هزيل … فارغ من المحتوى …. صداه بكل الاحوال فصائلي … لان الفصيل اصبح هو الوطن …

احتواء الأزمات المأساوية بات كله كفورة فنجان قهوة … ينتهي برشفة . نحن لا نتعامل مع اي من ازماتنا بجدية ترقى الى الانسانية . نقرأ كل شيء ونتفاعل معه من منطلق الانتماءات الشخصية والمصالح المباشرة . وعليه ليس من المصادفة اننا امام كل أزمة كهذه تصبح في كل مرة أسوأ من مجريات خيالنا في سوء الظن بالوضع. نجد أنفسنا فقط امام حالة من الاحتقان تعلو في خفقاتها في كل مرة ، سيأتي يوم بلا شك يكون الوضع فيه قد وصل الى أوجه بالتفجير.. ليس لأننا سنصحو ، ولكن لان الخراب سيطولنا نفرا نفرا . فلقد رضينا ان يقع الخراب على غيرنا ظانين اننا في مأمن .. 

نحن نفس الشعب الذي يترصد للاحتلال ودباباته ، نفس الشعب الذي تترصد له قوى الامن الفلسطينية بهذه اللحظات للجم غضبه . بين جنين ونابلس صار الفرق فقط في هوية المعتدي !!!

في هذه اللحظات نحصد كشعب ما حصدناه من توطين للقبلية وغزو الثأر واعلاء الفصيل والمحسوبية على القانون . وتبقى المسألة عالقة … لا يعرف احد منا ما الذي جرى بالضبط … ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا الاحتقان في نابلس ومدن الشمال منذ اشهر . أهي ثورة فتحاوية بداخل فتح وفصائلها فقط ؟ هل هناك ظلم ما على الشعب من البلدية او المحافظة ولا نكاد نفهمه نحن الشعب ؟ ان تراها مؤامرة صهيونية تتجدد علينا …. 

لقد وصلنا الى مرحلة صار عدونا يقف فيها متفرجا على مهزلتنا … لربما مستهجن حالنا المهترىء الذي همش باهترائه الاحتلال ….

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading