تخطى إلى المحتوى

ربيع التطبيع المقدسي….اخس

 

 

منذ الصباح والشارع الفاصل بين بيت حنينا وشعفاط ، الواصل للقطار وهو مغلق في قسمه العربي امام السيارات .

اشارة باللغة العبرية على الطرقات تقول : ” الى الاحتفال” . تساءلت ما هو الاحتفال الذي تغلق الشرطة فيه الشارع منذ الصباح ، في وقت هناك ارضا فارغة كبيرة تستطيع البلدية استخدامها . فهذه الحكومة تستبيح بالاراضي دمارا ونبشا ، فلم لا تستخدم الارض الفارغة لاحتفالها . لم اعرف بالطبع ماهو الاحتفال ، وكأن الموضوع سري . فسمعت من احدهم انه بمناسبة تدشين القطار للسنة… وسمعت من اخرين انه بسبب افتتاح الشارع الجديد الواصل لمستعمرة راموت .

بكل الحالات اغلاق الشارع بدا مريبا . كان المشهد كذلك الذي تغلق به الشوارع ايام الجمعة في اطراف الشوارع المحاذية للبلدة القديمة . مشهد يبدو فيه الاحتلال كأنه صديق محب يساعد على تنظيم الامن .

في مناسبة الحديث عن الشرطة الخادمة للامن ، كان مقطع الفيديو الذي تم تداوله صباحا بينما كان ينهال شرطيا بهمجية على مواطن مقدسي. يؤكد فقط ان هؤلاء ابدا لن ينظروا الينا كمواطنين. هؤلاء ابدا لن يقبلوا الا ان يكونوا حكاما لدولة عنصرية تقمع وتفصل وتنكل بالمواطنين الاصليين.

في وقت نسمع فيها عن شهيد يوميا ، وتقوم الدنيا في تعليقاتنا ولا تقعد . نشتم هذا الاحتلال البغيض ونلعنه وندعو عليه بكلم ا طالت به ادعيتنا ، ونتضرع لزواله .

يفتتح لنا الاحتلال ببلديته التي نمقت ونكره ونرفض مهرجانا ربيعيا يشارك فيه “خيرة” التجار الوطنيين . وكأن بيت حنينا وشعفاط تحتاج الى ازدهار وزهو في دكاكينها ومقاهيها . فالشارع الرئيسي يزهو بالناس ليلا ونهارا ، وتحول الحيين في شارعهما الرئيسي الى اكثر الاماكن حيوية منذ سنين .

الحقيقة ، ان الكلام يفر مني . فالمهزلة تصل الى درجة لم يعد للكلام فيها قيمة.

والمصيبة في كل هذا ، ان البلدية لا تتكلم وتشتغل بالسر .الم يع التجار من المشاركين بهذا الحفل العظيم ان البلدية هذه التي لا تترك فرصة الا بالتنكيل بالتجار والمواطنين بكل مناسبة لا تقوم بالامور هذه هباء وكرما ؟

الا يوجد افضل لهؤلاء من مبادرة تقدمها لهم بلدية الاحتلال ليعرضوا منتجاتهم ….

خسئتم جميعا من شعب لم يعد للحياء فيه وجود.

في وقت تعلن فيه حكومة الاحتلال منع مسيرة العودة لهذا العام ، وتنظم بلدية الاحتلال مهرجانا ربيعيا وتغلق فيه الشوارع لتنعش الحي ؟ الم يفكر اصحاب المصالح بهذا ؟ الم يفكر الشعب المهرول للاكل بالمجان او العروض الساخنة للتجار والمطربين والالعاب بالهدف من وراء هذا؟

الهذه الدرجة من الغياب والتغيب من الحقيقة اصبح الشعب كله موجود بها ؟

عندما سألت احد المنسقين من الذين ينظمون السيارات في منعهم الدخول للشارع، عن المنظمين لهذا الحدث، اجابني انه مهرجان نظمه تجار القدس الاغنياء ، هم من اغلقوا الشارع . وفي محاولة لاستفزازه قال لي : اتريدين ان اقول لك ان من ينظم اغلاق الشارع هو الشرطة ؟ فقلت له ساخرة : ” هل وصل الاغنياء بالقدس هؤلاء لهذا المنفذ وصاروا يغلقون الشوارع ؟”

المصيبة ان الوعي الغائب متلاحق . وما تنهجه الحكومة الاسرائيلية يؤكد فقط على وعيهم لهمجتنا وتغيب الوعي العام منا . فلم يعد احد يفكر الا بنفسه فقط. فكرة اغلاق الشارع بهذه الطريقة بحد ذاتها ، تؤكد ان الاحتلال يريدنا متخلفين . هل يمكن ان يغلق شارع هكذا في اي حي من احياء المدينة في الجانب الاخر؟

الجواب بلا تردد لا … هذا يحدث فقط في سوق الجمعة عند اليهود المتدينين. في اماكن بالكاد تصل اليها السيارات . تحولنا كزمرة اولئك الملتحين من الفزافز في حراك يختلف فقط في التفاصيل .

تتغلغل بلدية الاحتلال في اواسطنا من خلال هكذا فعاليات لا تضر ولا تنفع . بل ضررها اكبر ، عندما يتحول الحي الى مجمع للحثالة من الشبان المتحرشين والعاطلين لتنتهي كما حصل اليوم بمشادات يتخللها اطلاق نار . لتأتي شرطة الاحتلال وتفض النزاع عن همجيتنا هذه المرة.

ولا يختلف الوضع عن مناسبات اخرى ، وصلت الى تكريمات يتفاخر فيها السكان . ومرة اخري ، لا افهم هذا المسح للوعي الحاصل. فقبل ايام رأيت على احد الصفحات تهنئة من قبل الناس لصديقة بعد نشرها لتكريم حصلت عليه من رئيس البلدية باعتبارها امرأة ريادية .

كيف لهذا الوطن ان يتحرر ؟

ونحن نهرول بتجارنا وريادياتنا وابناؤنا ونساؤنا ورجالنا متلهثين لما يرميه علينا الاحتلال ونتلقفه وكأننا نعيش في امن وامان في دولة نحن بالفعل مواطنين فيها …

حسبي الله ….

 

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading