تخطى إلى المحتوى

نعم…كلنا أسامة عرار

نعم…كلنا أسامة عرار

 

 

لا أستطيع أن أقول بأني تفاجأت مما جرى للشاب أسامة عرار ، الطالب في جامعة النجاح الوطنية من فصل ومنعه دخول حرم الجامعة بسبب منشور كتبه على الفيسبوك ،عمل فيه مقارنة بين جامعته وجامعة بيرزيت.

نكلم أسامة بمنشوره عن جامعة بيرزيت بإيجابية ، بناء على رحلة قام بها الى الحرم الجامعي هناك. الحقيقة ان شعور أسامة يشبه شعور كل منا عندما يخرج من هذا البلد ويرى الجامعات في الخارج، وما استغربته أن يكون هناك هكذا فرق بين جامعتين وطنيتين. واستغرابي كذلك ليس كبيرا ، بالنهاية يحكم جامعاتنا انعكاسات ثقافية تؤثر على المكان، كل على حسب موقعه الجغرافي. والحال الفلسطيني في عمق حالة الانعزال التي اقتربت من ان تفصل الاخ عن أخيه في نفس البيت.

ولن أدعي انني متفاجئة لقمع حرية التعبير لشاب فلسطيني آخر. ولا استغرب انه لم يعد هناك فرق بين مؤسسة تعليمية او أمنية او مخابراتية في هذا البلد. ولكني لا استطيع كبح مشاعري بالأسى لتردي حالنا .

ما الذي بقي لنا ؟

عندما لا يستطيع طالب جامعي التعبير عن رأيه، فيفصل؟

ما الذي يريد اصحاب السلطة اثباته ؟ او بالاحرى فرضه؟

وهنا لا استطيع ان اتغاضى عن جامعة النجاح تحديدا ، واوجه كلامي مباشرة الى السلطة ، فرئيس الجامعة هو نفسه رئيس الوزراء . أي ان كبت الحرية في جامعة اخرى نستطيع ان نوجهه او نلوم به الادارات الجامعية ، ولكن في جامعة النجاح ، من المفترض ان تكون الجامعة منبرا للتعبير عن الرأي ، لأنها تحت ادارة رئيس الوزراء ، فهي اليوم تعكس حال الدولة سواء رضينا او لم نرض. سواء قيل لنا ان هذا ليس حقيقيا ام لم يقال .

المعلم يحال الى التقاعد لاشتراكه في الاعتصامات .

والطالب يطرد لتعبيره عن رأيه بالفيسبوك.

الطالب لم يسب ولم يخدش حياء ولم يستخدم عبارات نابية او مهينة ، كل ما قام به مقارنة بين ما شعر به في الجامعتين . يفصل من اجل هذا؟

كيف لنا ان نثق بنظام كهذا ؟

من اين لنا ان نبدأ اللوم ؟ على من تقع المسؤولية ؟

هل تصرف امن الجامعة على هواهم ؟

ام هل أصحبنا بوليسا على انفسنا ؟

هل نناشد رئيس الوزراء بصفته وزير الداخلية ورئيس الوزراء ورئيس الجامعة ؟

ام نناشد الرئيس الفلسطيني في خضم معركته مع صحته وامريكا واسرائيل وركوب المسترئسين؟

لن يخسر أسامة الكثير في فصله ، فالحياة ستعلمه اكثر مما تعلمه قاعات المحاضرات . وقد يكون محظوظا بأنه لا يزال صغيرا ولم يعتد على الحاجة ولا داعي للذل بعد. ولا يوجد الكثير ليخسره في مسير التعليم الفذ الذي تقدمه جامعاتنا.

ولكن هل نسكت ؟

هل يسكت أسامة ؟

محظوظ اسامة انه اسامة وليس نيفين … فلم يكلفه رأيه حياته بعد….

كل ما يمكن قوله في هذه الحالة ، وهو كما في كل مرة .. اضعف الايمان …

كلنا أسامة.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading