تخطى إلى المحتوى

سماح مبارك…. ولوم الضحية

سماح مبارك…. ولوم الضحية

 

 

ارتقت سماح مبارك ابنة الستة عشر ربيعا هذا الصباح، بعد أن سقطت بفعل طلقات الرصاص من رشاشات الاحتلال. مشهد محزن متكرر في الحياة الفلسطينية. وكأن الأرض لا تكف عن طلب الارتواء من دم أبنائها.

قد يكون ارتقاء الشهداء ما يذكرنا ببغض الاحتلال الذي لا يتوقف. قتل بدم بارد، لتهمة وتبرير جاهز. فقتل النفس الفلسطينية من بل جنود الاحتلال عمل سهل التبرير.

قصة طعن أخرى…. تستحق القتل!

هذه الصبية قتلت بدم بارد لتهمة قد تكون صحيحة. محاولة طعن!

المصيبة ليس بالاحتلال وفعله، فالفلسطيني الأفضل هو الفلسطيني الميت بالنسبة للمحتل. وعليه فان تبريرات جرائمه جاهزة. المصيبة بمن يلوم الضحية ويتساءل عن سبب محاولة صبية بعمر الورود الاستشهاد. وكأن ما نعيشه على الحواجز هو الطبيعي والانصياع هو المتوقع دائما. كأن التنكيل والذل جزء بديهي مما يجب ان تكون عليه الحياة، فبالتالي ليس من حق هذا الانسان التمرد.

هل نعرف إذا ما حاولت هذه الصبية الطعن؟

هل يبرر محاولة طعنها للجندي إذا ما صحت قتلها بمسافة صفر؟

المفروض والمتوقع من الفلسطيني ان يدافع عن ضحية سقطت بفعل قتل بدم بارد يستهدف الحياة الفلسطينية منذ مجيء هذا الاحتلال. فالقتل ممنهج منذ أكثر من ستعين عام.

العجيب هو ما وصل اليه الانسان الفلسطيني الذي ينظر الى هذه الفتاة وغيرها من الشهداء الذين سقطوا بأعيرة الاحتلال على الحواجز.

لا يمكن ان اكرس قلمي للتشجيع على الموت، ولكن الا يفهم كل فلسطيني معنى المرور عن حاجز؟ هذا إذا ما اتفقنا ان الفتاة بالفعل حاولت الطعن. السنا كلنا مشاريع انتحارية بسبب هذا الظلم والتنكيل الذي يضرب بأوصال الانسان عندما يمر عن تلك الحواجز؟

منذ متى وصار الضحية هو المسؤول والملام؟

ما الذي جرى لهذا الشعب؟

منذ متى صارت المقاومة إرهابا بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين؟

ما الذي فعلته السلطة بهذا الشعب؟

نحيي ذكرى مأساة تلو المأساة على مدار العام. نرفع الاعلام في ذكرى الانطلاقة تلو الأخرى. نرفع شعارات البطولة. ونبكي اليوم المعتقلين في سجون الاحتلال. فكيف نلوم من قتل ظلما على يد المستبد المستعمر؟

منذ متى والضحية تقرر موعد جلدها وقتلها؟

لقد قتلت هذه الصبية ظلما، بغض النظر ان كانت قد حاولت طعن جندي او لم تحاول. فالقصة نفسها تتكرر، وصانعها واحد. في السابق كان إعلام العدو يتسابق لكي يدحض روايتنا لجرائمهم. اليوم يتسابق الفلسطيني ليرمي الفتاوي والتبريرات للقتل ويجلد الضحية ويعطي للعدو أسبابا ليعيد الكرة من جديد.

كم من سماح قتلت بنفس البطش والدم البارد؟

ولا يزال الاحتلال يردد نفس التبرير، والمرتزقة من أبناء الدم يلومون الضحية.

الا يكفينا ظلم الاحتلال وسوء السلطة وتيهنا بين الانقسامات؟

كيف وصلنا الى هنا؟

كيف وصلنا الى مرحلة نلوم فيها الضحية التي نعيش كلنا في داخل قصتها. فسماح اليوم كما الامس…. ونحن تباعا غدا.

الصبر والسلوان لأهل الشهيدة. ولعل عدل في السماء يكون مرتقاها

2 فكرتين بشأن “سماح مبارك…. ولوم الضحية”

  1. Dear Nadia, We are thinking of using this post for our article. I just put it into Google translate and got this. We might include both the Arabic and the translation. Do you mind giving us your English translation of this? I attach here a screen shot of the google translate version, which you might find appalling… Best,Michael

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading