تخطى إلى المحتوى

غزة واضحيتها والفيسبوك وتضحياته

غزة واضحيتها والفيسبوك وتضحياته

مرة اخرى ، غزة تهز مضاجع راحتنا ونحن ننتظر الشهر الفضيل، لنصوم ونفطر ونتابع المسلسلات.
الصواريخ تقصف وتدمر وتقتل ، ونحن نتابع بين مشجع ومدين.
حقيقة واحدة بين فرق المشجعين والمنددين تجمعنا في وقت كل ما يتعلق بِنَا كشعب يتشتت في كل ما بقي منه من حياة وحياء. حقيقة حياة لا تزال تنبض باواصلنا بوجود مقاومة حقة لا تزال تدك نبض الاحتلال الغاصب ، وحياء انعدم من وجوهنا من حجب وتحذير في وقت نسينا اننا نعيش تحت احتلال يعتدي ليقتل وينسف ويدمر ، واقل ما يمكن فعله هو مقاومة ممكنة لمن كرس حياته من اجل كرامة لوطن لم يعد موجودا الا بنشيد وعلم ترافقه إعلام الفصائل في احسن أحواله وشعارات فيسبوك صارت الوطنية حتى فيها تهمة!
اهل غزة ليسوا ادرى بشعابها ، لان غزة وطن لنا ، ما يحصل بها يمسنا ، وما يجري على اَهلها من حصار وقتل ودمار لا يختلف الا بهوله الحالي ، فالعدو واحد وخطة التصفية العرقية للشعب الفلسطيني واحدة ولو تعددت اشكالها وتباينت أوقاتها وتغيرت طريقة الانتهاك والتصفية فيها. فنحن امام الاحتلال شعب واحد.
اسرائيل لا تقصف بالقدس ، على سبيل المثال- ولا تدك البيوت والعمارات عن بكرة ابيها ولا تقتل الآمنين لان اهل القدس اكثر أهمية او انهم أقل عنف وأكثر خنوع ، ولكن لان القدس محاصرة بحصار اشد يخنق الأنفاس لا الحركة، فاسرائيل لا تشكل فقط قوات احتلال تراهم بزي عسكري ، ولكنهم منتشرون على شكل شرطة وامن ومخابرات وقوات خاصة ومستعمرين ومتدينين، تفتح باب بيتك لتقف امام مستعمرة وتمر من بين شوارع صار حيك فيها طريقا لهم. اعتقالات وقمع وهدم للبيوت يقوم صاحب البيت بهدم ما بناه بيده. مخالفات وتهويد وفرض لطريقة حياة لا تخصنا من اجل لقمة عيش نظن اننا نملكها. ترحيل قصري وطوعي وتهجير.
يعتقلون أطفالنا وابنائنا وأزواجنا وأمهاتنا . ينكلون بشبابنا ، ويستخدموننا في احسن أحوالنا كعمال لخدماتهم وبناء مستعمراتهم ولنكون مقاولين في بناء شوارعهم ومعابرهم وجدران العزل التي تحاصرنا وتفصلنا وتقتلنا.
في الضفة الغربية من جنين الى الخليل، الاعتقالات شرسة والاجتياحات على مرأى العين وتنسيق الأمن ( الفلسطيني) والقتل علني والاغتيالات كالأفلام البوليسية حدث ولا حرج. بين مدخل المدينة والحي هناك حاجز وجدار ومستعمرة.
فغزة بالمحصلة ليست الا صورة مكبرة لبطش هدفه منذ اللحظة الاولى من الاحتلال هو التصفية العرقية لشعب واحد رغم فرقته التي دبت في أوصاله.
يفرقنا عن غزة استقلالها عند الحديث عن المقاومة. فالمقاومة في غزة تضخ دوما الدم من جديد في عروقنا التي صلبها التنسيق مع الاحتلال والعيش تحت بساطيره وحول جدرانه وسياجه العازل.
نبكي خسارة غزة من ابطال وضحايا . نحزن للخسارة المادية التي تتكرر في هدم وتدمير يحاولون دوما من خلاله قتل النفوس وهدم المعنويات . ولكن لان غزة بها عزة فلسطين ، فلا الهدم ولا القتل الا وسيلة اخرى للحياة .
نحن شعب في ما تبقى منا من احرار ، نريد وطنا بعدل وأرض هي لنا. نريد سلاما به سلم لنا . لا سلام خنوع وتطويع.
مسألة قوتهم العسكرية مقابل شح إمكانياتنا تبقى ما يبقينا اصحاب الحق في هذا الوجود . فصواريخ المقاومة كما حجر بيد طفل ابن سبع ربيع ، لها قوة تبيد بطش احتلال سيستمر بالقتل والتصفية .
المقاومة حق . والحق قوة .
ولتبقى غزة دائما رمز العزة لنا كشعب استكان في معظمه لتنسيق جعله خانع…. يخاف من الصاروخ الذي يرهب مضجع المغتصب ، ويدعي الخوف على الضحية ومان الاغتصاب صار طريقة حياة…
العزة للمقاومة بغزة.

1 أفكار بشأن “غزة واضحيتها والفيسبوك وتضحياته”

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading