تخطى إلى المحتوى

ما الذي تبقى من حريات في هذا البلد؟ البنك وجه آخر لتكبيل الحريات؟

ما الذي تبقى من حريات في هذا البلد؟ البنك وجه آخر لتكبيل الحريات؟

 

هل الموضوع مرتبط بما يتعلق بكلمة فلسطين او القدس مثلا؟ يعني هل يمكن ان يكون أولئك المستخدمين لاسم فلسطين او القدس كما في هذه الحالة  معتقدين ان الاسم يعطيهم صلاحيات التحكم؟ يعني السلطة الفلسطينية بمنشآتها وكذلك بنك القدس؟

لا تزال الفرقعة بردود الفعل ضد البنوك الفلسطينية حامية الوطيس، فلم تنته الازمة بين إيقاف حسابات الاسرى وبين عمولة الشيكات الراجعة.

عندما شاهدت الوثيقة الموقعة من البنوك الفلسطينية بعنوان “طلب الجيش الإسرائيلي” لم أفكر بالرد ولا التعليق ولا الكتابة، فكرت للحظات قائلة، ما هو المتوقع منهم؟ كل شيء يتحول الى ماكينة مكرسة لخدمة الاحتلال كل من موقعه الكبير في مؤسسات السلطة المختلفة. يعني نعيش أجواء ضم محتمل قادم، واقصى ما يتم تقديمه هو تنديد وتهديد بسوف واذا.

للحق، رد وزير المالية بتوصيف الوضع على ما هو عليه بشأن الجيش الإسرائيلي بانه “جيش احتلال” يحسب له في هذا الزمن ، الذي وصلنا فيه الى هذا التردي من الانصياع والتطويع من اجل ما يخدم ديمومة الاحتلال مباشرة او غير مباشرة، لتصبح عبارة وزير المالية  البديهية بوصف جيش الاحتلال وكأنها فعل قومي بطولي عظيم.

هل يخشى البنك على مصالحه، وعلى زبائنه وعليه خاف من مواجهة امر “الجيش الإسرائيلي” ورأى من امره واجب التنفيذ؟، وقام بالتبليغ للوزارة وكأن العتب قد رُفع عنه؟

هذا كذلك لا يمكن استغرابه.

استهجنت بالبداية موضوع التعدي على البنوك وواجهاتها والصرافات الالية، واعترف انني ارفض وبشدة هذه الممارسات، لأن من يقوم بهذه التصرفات يقوم كمن “لم يقدر على الحمار قدر على البردعة”.

قبل اندلاع هذه الازمة الحقيقية، والتي ليست الا استكمالا للمشهد السلطوي الايل للانهيار، فحقيقة الامر ان البنوك ليست الا أحد أطراف تتحرك نحو ما تقرره إسرائيل من أوامر وتطبقها عنوة وطواعية على السلطة الفلسطينية. فالبنوك لا تتحرك وسط صلاحياتهم الموجودة، لأنه لا صلاحيات حقيقية موجودة أصلا.

كان هناك ازمة الشيكات الراجعة والعمولات المفروضة عليها، في خطوة تعتبر استباحة لقرارات رئيس الوزراء وتصريحات محدثه اليومي. فمنذ بداية ازمة الكورونا وإعلان الطوارئ كانت تصريحات رئيس الوزراء بتعليمات من رئيس السلطة الفلسطينية واضحة، مما طمأن الناس بشأن الشيكات ودفعات القروض. لتضرب البنوك الامر في عرض الحائط وتتغول على الانسان المسكين. وكأن يدهم اشد من يد الحكومة وكلمتهم هي الكلمة الأخيرة… فتركوا الحكومة تقول ما تقول، ومحدثها يطلق الوعودات وينصح من رجع شيك له بأن يأتي اليه.

بينما كان افول التصريحات الحكومية قد بدأ، خرجت اغنية مثيرة للسخط، ربما اساء صانعيها التقدير في التوقيت التي كانت الأمور قد بدأت فيه بالتكشف. فلقد رأينا العجب خلال الشهرين الماضيين من ابطال خارقين ومخلوقات اسطورية، وزعماء وقادة بحجم الوطن. اغنية “حكومتنا جميله” على غرار “بيلا تشاو الإيطالية” التي كانت رمزا للجماهير الثائرة ابان الحرب العالمية للطبقة العاملة في إيطالية، وصارت الاغنية كنشيد وطني تستخدم في المناسبات المثيرة للاهتمام. اخذ بعض الافراد الاغنية وتدويرها بكلمات لا يمكن وصفها الا “بالتسحيجية” بالمطلق لأفراد الحكومة بأسمائهم بالخصوص والعموم، وكأن ما يجري كإنجاز واستحقاق وطني دخلنا في تاريخ التحرر. اعتقد ان رد الشعب كان واضحا، فلم يكن بعيدا اوبريت السيد الرئيس الذي اثار السخط الجمعي كذلك في توصيف ما لا يصفه الانسان الفلسطيني كما حكومتنا الجميلة التي اجلست الشعب في حوض نعنع كما يقول المثل الشعبي.

بين كل هذه المآسي خرجت اغنية معبرة، على غرار اغنية قامت بها شابة لبنانية بداية الكورونا لفيروز استبدلت الكلمات بكلمات خاصة بالوضع الكوروني. ولاقت الاغنية استحسانا واسعا في وقت حاكت الوضع بطريقة لطيفة وصوت معبر.

هنا في الاغنية الفيروزية التي تحاكي الازمة الفلسطينية، خرج شاب خلّاق ومبدع اسمه مجد سمارة وغنى “شو كانت حلوه الليالي” في محاكاه لموضوع البنوك وأزمة الرصيد. واعجبني فكرة التمرين العقلي الذي تخلل الاغنية بشأن القروض والشيكات الراجعة والارصدة المصفرة.

كنت أتوقع ان الشاب- مجد-  الذي قدم الاغنية ستنزعج السلطة منه، في وقت يتم الكثير من الحجر الذاتي على الحريات، ليختار المعظم ان يسكت. ابعدها ظننت ان المتحدث سيضحك مع جمهور المتفرجين من الاغنية. فلقد رأينا كيف كان المتحدث يتناول ما كان يكتبه الكوميديان الفلسطيني علاء أبو دياب من انتقادات اثناء ايجازاته. وبغض النظر عن رأيي بشأن ما كان يجري من ايجازات تحديثية للكورونا، كان المتحدث بلا شك، قادرا على امتصاص غضب الشعب واستيائهم بنكتة هنا ودعابة هناك بتلطيف عام للجو.

وكأن سكوت المتحدث عن الايجازات انتهى به عهد الحريات الموعودة او المسموحة او المتروكة للتداول. وان لم يكن يكف للمواطن الفلسطيني ما يناله من قمع لصوته من الجهات الأمنية كل على حسب حظه وسوء طالعه، خرج بنك القدس ببيان ليتهم صاحب الاغنية التي تكلمت عن البنوك وعن الأرصدة الفارغة وعن وجع الناس من حمل القروض، بانه خارج عن الصف الوطني بعد ان اغلق بنك القدس  حساب الرجل وشركته بطريقة ابعد ما يقال عنها بانها قانونية واقل ما يمكن ان توصف به انها بلطجة رسمية. لأتذكر فعل البعض غير المسؤول من حرق وتخريب للممتلكات. فما الفرق بين من يرمي واجهة البنك بزجاجة حارقة او يكسر الزجاج وبين البيان الذي أصدره بنك القدس؟

المصيبة بالبنك الذي يقرر ان شخصا ما هو خارج عن الصف الوطني أي يصفه بالعمالة، بينم البنك ذاته هو من يكتب في مراسلته “جيش إسرائيل” ويعلن بلا خجل انصياعه لأمر الحاكم العسكري.

أي مهزلة هذه التي نعيشها؟

أي مسخرة هذا التي تمر فوقنا وتحتنا ونحن نتلقف هذا الكم من الازدراء وكأنها صارت طريقة حياتنا.

هل يريد رأس المال المتمثل بالبنوك تنفيذ دور الاقطاعي على المواطنين؟ هل البنك يخوّل نفسه القانون ومنفذه وصاحب صك الغفران لمن هو وطني ومن هو خارج؟

لو كان هناك قانون لفكر من سمح لنفسه بكتابة هذا البيان ضد صاحب الاغنية مليون مرة لما سببه من تشكيك وتهديد لحياة انسان وصفه بالخارج عن الصف الوطن، وكأنه يصدر ضده حكما هو صاحب الامر فيه.

ولكن.. كما قال وزير العدل” ما تدقوا على القانون!

لن ندق على القانون وسنستمر بالغناء النشاز كما هو حالنا الذي بات يصم اذاننا من شدة تكرار وتعدد الأصوات الناشزة والتي صارت هي من يحكم كما يجول لها من قوة ويصول.

لو كان هناك قانون، او بالأحرى لو كان لهذه السلطة هيبة، لما سمحت للبنك بالتعدي على حرية الافراد بهذه الطريقة الخطرة.

لو كان هناك ذرة عدل تحاول السلطة رشها لتحفظ ماء وجهها لأحالت البنك ورئيسه الذي كتب البينا الى التحقيق الفوري وطالبته بالاعتذار والتعريض لهذا الشخص.

ولكن… نحن نعيش في سلطة رأس المال، البنك عل ما يبدو اهم من رئيس الحكومة ورئيسه.

والله صرنا في اخر زمن.. عندما يستطيع المواطن الفلسطيني ان ينتقد الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء ولا يستطيع ان ينتقد البنوك!!

حزننا، واستهجننا ما حصل في مصر قبل أيام قليلة من موت او مقتل لشاب قضى في السجن سنتين ليموت بسبب اغنية بلحة التي تنتقد كلماتها النظام الحاكم في مصر… نحن نخاف ان ننتقد البنك؟ فكيف لو غنى مجد اغنية لا قدر الله كان بها انتقاد لشركات التأمين؟ او لجهاز امن؟ او لوزير؟

5 أفكار بشأن “ما الذي تبقى من حريات في هذا البلد؟ البنك وجه آخر لتكبيل الحريات؟”

  1. With all due respect, you should get your facts right before defending someone blindly. This person decided to use a personal vendetta against the bank due to an old issue that has nothing to do with banks closing martyrs and prisoners accounts and claimed the bank has acted against these accounts while Quds Bank was one of the few that didn’t close these accounts.
    This person claimed otherwise and threw baseless accusations including calling the bank Israeli and lacking any belonging to Palestine.
    It’s very convenient and easy to blame institutions without knowing facts as it is easy to play the victim against an institution that is following PMA instructions in freezing a bank account for wrong practices.
    Martyrs and prisoners are pure but your friend is far from that

    1. Thank you for the comment. I think I was clear about not putting the issue of prisoners account on the shoulder of the Banks, because as I said, they are not the decision makers in this. I would not want the banks to be scapegoated for a policy that is not theirs. The person I am “defending” is a person that I saw his song some days ago, and it was directly related in a satirical way to the outcome of the situation after all the closures. Which I believe that the banks are also a natural output of the individuals. Ya’ni, people are living in a state of no work \ income, for the last two months, but yet they have the expenses and commitments, and it is the story of everyone who has a bank account with a loan or any related commitments . We are all waking up with a very harsh reality. Here, the outbreak against the bank came out, with the initial statements and decisions that the returned checks will be debated or charged . I strongly agree that in this crisis many may abuse , take opportunities in violating the moral principle of what is intended. but what I saw in that song a very natural, real reflection expressing reality. I don’t know if the man has problems with the bank, I never thought of our relation with banks as personal. we hate banks lets say as much as we hate governments ( just to make an example- I am using the word hate here with not intention to what it means). it is general. it is like when I as an individual see the behavior of an official public figure or intstitution and criticize it . it is never personal. it is basic right of expression if we really want to build a nation. criticizing is always the way to challenge better performance in governance. here, the man criticized the situation through focusing on the issue of checks, and bankruptcy occurring to many now. I saw this attempt as an important , funny respond to the song of Bella 7ukoumeh- government a few days before. I have to say I was surprised that a bank would take procedures the very next day against the person or his company. it coincided that the next day or so the crisis of the prisoners account erupted. I guess you realized it went through a very turbulent outrage, and it did not pin point one bank. with a person, whom the bank closed his account on the background of a song that criticized the banking system, it is only normal as a reaction to relate what happened to him with the big occurrence, especially that the official exchange we saw expressed a disappointing language, that the financial minister himself found it unacceptable . As much as I don’t think that the banks should be scapegoated for political decisions, I found it outrageous that a bank administration decides to punish a client by closing his account and then going this unacceptable far in issuing a public announcement against him.
      this is where the bank administration went totally wrong, with all due respect. I really wish that the bank apologizes for this statement, because as much as we should all defer from accusing anyone in lacking nationalistic consensus, the bank as a big institution should not respond in reactionary personalized manner.

  2. انت قلتي انك لا تعرفين مجد
    كان الافضل ان تسألي عنه قبل ان تدافعي
    لانه قضيته لا تتعلق باللي نشره ولكن هي جنائية
    اسألي عنه

    1. عزيزتي سامية،
      شكرا علي رسالتك.
      .لما ادافع عن شخص او انتقده مش شرط اني اعرفه. لاني، وبينما بدافع او بنتقد، القضيية اللي بحاول اطرحها غير شخصية.
      يمكن تتفاجئي وبجد عن كم المرات اللي كتبت فيعا دفاعا ومديحا عن ناس وعن شخصيات عمري ما عرفتها، وكم المرات اللي كتبت فيها انتقاد شديد ولاذع بكتير مرات عن اشخاص مش بس بعرفهم ولكن مقربين من قلبي.
      الموضوع اللي انا بدافع عنه هو حرية التعبير، اللي هي مش لازم نساوم عليها. ممكن نختلف مع الشخص، وما نحبه ونعترض على تصرفاته. بنفس السياق انا حكيت عن موقفي باعمال التخريب والحرق للبنوك بسبب موقفهم المحزن والمسيء بموضوع الاسرى، واللي كمان اصريت انهم مجرد اطراف بعلاقة سياسية همه مش صناعها، علشان هيك الزعل الشعبي من الناس على البنك اكبر من زعلهم من الحكومة. الناس بتشوف البنك جسم مستقل عن الحكومة، يعني ممكن يكون معهم، لما الواحد يفكر يفصل بتقسيمات الادارة والقوة السياسية\.
      انا اللي خلاني اكتب عن مجد هو اللي صار مع مجد، بدء بانه حر نزل فيديو، او طلع لايف او حكى كلام ممكن يكون مش مقبول ، والحقيقة انا ما شفت بكلامه شيء غير مقبول. بلاقيها صادمة اكتر انه بنك يزعل من شخص حكى اه لازم يكون اسم بنك القدس بنك يروشليم بوقت جمعية البنوك اللي البنك من ضمنها كان منشور لالها على اوسع نطاق توصيفها لجيش الاحتلال وكإنه جيش دولة صديقة وبتخبر كيف بدهم يسكروا الحسابات بدون اي حتى رحمة الواحد ممكن يستشفها من كلامهم.
      محاولة استغلال مجز لمشكله بينه وبين البنك ان كانت صحيحة او خاطئة مش هي الموضوع، وما بتعنيني.
      اللي بيعنيني، واللي كتبت عنه هو متمركز حول قضية وحدة: اغنية انتقدت الوضع العام الحالي وركزت على قضية البنوك( انا وحدة تماهيت مع الاغنية لاني تخيلت حالي وانا بلطم وبفكر باقساط قروضي ) يعني الاغنية عبرت عن حقيقة كثير ناس بتحسها، وبتعيشها، ويمكن ناس مش فاهمه ولا فارق معها شو يعني.. هذا كله مشروع. الاغنية ما كان فيها اي خروج عن الحياء العام ولا فيها مصطلحات مغلوطة. لحق هذا قضية البنك الشخصية بين مجد والبنك، واللي برزت بعدها، سواء هو عمل هيك عن قصد او لا بفكر هذا مشروع. يعني بالنهاية هو فرد امام نظام قوي ، فممكن يفكر انه هذه فرصته باثارة\ الراي العام ، وبفكر لو هو متل ما تم وصفه ما كان راح يتحدى بهذه الطريقة، ولكن هذا مش الموضوع. بعد الاغنية بيومين، صارت قضية البنوك والاسري، وهذه قضية مش مجد اللي اثارها. قضية عامة ما ضل حدا ما حكى ولا سب ولا انصدم ووصلت انه الناس غضبت لدرجة احراق وتخريب البنوك.
      مجد طلع لايف وحكى عن مشكلته مع بنك القدس ، يعني بجد ما بقدر استوعب وين الهجنة بالموضوع. كمان مره هذه حقوق اولية ، ما فيها نقاش.
      واللي حكاه ما في اي اشي بيستدعي انه يتم انزال بيان فيه. وينحكى عنه بهذا الخطاب التحريضي وبكلمات فيها تخوين رسمي وبشكل رسمي.
      وهون بتيجي المشكلة الكبيره، البنك كيف اعطى نفسه يشتغل او يقوم بدور منفذ الحكم؟ لو البنك رفع قضية على مجد بسبب اي شي حكاه او نشره او عمله كان ما حدا حكى اشي. كان راح يكون مستهجن كما نا كيد، انه الواحد كل ما يحكي كلمه يلاقي حاله مرفوع قضية. ولكن اللي صار كان انه مش بس البنك قام باطلاق حكم وتنفيذه بالبيان ولكن ايضا شكوا عليه وتم اعتقاله ومحاكمته.
      تخيلي نحن بشو ملهيين؟؟؟
      وتحياتي لك

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading