Skip to content

المسلسلات …كالدين …افيون الشعوب

المسلسلات ..كالدين …افيون الشعوب

كما الدين يتجلى للمسلم في رمضان ، اصبحت المسلسلات هي صلوات الصيام . وكما الدين قيل انه افيون الشعوب ، فالمسلسلات تأثيرها ذاته واكبر. فالدين يخاطب به العقول والمسلسلات وضعت لتخاطب القلوب والعقول . وكلاهما ، مخدر يضع التفكير والاحساس في حالة تعطيل كامل ،لا يشعر به صاحبه . لأن الاحساس والتفكير يصبح ما يمليه علينا هو..الدين او المسلسل .
الدين يدعونا الى الايمان بما هو ليس ملموس . والمسلسلات تروج لعشق لا تكون نهايته سعيدة الا بها .
احدهم يبيعنا الآخرة والاخر يبيعنا الوهم .والمسلسلات كالدين ، تغرقنا في التفاصيل لتنسينا الأصل او الهدف من المشاهدة والعبادة . وبغض النظر عن محاسن او مساوىء ما يحدث من تأثير ، فهناك ما يدخل من خلالهما الى الوجدان .
الفرق يكمن في ما يبثه الدين من ايمان مرتجى بعدل الهي . تبث المسلسلات فينا وهم نهايات سعيدة . وكأن هناك اتفاق بين داعمي الدين وصناع المسلسلات .
سعينا الدائم في الوصول الى عدل وعشق منشودين
فقط بالمسلسلات تغلق ابواب وتنتظرنا ابواب اخرى . ينتصر الحب وتتحقق العدالة ويرى الظالم يوما يعاقب فيه.
الفقير يغنى ، والحالم تتحققه اماله ، والتضحيات تكافأ، المظلوم يرفع الظلم عنه . ويظهر الحق ويضحد الباطل.
كما في الدين من وعودات لجنان وتوعدات بنار ذات لهيب . نتسمر أمام المسلسلات ونقاد في سيناريو واخراج لفكرة تسيطر علينا وتحملنا على كفوف الوهم ، بشر مطلق او بخير مطلق . مبالغة تفوق الخيال ومع تكرارها تغلب الواقع . فتصبح المغالاة بما يصدر الينا من مسلسلات وحبكات درامية مبالغ فيها ، كالمغالاة بالدين حتى أصبح معنى الدين ترهيبا او ترغيبا على حسب أجندات الحكام والمفتين . وأصبحت الدراما التلفزيونية ، مصنعا لترويج ذاك الترهيب او الترغيب .
وفي كل الاحوال نحن نصبح جزءا من ألاعيب الحكومات في تهميشنا وانحدارنا الخلقي والفكري ،ونكون طوعا تحصيل حاصل لما يريدونه منا ان نكون . حتى عندما نعترض ونتذمر نحن نقوم بما يريدون منا ان نقوم به . نردد ما يسوقونه ، ونتبع طرقهم . `

Leave a Reply

Discover more from Nadia Harhash

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading