تخطى إلى المحتوى

الحكم بالإعدام على قاتل سوزان وسوار ويارا وسمر وآية ونيفين

الحكم بالإعدام على قاتل سوزان وسوار ويارا وسمر وآية ونيفين

 

th-1

 

القائمة بأسماء إناث قتلن بدم بارد ولم نعرف عن القاتل الا بعض الاشاعات وتنصله من جريمته بكل الأحوال الى حكم مخفف تحت بند” جريمة الشرف”، تطول، وتمتد ليكون الجاني اب واخ وزوج وعاشق وابن عم وعم وخال وابن جيران وسائق وعابر طريق. أي امرأة او انثى يمكن قتلها بسهولة لأن التبرير والحجة جاهزة لأي قاتل، والحامي الأول هو المجتمع لا القانون.

في كل مرة تقتل امرأة يخرج السؤال المباشر الصارخ: ماذا فعلت؟ من اللحظة الأولى يتم التبرير فيها للجريمة حتى من قبل القريب والبعيد. هناك دائما سبب يسمح للذكر بقتل الانثى يعلله له العرف ويبيحه ويطلقه. فلا أهمية لقانون او شرع.

في الأشهر القليلة الأخيرة سمعنا عن قتل اناث من أراضي فلسطين لمحتلة بالشمال تباعا، ولم يعد حتى المكان الجغرافي رادع للقاتل. وكانت اخر الجرائم مقتل سوزان وتد من باقة الغربية في المثلث. قاتل سوزان على ما يبدو زوجها. ليس مهما السؤال أكثر، وليس بغريب ان يكون القاتل زوج، فقبل شهر وفي نفس القرية كان القاتل الأخ والأب، ومن نفس القرية كان قاتل الضحية بأستراليا استرالي، لجميع القتلة كان الحق في القتل حتى عندما كان القاتل استراليا، فلا بد للضحية انها استثارت غريزته الاجرامية مما دفعه لاغتصابها وقتلها. في النقب تختفي الفتيات ولا تعدن، وفي اللد والرملة ويافا صارت قصص القتل اعتيادية.

في عام ٢٠١٨ تم كشف ١٤ جريمة قتل وكاثر من أربعة في ٢٠١٩ حتى الآن. هذا ما تم الكشف والاعلان عنه ، الله فقط اعلم بالاعداد الحقيقية.

زبيدة منصور، ريما أبو حيط، فادية قديس، نورة وحياة ملاك ، نورا أبو صلب ، امنة الزبارقة ، عفاف جرباوي ، منال فزيزات، شادية مصراتي، يارا أيوب، اية مصاروة، سمر الخطيب، ايمان عوض، سوار قبلاوي ،سوزان وتد.

وفي الضفة يكفي ان نتوقف امام جريمة قتل نيفين العواودة لنفهم ونتيقن كيف تلعب السلطة مع النظام الذكوري والفساد دورا متكاملا في قتل النساء والمجتمع. والعلم عند صاحب العلم عن كم الجرائم التي تدفن فيها الضحايا ولا يعلم بها الا الجاني والعائلة المتواطئة.

وفي مناطق السلطة ، يمكن كذلك القول ان العتب مرفوع، عندما تجد الذكورية في تخلفها تصل الى انتقاد الاناث من المتظاهرات ووصفهن بالأوصاف المشينة والمعيبة.

ولكن..

ما يستوقفني امام جرائم الداخل بصورة خاصة، هو غياب حجة انغلاق المجتمع وفرض الأعراف بدل القوانين وضعف قوة القانون. في أماكن الضفة الغربية وغزة، من الممكن فهم ان الضعف في النظام السلطوي يساعد في ضعف فرض القوانين، بالإضافة الى حكم الأعراف والقبلية في مناطق بعينها. ولا يمكن التغاضي عن فكرة ضعف المرأة في مناطق السلطة، بالأخص عند اقتراف هكذا جرائم، تكون الانثى فيه اقل حقوقا وتعليما وتعيش في ظروف انغلاق محكم.

في مناطق الشمال الفلسطيني المحتل والخاضع للسيادة الإسرائيلية، الانثى تعلمت وارتقت بنفسها الى مراكز مرموقة ملفتة. بالنظر فقط وبطريقة خاطفة الى كم النساء الرياديات الحاصلات على شهادات جامعية تصل الى الدكتوراه، تشتغل بالفعل، كيف يكون وضع المرأة بهذا الكم من المأساوية على الرغم من تعليم المجتمع. فعندما ارصد تعليم الاناث في تلك المجتمعات، لا بد من التأكيد انه وبالمقابل، فإن الذكور قد وصلوا الى مراتب تعليمية ومهنية أكثر واهم بالتأكيد. فلماذا تستمر جرائم القتل بل تتصاعد؟

الجريمة الأخيرة ضد سوزان وتد، تبدو امرأة محجبة متدينة وربة اسرة مكافحة، وصف ممكن ادراجه لكل ضحية سابقة، بين طالبة وام قرر أحدهم نزع الحياة من جسدها لأنه قرر شيئا ما بنفسه. في السابق كنا نعز فكرة هكذا جرائم للجهل. اليوم، نرى القاتل متعلما، واعيا، ونافذا.

ما الذي يجري بالمجتمع ليحذو بنفسه خطوات الى الخلف؟ قد يؤرق أكثر حقيقة ان الزوج القاتل في هذه الحالة قد احتفل مع زوجته بيوم المرأة وجلب لها مع أبنائه ورود يوم الام قبل أيام قليلة. اين الدورات القيادية والتوعوية والندوات التي تقام على مدار الساعة في القرى والمدن، في المدارس والجامعات من اجل مساواة المرأة وتقوية مكانتها؟

لماذا لا يتغير الرجل بهذا المجتمع؟

لماذا لا يتغير المجتمع الذي تبدلت احواله من مجتمع قروي الى مجتمع مدني يتكلم اللغات ويحصل على الشهادات ويلبس ويأكل ويجول العالم كالإنسان العالمي الطبيعي؟

هل اللوم الحقيقي يمكن القاؤه على السلطات، أيا كانت، التي تجعل من القتل متاحا وممكنا كلما كانت الضحية انثى؟

ام المشكلة بالأصل في صلب المجتمع من أمهات واباء، اهل واقارب وجيران، أصدقاء وزملاء، ارباب ومعلمين لم يتغير في داخلهم الفكر القبلي الذي يصر على ان يرى المرأة كعنصر ثانوي له (الذكر) الحق في تملكه.

كيف لم يغيرنا التعليم والشهادات والعمل والسفر؟

كيف لم تغيرنا الثورة التكنولوجية التي جعلت من كل الأمور متاحة وكل الفضاءات مختلطة ومفتوحة؟

كيف استطاع الفيسبوك ان يوثق تاريخ نفاق حي وانفصام في حياتنا كإناث وذكور في هذا المجتمع. نظهر ما تخفيه نفوسنا، ونبرز ما تقمعه حقيقتنا من تخلف يحتاج الى فكفكة ثم دفن في أصقاع مختلفة لكي يستحيل إعادة تركيبه من جديد.

رحم الله ضحايا الظلم والتخلف ….

ويا ليت العنوان لم يكن كذبة نيسان.

اترك رد

اكتشاف المزيد من نادية حرحش

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading